كُلْية ريم الشرقي في أحشاء شقيقها “حسن” ألم 20 سنة انتهى بعملية.. وزوجها شجّعها على التبرع

القطيف: ليلى العوامي

لم تتردد ريم علي الشرقي، في قرارها عن التبرع لشقيقها الأصغر حسن علي الشرقي، بكليتها لتنهي معاناته من الفشل الكلوي.

تفاصيل القصة كشفتها “ريم” بنفسها لـ “صبرة”، وهي زوجه وأم لخمسة أبناء، أصغرهم في الصف الرابع الابتدائي وأكبرهم طالب في الجامعة “كان حسن في السابعة من عمره ومصاباً بالسكري، ويتناول إبر الأنسولين، وظلت معاناته مع السكر عشرين عاماً حتى بدأ يشعرُ بأعراض منها الغثيان، وتقطع في البول، إضافة إلى انتفاخ قدميه، واعتقدنا أنها أعراض بسبب السكر، لكن حالته ساءت، فأصبح لا بد من زيارة الطبيب.”

اكتشاف المرض

وأضافت ريم “في العام الماضي، بعد زيارة للطبيب في المستشفى القطيف المركزي، وإجراء الفحوصات للاطمئنان على حسن، وعند ظهور النتائج كانت الصدمة باكتشاف الفشل الكلوي، حسن كان قوياً وقال سأتغلب عليه والله معي”.

البحث عن متبرع

وتابعت ريم “يوماً بعد يوم كنا نظن أنه سيشفى، لكنه كان يتعذب، بدأت رحلة الغسيل الكلوي ولم تكن بشكل يومي ولكن كان يذهب للعلاج، وكنا نراه كيف كان يتعب، في هذه الأثناء اجتمع مع العائلة وأخبرنا بما قاله له الطبيب وهو أن يتم البحث عن متبرع من أقربائه أو أي أحد يعرفه، على أن يكون مناسب للتبرع وغير مدخن”.

القرار الحنون

وأكملت ريم “بسرعة اتخذت أنا قراري وقلت له أنا موجودة، وإن اردت أن أهب عمري لك فهو كذلك، الجميع حاول أن يتبرع لحسن لكن كلاً له ظروفه الصحية وأنا كنت مناسبة، لم أجعله ينام ليلته مخذولاً فتقدمت للتبرع وقلت له أنا أختك وأنت خليصي فلن تحتاج بعد اليوم لتبحث عن متبرع”.

الفحص غير المكتمل

قالت ريم “خضعت للفحص الشامل منها تحاليل الدم، واختبارات البول، وفحص مسحة عنق الرحم، وفحص أمراض النساء، وانتظرنا حتى أن تظهر النتائج، وفي البداية كنت خائفة لكن شعوري بإنقاذ أخي كان هو المسيطر، كان زوجي يلازمني ويتحدث معي كثيراً، وكان مشجعاً لي في هذا القرار، لكن التبرع لم يتم في البداية بسبب بعض الظروف الصحية، ولم يكتمل الفحص، وحزنت كثيراً”.

وأضافت “سافرت مع زوجي عدة أشهر بسبب ظروف عمله، وطوال فترة وجودي بعيداً كنت أتواصل مع حسن، وكان قوياً، لكنني كنت أشعر بألمه وهو يحدثني، وكان أخوتي يخبروني عن معاناته مع الغسيل والسكر.”

وتابعت “عدت بعد أشهر، في هذه الأثناء كنا نرى حسن كثيراً، كان يزورنا ونزوره، ونلتقي في بيت أهلي، وفي يوم عاد زوجي إلى الشقة حزيناً، قال لي هل تستطيعين إكمال إجراءات الفحص من أجل حسن؟، ابتسمت وقلت له الطبيب من يقرر، وبالفعل زرت الطبيب وأخبرته بضرورة إكمال إجراء الفحوصات حتى أنهي معاناة أخي، وكنت على استعداد لإعادتها لو لزم الأمر.”

فرحة الأخ

وأكملت ريم “التقيت بأخي وأخبرته بأنني قد أكملت الإجراءات اللازمة وأصبحت جاهزة لعملية التبرع، فرح كثيراً وهذا شعور لا يوصف فهو أخي الصغير، لكن شعوري تجاهه أنه إبني الصغير ومسؤولة عنه.”

واستطردت “ليلة العملية التي كانت الشهر الماضي وتحديداً يوم الأربعاء 11 سبتمبر، لم أنم، وهو أيضاً كان قلقاً وخائفاً حينما رآني جالسة قال لي ما رأيك أن نهرب من المستشفى ولا نجري العملية؟، ضحكنا كطفلين صغيرين لم يعرفا من الحياة إلا طفولتهما، وقلت له لا سنكمل وننتهي، وستجري العملية وتخرج للمنزل بالسلامة، ولا أخفي عليكم بأنني كنت قلقة للغاية وأنتظر دخول غرفة العمليات بفارغ الصبر”.

عملية الـ 4 ساعات

وسردت باقي التفاصيل قائلة “دامت العملية أكثر من أربع ساعات، كان الجميع ينتظر، خرجنا من غرفة العملية لغرفة الإفاقة كان معي في نفس الغرفة، نظرت إليه وعيناي شبه نائمة أردت أن أراه وأطمئن عليه، خرجنا من غرفة الإفاقة سمعت صوته يقول لي “خيه” دمعت عيناي لأنني أنقذت أخي من ألم كان يتعبنا جميعاً”.

وأضافت “ذهب أخي لأطبائه والممرضات وموظفي المستشفى يخبرهم بأنه حصل على كلى، كانت فرحته عندي تساوي الدنيا كلها، فأخي سعيد وعائلتي سعيدة، أشعر بهذا العمل بأنني بعد الله أنقذت حياة أخي”.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×