ثلثا المصابين بالتأتأة ورثوها عن أسلافهم
القطيف: ياسمين الدرورة
كشفت الاختصاصية النفسية فداء علوي أبو الرحي أن 66٪ من حالات التأتاة ذات منشأ وراثي، مشيرة إلى أن التلعثم يظهر بنسبة 4-5% في عمر 3 سنوات، و يختفي بين 3 و 6 أشهر، كما تكون النسبة في الذكور أعلى من الإناث.
وقالت أبو الرحي في تصريح لصبرة على هامش فعالية اليوم العالمي للتأتأة تحت شعار (خذ وقتك احنا نسمع ) في المجمع الطبي العام لجمعية مضر الخيرية “التأتأة المزمنة، أو ما تسمى التأتأة المستمرة أو العنيدة تصيب 1% من السكان وتستمر لعمر متأخر”.
وأضافت “وهناك التلعثم الناتج عن مشكلة نفسية أو عقلية لكنه ليس شائعًا، ويحدث في معظم الأحيان نتيجة وجود مشكلة في منطقة الدماغ التي تتحكم في التفكير، الذي يحدث بدوره نتيجة الإصابة بمرض عقلي أوبسبب الإجهاد العقلي المفرط، أو بعد الصدمات العاطفية، ويكون علاجها مع الاختصاصي النفسي عن طريق العلاج السلوكي المعرفي، والتركيز على أنماط التفكير التي قد تفاقم مشكلة التلعثم، وكذلك التعامل مع التوتر والقلق، أو الخجل، وعدم الثقة بالنفس و تحسينها.”
دور الوالدين
وتابعت أبو الرحي “دعم الوالدين للطفل ومساعدته على التأقلم كالإنصات له باهتمام، المحافظة على التواصل البصري الطبيعي عندما يتحدث، إعطاءه فرصة لنطق الكلمة التي يحاول قولها، إبعاد المشتتات، التحدث ببطء و تأني، تبادل الأدوار، تهيئة جو هادئ وعدم التركيز على مشكلة التلعثم، يساعد في حل توفير بيئة آمنة للطفل ومساعدته على تجاوز مشكلة التلعثم”.
من جهة أخرى أوضحت اختصاصيّة أمراض النطق والتخاطب مروى صالح آل مرار، معنى التأتأة باعتبارها مشكلة في الطلاقة الكلامية، حيث أن الشخص المتحدث يعلم ماذا يريد أن يقول ولكنه يجد صعوبة في قوله.
أعراض التأتاة
وأضافت آل مرار “يتم تحديد شدة التأتأة من خلال ثلاث أنماط سلوكية هي السلوكيات الرئيسة التي تتعلق بالكلام وتشمل التكرارات، والإطالات، والتعديلات، بالإضافة إلى السلوكيات الثانوية، وهي تكون سلوكيات جسدية مثل الرمش بالعينين، تحريك اليدين أو الرأس، أو استبدال الكلمات وتجنب بعض المواقف التي يتوقع الشخص أن يتلعثم بها، وأخيراً المشاعر الناتجة عن التأتأة مثل الإحباط، والشعور بالخجل، والخوف.”
أسباب التأتأة
وأشارت آل مرار، إلى أن “الجانب الوراثي يلعب دورًا رئيساً، حيث أن أغلب الأشخاص الذين يعانون من مشكلة التلعثم يكون هنالك أحد من العائلة سواء من طرف الأم أو الأب لديه نفس المشكلة”.
وبينت “الجينات لا تعمل وحدها على إصابة الشخص بالتلعثم، فالعوامل البيئية والنفسية لها تأثير كبير، حيث تلعب دوراً واضحاً في تحفيز المشكلة وظهورها، و تبرز من خلال الأسرة والمجتمع وأسلوب التربية، فالقلق والتوتر العام أو العاطفي يمكن أن يؤثر على القدرة على التواصل بشكل سلس، ومشاكل تقدير الذات الناتجة عن التربية كلها تزيد من احتمالية حدوث التأتأة.”
وتابعت “البدء مع الطفل بجمل طويلة وصعبة وهو مازال في مرحلة التطور اللغوي يشكل ضغط نفسي كبير عليه، ثنائية اللغة خاصة في فترة ما قبل المدرسة وكذلك التعرض لأحداث صعبة كطلاق الوالدين، أوموت أحد المقربين، أو وجود مولود جديد بالعائلة، أو الانتقال إلى مدرسة أو مدينة أخرى، وغيرها”.
علاج التأتأة
وأكدت آل مرار، أن عمر الطفل والعمر الذي بدأت فيه التأتأة ودرجتها، تلعب دوراً مهماً في العلاج ومدى الاستجابة، وكذلك عدم وجود حالات تأتأة بالعائلة، و تصرف الأهل وردة فعلهم المناسبة تجاه المشكلة، حيث أن الكثير من حالات التأتأة تختفي بدون أي تدخل أو علاج تلقائي، خاصةً التي تكون في عمر صغير بين 2-5 سنوات.”
الجلسات العلاجية
وأشارت إلى أن بعض الحالات تحتاج إلى تدخل اختصاصي النطق وتعاون الأهل في مساعدة الطفل، من خلال تعليمات أهمها عدم الضغط على الطفل للتكلم بشكل أفضل، وعدم تنبيهه بشكل مفرط، واستخدام جمل قصيرة وواضحة، وتوفير بيئة مريحة ومناسبة للطفل لتشجيعه، وعدم مقاطعته أثناء الكلام، و في حال استمرار المشكلة عند الطفل بالعلاج غير المباشر وتقدمه بالعمر، يتطلب الأمر استشارة ودعم اختصاصي النطق للبدء بالعلاج المباشر، من خلال جلسات علاجية منتظمة، ويمكن أيضاً تدخل الاختصاصي النفسي عند الحاجة إلى ذلك.”
وأضافت أن خطة العلاج تعتمد على شدة المشكلة، وعمر الطفل، ومدى وعيه، و كلما قل إدراكه ووعيه بالمشكلة كلما زادت احتمالية الشفاء التلقائي، أو الاستفادة من العلاج غير المباشر و المباشر أيضًا، فكلما قل الوعي قل التوتر وبالتالي تزيد احتمالية التعافي.”
وأشارت إلى أن “تصحيح كلام الطفل والنقد المستمر تزيد من الوعي وتؤثر على ثقة الطفل بنفسه، وتزيد خوفه من الكلام، وبالتالي استمرارية التلعثم، ويعتبر التدخل المباشر المناسب مع الطفل وهو بعمر الخمس سنوات.”