ضحية جديدة.. “نورة”.. أرادت استرداد 200 ريال فسرق النصاب 70 ألفاً النصابون لا يتوقفون.. والخطأ يتكرر مع ضغط وصلات

الخبر: ياسمين الدرورة

رغم التحذيرات والقصص المتكررة من عمليات الاحتيال والنصب المختلفة، ما زال المحتالون يبتكرون حيلاً جديدة لإقناع الضحايا، مستغلين نقاط ضعفهم.

قصة جديدة للاحتيال حدثت قبل عام تحكي تفاصيلها لـ “صُبرة”، نورة عبد العزيز، وهي ربة منزل وأم لثلاثة أطفال من سكان مدينة الخبر.

تقول نورة “كانت ابنتي قد اشترت من متجر عبر تطبيق الانستقرام بمبلغ 200 ريال ولم يصلها الطلب، فتواصلت حينها مع البائع عبر الرسائل المباشرة للاستفسار والتأكد من حالة الطلب لكن لم يردني أي جواب”.

تضيف “قررت رفع شكوى في وزارة التجارة والإبلاغ عن البائع، وفعلاً هذا ما فعلته، ضغطت أول رابط ظهر لي في محرك البحث وسجلت بيانات الشكوى وفحواها”.

اتصال قبل موعد الطبيب

تكمل نورة حديثها “تلقيت مكالمة هاتفية من رقم غير معروف، ادعى فيه المتصل أنه موظف من وزارة التجارة، كنت حينها في انتظار موعد لأبني في العيادة، وذكر المتصل تم استلام شكواي بخصوص طلب استرجاع مبلغ مشتريات، وسيقومون بالتحقيق في الأمر، وسأل بعض الأسئلة، فأجبته بالإيجاب لكنني طلبت منه الاتصال في وقت لاحق كوني منشغلة.”

تتابع نورة “أصر المحتال على إكمال المحادثة بشكل سريع، مشيراً إلى أنه عمل على التحقق من خطوات كثيرة ولم يبقى إلا القليل، وأنه بحاجة إلى بعض المعلومات الإضافية”.

مكالمة مريبة وبيانات بنكية

تقول نورة “شعرت بضغط نفسي من المتصل، لكنني قمت بمجاراته وتزويده بالمعلومات التي يطلبها لأتخلص منه، وتضيف لاحظت أنه ليس سعودياً لكنه يحاول التحدث بلهجة سعودية، إلا أنني لم أعير الموضوع أي أهمية، ثم طلب مني تزويده بالرقم المسجل على البطاقة وتزويده بالكود الذي سيصل على هاتفي، لحظتها تملكني التعجب والاستنكار من طلبه، وشعرت لوهلة أن المكالمة مريبة، ومع هذا نفذت طلبه وأنا لست مقتنعة.”

لحظة إدراك

تضيف نورة “أدركت بعد انتهاء المكالمة أنني تعرضت لعملية احتيال، فحاولت بقلق شديد الاتصال على خدمة العملاء في البنك بلا فائدة، اتصلت زوجي وأنا في حالة انهيار فطلب مني أن أتنفس واهدأ حتى وصوله، وبدوره حاول الاتصال على أحد المعارف الذين يعملون في البنك لتجميد حسابي”.

حوالات صادرة

تكمل نورة حديثها لـ صبرة “صدمت بعدد الرسائل النصية التي انهالت على هاتفي، وجميعها حوالات صادرة من حسابي البنكي بمبلغ 25 ألف ريال، ثم 25 ألف، وبعدها 20 ألف، أصبت بالجزع والدوار، وللحظات شعرت بضربات قلبي وهو يكاد ينخلع من مكانه وأنا أتنفس بصعوبة، وابني يقف بجانبي يناديني وأنا لا أستطيع الإجابة عليه”.

تجميد الحساب

تتابع نورة “وصل زوجي وأكملنا محاولات الاتصال بالبنك، وطلبت تجميد الحساب وإيقاف العمليات الأخيرة على حسابي، جمد البنك حسابي مباشرةً لكنهم لم يوقفوا الحوالات، وعندما تحققت من الحساب كان اللص قد استولى على كل مدخراتي وبقي مبلغ بسيط، تمكن المحتال من الوصول إلى حسابي عبر الخدمات الرقمية للبنك (مباشر للأفراد) بعد أن غير كلمة المرور للحساب من خلال البيانات التي كان يطلبها مني.”

مركز الشرطة

تقول نورة “توجهت مع زوجي إلى مركز شرطة الخبر، الذين بدورهم طلبوا مراجعة شرطة الظهران، واستمع الشرطي إلى قصتي بالتفصيل وهو يربط الأمور، ثم استكملنا أوراق البلاغ وتم رفع الشكوى للنيابة العامة.

جراءة النصابين

تقول نورة بلهجة مستنكرة “اتصل بي النصاب في اليوم التالي بجرأة، وحين أجبت سأل هل قمت بتغيير كلمة المرور؟، وحاولت أن أبقى هادئة وقلت له مستفهمة “لا لم أغيره ولكن لماذا؟، فقال لي حدث خطأ ما بالأمس وتم تحويل مبلغ من حسابك بالخطأ، ونحتاج إلى كلمة المرور لإعادته.”

حساب طالب.. محطة للاحتيال

تضيف نورة “عرفنا بعدها أن جميع المبالغ تم تحويلها إلى اسم شخص يسكن في مدينة الجوف، ثم حولت لبنك آخر مباشرة، وفي التحقيقات توصلوا للحساب وكان لطالب جامعي، وبالتحقيق معه أخبرهم أنه لا علم له بأي شيء، ولا يملك حساب بنكي في البنك المذكور، وبقي بالسجن مدة قبل أن يطلق سراحه، وكان على ما يبدو مغلوب على أمره إيضًا، وقد تم استغلال حسابه لاستخدامه كمحطة في عملية الاحتيال.”

تكمل نورة “أبلغونا في النيابة العامة أن اللصوص شبكة تستعين بالحوالات لعدد من الحسابات وصولاً إلى حسابات خارج المملكة، مما يُصعب ملاحقتهم أو تجميد الأموال واستعادتها.”

بين الأمل والندم

تضيف الضحية في حديثها توقعت استعادة أموالي لأنني تقدمت بالشكوى بسرعة، وتابعت أنا وزوجي مجريات القضية على مدار سنة كاملة، إلا أن كل المحاولات في استرجاع المبلغ بائت بالفشل، لأيام وليالي كان إحساس المرارة والندم يقض مضجعي على استجابتي السريعة للمحتال وتصديقي له، كنت أفكر بالقصة مرارًا، كيف بدأت وإلى أين انتهت، وكيف كان الرابط المزيف الذي دخلت عليه وكأنه موقع وزارة التجارة فعلاً”.

70 ألف بلا عودة

تقول نورة “كان المبلغ هبة من والدتي لشراء سيارة، وكنت في حيرة من أمري إذا ما كان من الأفضل استثمار المبلغ أو شراء سيارة به، ولسوء الحظ في نفس الأسبوع الذي قررت سحبه من المحفظة الاستثمارية تمت سرقته”.

وأنهت كلامها قائلة “قدر الله ما شاء فعل، ذهب رصيدي وذهبت معه أحلامي أدراج الرياح، ولكن الحمدلله على كل حال”.

‫3 تعليقات

  1. انا شخصيا جتني مكالمات اعتذرت اعطيهم اي معلومه وقلت لهم ابراجع البنك بنفسي، هذا هو الحل الوحيد لا تعطي معلومات نهائيا بالتلفون او عبر الانترنت واتمنا للجميع السلامة من النصابيين الخبثاء

  2. الصورة في العنوان وكان الحرمة فاقدة لاعز الناس وبالله المستعان !
    وكما يقول المثل المال عديل الروح !
    المهم هنا لو يحثت في يوميات كل شخص تعرض للسرقة سواء عن طريق الإنترنت او في في الحياة الواقعية اليومية ..
    تجده (او تجدها) ليس عنده حصن من الفقر ولا من المرضى كالدعاء او الصدقة المستمرة او أي عمل يومي تطوعي او خيري ! واذا كان ممن يتحصنون بالدعاء وغيره فقد يقع في شباك الحرامية ولكن اثارها أقل بكثير .
    كمثال – في الحديث عنه (ص) فيما يخص الحجر العقيق انه أول حجر امن بالله .. وكذالك ورد انه امان من الفقر وفي السفر ؛ طبعا سابقا لا يوجد حوادث يعني المقصود امان من قطاع الطرق الحرامية والقتلة ..
    وهذه ليست دعوة لاقتناء العقيق لان بعضها قد لا يناسب الشخص نفسيته ..
    لان الأحجار الكريمة الحية تبث اشعة غير محسوسة تؤثر على راحة الشخص اما ايجابا ان و سلبا وتختلف من شخص الى اخر …
    والحجر إذا كان ذا جودة عالية فهذا يعني ان باقي الأحجار من نفس الجبل ذات جودة عالية أيضا ..
    مثل الاشجار إذا كانت ثمرتها مرة فان الباقي مر واذا كانت ممتازة فالباقي ممتاز في نفس الشجرة .
    والنصيحة الاهم هنا هو الوقاية بالدعاء واي عمل خيري وليس قراءة المعوذات فقط لان في القران 114 سورة وكل سورة تختلف عن غيرها في المضمون !
    ومن يتكاسل عن القراءة يكون حصنه هش وضعيف .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×