هيئة التراث.. لحنٌ جميلٌ.. فأين معناه ..؟
حبيب محمود
ما لِصَوتٍ أُغلِقَت مِن دونِهِ الأَسماعُ مَعنى
كُلُّ نورٍ غَيرُ نورٍ مَرَّ بِالأَعيُنِ وَسَنى
هكذا كان عمُّنا أبو ماضي يقول. والذي استدعى هذين البيتين من ذاكرة يزيد عمرها على أربعة عقود؛ هو لحنٌ جميل جداً في القطيف؛ يشارك فيه خمسةٌ وأربعون عازفاً دون أن “يراهم” أحد. ولولا تلك الزّورة الرسمية التي أجراها المحافظ إبراهيم آل خريف، أواخر مايو الماضي؛ لما عرفنا عن العازفين، وعن لحنهم الجميل، شيئاً.
العازفون حرفيون من المحافظة، شبّاناً وشابّات. واللحن هو عمل كبير في تدريبهم على حرف يدوية، والجهة الرائدة هي هيئة التراث، وقاعة العزف مشروع وسط العوامية.
هذا الفريق الكبير، من المتوقع منه أن يشارك في التحضير لدخول العام الجديد، 2025، وهو عام الحرف اليدوية، بقرار من مقام مجلس الوزراء في 17 سبتمبر الماضي. وبما أن القطيف جزءٌ من هذا الوطن الكبير؛ فإن من المتوقع من فرع هيئة التراث في المنطقة الشرقية أن يُهييء الأمور لدخول عام الحرف اليدوية، وأن يرى الناس عملهم، على الأقلّ عبر خطة مفهومة وواضحة للجهود التي سوف تُنسّق تنفيذاً لبرامج العام وفعّالياته.
القطيف غنيّة بحرفها، ثرية بموروثها، وجزءٌ من هذا الموروث؛ إما انقرض، أو قارب الانقراض. ودور فرع هيئة التراث الوطني؛ أن يكشف عمّا لديه، تجاه الحرف، دعماً وإنقاذاً واستعادة.
الحرف اليدوية ممارسة شعبية في الأصل، ليست نشاطاً نخبوياً، ولا سلوكاً “بُرجعاجياً”. في ماضٍ من الزمان؛ كانت من يوميات الناس، وتحت متطلبات التحوّل المدني والحضَري؛ تراجعت وظائفها النفعية المباشرة. بيد أنها الآن تُعامل بوصفها إرثاً اجتماعياً وطنياً، بما ينطوي عليه هذا الإرث من ملامح في الهوية والثقافة الاجتماعية.
وليس من الوجاهة؛ ألّا يعرف أحدٌ شيئاً عن الأنشطة الكبيرة التي تسخّرها هيئة التراث لخدمة هذا القطاع المهم. ومنها ما يجري في وسط العوامية منذ أشهر طويلة.
اقرأ أيضاً