قلق عالمي.. كورونا يعود من جديد بـ مُتحوّر “إكس إي سي” ظهر لأول مرة في ألمانيا خلال أغسطس ووصل الآن إلى 25 ولاية أميركية
تسجيل أكثر من 600 حالة في 27 دولة عبر أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا
وكالات: صُبرة
تمكن الباحثون قبل نحو شهر من عزل متحور جديد من فيروس كورونا يُسمى XEC. وتم رصد المتحول الجديد في عدة دول منها الولايات المتحدة. ومع ذلك، لا تبدو الجهات الصحية حتى الآن قلقة بشأن هذا المتحور؛ مقارنةً ببعض المتحورات السابقة التي حملت طفرات وراثية مثيرة للقلق.
وبحسب وكالات الأنباء، يأتي ظهور المتحور الجديد في وقت تشهد فيه معدلات انتشار فيروس كورونا تباطؤاً بعد موجات العدوى السابقة، ويُتوقع أن ترتفع حالات الإصابة مرة أخرى خلال فصل الشتاء، مع احتمال بلوغ ذروتها في منتصف يناير المقبل، وفقاً لنماذج المركز الأميركي السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC.
وحتى الآن، تم الإبلاغ عن حالات إصابة بالمتحور في 25 ولاية أميركية على الأقل، وفقاً لبيانات أولية تم جمعها من قاعدة بيانات الفيروسات العالمية، وقد تم رصد أكثر من 100 حالة إصابة في الولايات المتحدة، مما يجعل هذا المتحور محل اهتمام.
بداية الاكتشاف
وتم اكتشاف المتحور لأول مرة في ألمانيا في أغسطس الماضي، ويبدو أنه يتمتع بميزة نمو مقارنة بالمتغيرات الأخرى المتداولة، لكنه ليس متحوراً جذرياً مختلفاً عن سابقيه.
تسجل نحو 40 ولاية أميركية معدلات نشاط مرتفعة للإصابة بكورونا، كما تشير بيانات المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC).
أُقترح لأول مرة تسمية المتحور الجديد باسم XEC بعد ظهور حالات إصابة في كل من أوروبا والولايات المتحدة. وعلى الرغم من زيادة انتشار المتحور في ألمانيا مؤخراً، إلا أن العديد من المتتبعين للمتحورات يشككون في أن XEC سيتفوق على المتحورات الأخرى.
وفي الوقت الحالي، يسيطر المتحور KP.3.1.1 على أكثر من نصف الحالات في الولايات المتحدة، بحسب التقديرات الأخيرة للمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، والذي تمكن من الهيمنة لعدة أسابيع، ومن غير المتوقع أن يتفوق المتحور الجديد عليه قريباً.
كيف نشأ المتحور الجديد؟
الطفرات تغييرات في التسلسل الجيني للفيروس؛ وتحدث بشكل طبيعي عندما يتكاثر الفيروس، مع كل دورة من التكاثر، قد تحدث أخطاء صغيرة في نسخ المادة الجينية، وهذا يؤدي إلى ظهور متحورات جديدة.
بعض هذه الطفرات قد تكون غير مؤثرة، بينما بعضها الآخر قد يمنح الفيروس ميزات جديدة مثل زيادة قدرته على الانتقال أو الهروب من الاستجابة المناعية.
المتحورات عبارة عن “إعادة تركيب” للفيروسات الموجودة بالفعل، أي أنه نتج عن تبادل قطع من المادة الوراثية بين متغيرين مختلفين أثناء إصابة الشخص بالفيروسين في وقت واحد.
ينحدر XEC من مزيج بين متحورين آخرين هما KS.1.1 وKP.3.3، وكلاهما منحدران من المتحور JN.1، الذي كان سائداً عالمياً في بداية عام 2024.
ومنذ اكتشافه، واصل المتحور الانتشار حول العالم، إذ تم تسجيل أكثر من 600 حالة في 27 دولة عبر أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا.
ومن ضمن الدول التي سجلت أعلى عدد من الإصابات حتى الآن هي الولايات المتحدة (118 حالة)، وألمانيا (92 حالة)، وبريطانيا (82 حالة)، وكندا (77 حالة)، والدنمارك (61 حالة).
تُحدد الحالات الجديدة بناءً على قاعدة البيانات العامة للفيروسات والمعروفة باسم Gisaid، حيث يتم تحميل تسلسلات الفيروسات الجينية من أجل التحليل. ومع ذلك، قد تكون هناك حالات غير مرصودة في الدول التي لا تُجري تحليلاً شاملاً للعينة الفيروسية.
على الرغم من أن المتحور لا يزال يشكل نسبة ضئيلة من الإصابات، إلا أنه يظهر ميزة نمو تفوق المتغيرات الأخرى. في ألمانيا، يمثل حوالي 13% من العينات، بينما في المملكة المتحدة يصل إلى 7%، وفي الولايات المتحدة يقل عن 5%. من المتوقع أن يواصل XEC انتشاره، وقد يصبح المتحور السائد عالمياً في الأشهر القادمة.
ما هي أعراض متحور “إكس إي سي”؟
أعراض متحور “إكس إي سي”هي نفسها أعراض الزكام، مع ارتفاع في درجة الحرارة، الآلام، الوهن والتعب، السعال، أو التهاب في الحلق والحنجرة. وأغلب الناس تتحسن حالتهم خلال أسابيع قليلة من الإصابة بالفيروس، لكن قد يأخذ التعافي وقتاً أطول.
وكتب محلل بيانات “كوفيد”، مايك هاني، على موقع “أكس”: “سجل متحور (إكس إي سي) تطوراً قوياً في ألمانيا والدانمارك” حيث يصعب التأكّد من قوة انتشار الفيروس الجديد حالياً، لأنّ الاختبارات الاعتيادية تناقصت بشكل كبير عمّا كانت عليه في المتحورات السابقة.
وتقول الوكالة البريطانية للأمن الصحي إنه “من الطبيعي للفيروسات أن تطرأ عليها طفرات وتتغير”، ونصحت باتخاذ إجراءات وقائية لعدم الإصابة بهذا الفيروس، ومنها: الحفاظ على مسافة مع الآخرين حتى لا تنتقل العدوى. إخبار الأصدقاء والعائلة بالإصابة، وحتى في ظل تفشّي سلالات جديدة من الفيروس، مثل “إكس إي سي”، فإنّ كثيرين قد تظهر عليهم أعراض خفيفة، وأحياناً قد لا تظهر أي أعراض على الإطلاق، وغالباً ما يستطيع الشخص التغلّب على الفيروس أثناء الإقامة في البيت، من دون الحاجة إلى مستشفى.
لكن هناك حالات يتعيّن على الشخص أن يتوجه فوراً إلى المستشفى، أو الاتصال بخدمة الإسعاف، وفق الوكالة البريطانية في الحالات التالية:
1 – عندما تشعر بضيق شديد في التنفس لدرجة تعجز معها عن التفوّه بعبارات قصيرة وأنت مسترخي.
2 – عندما تتردى قدرتك على التنفس فجأة.
3 – عندما تسعل دماً.
4 – عندما يتعرّق جسمك رغم شعورك بالبرد، وعندما يتغير لون جلدك أو عندما تظهر عليه بُقع.
5 – عندما يظهر على جلدك طفحٌ يشبه كدمات صغيرة أو نزيف تحت الجلد ولا يبْهت لونه عندما تمرّر عليه كوباً فارغاً.
6 – عندما تنهار أو تصاب بدوار.
7 – عندما تشعر باضطراب، أو توتر، أو بنعاس شديد.
8 – عندما تتوقف عن التبول، أو عندما يقلّ معدل تبوّلك عن المعتاد.