روايات تتضارب مع المتبع عملياً.. الإمام الحسين من المواليد الخُدّج بين ولادته وولادة الإمام الحسن 6 أشهر و10 أيام
القطيف: صُبرة
على روايات موجودة في بعض تصانيف علماء الإمامية؛ فإن الإمام الحسين، عليه السلام، وُلد قبل اكتمال العمر الجنين البشري الذي يبلغ 9 أشهر حمل. خلاصة الروايات تُشير إلى أن الفاصل الزمني بين ولادة الإمام الحسن والإمام الحسين، عليهما السلام، هو 6 أشهر و10 أيام، أو 7 أشهر و10 أيام.
إنها روايات، ولا تتطابق مع ما يحرص عليه الشيعة الإمامية في الاحتفال بمولد الإمامين. فالإمام الحسن يُحتفل بمولده يوم الـ 15من شهر رمضان، في حين يُحتفل بمولد الإمام الحسين في الـ 3 من شهر شعبان.
وهذا يعني أن الفاصل الزمني بين المولدين هو 10 أشهر و18 يوماً.
روايات منقولة
مع ذلك؛ هناك روايات ليست قليلةً، رصدها بعض علماء الشيعة، بينهم البحريني السيد محمود الموسوي الذي أفرد مقالاً مطولاً في تحليل الموضوع، ونشره في موقعه الإلكتروني. ويقول الموسوي “لم تخل الروايات المنقولة عن أهل البيت (عليهم السلام) من تباين في تحديد مواليد الأئمة أو حتى وفياتهم سلام الله عليهم، وهناك أسباب عامة لذلك، وأسباب خاصة، ولسنا بصدد الحديث عنها، ولكن ما ينبغي التأكيد عليه أن المعالجة لا يمكن أن تكون بقاعدة واحدة شاملة للجميع، لاختلاف الخصوصيات النقلية، فلابد من البحث المختصّ بالحدَث المراد تحديد تاريخ وقوعه، خصوصاً إذا كانت تترتب على ذلك أحكام شرعية أو فكرة اعتقادية”.
النبي عيسى، عليه السلام
ويسرد الموسوي بعض الروايات، من بينها
الكافي: عن الإمام الصادق (عليه السلام): وَلَمْ يُولَدْ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ إِلَّا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ (ع) وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ (ع). ج1، ص465.
علل الشرائع عن الإمام أبي عبد الله [جعفر الصادق] (عليه السلام): وَحَمَلَتْ بِالْحُسَيْنِ فَحَمَلَتْ سِتَّةَ أَشْهُرٍ ثُمَ وَضَعَتْهُ وَلَمْ يَعِشْ مَوْلُودٌ قَطُّ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ غَيْرُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ (ع). ج1، ص205.
أمالي الطوسي: عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: حُمِلَ الْحُسَيْنُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَأُرْضِعَ سَنَتَيْنِ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ): (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً)، ص660.
ويعلق الموسوي على ذلك بقوله “وفي ذلك شهرة روائية في الكتب المعتبرة”.
بين الحسنين
ويتناول الموسوي “المدّة الفاصلة بين ولادة الحسنين”، مضيفاً “تفيد عدد من الروايات أن المدة الفاصلة بين ولادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) وولادة الإمام الحسين (عليه السلام) هي ستة أشهر وعشرة أيام، وهو الأكثر شهرة بين العلماء، ومن هذه الروايات ما جاء:
الكافي: ِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ: كَانَ بَيْنَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ (عليه السلام) طُهْرٌ وَكَانَ بَيْنَهُمَا فِي الْمِيلَادِ سِتَّةُ أَشْهُرٍ وَعَشْراً. ج1، ص464
تاريخ أهل البيت للجهضمي، عن الإمام الرضا (عليه السلام): إلّا ما كان بينه و بين أبي محمّد، وهو سّتة أشهر وعشرة أيّام. ص76″.
ثم يُشير الموسوي إلى “ما ذكره الأربلي في كشف الغمّة، عن الإمام الصادق (عليه السلام): كان بينه وبين أبي محمد سبعة أشهر وعشرة أيام. ج2، ص40″، ويعلّق على ذلك بقوله “فلعله تصحيف الستة بالسبعة، أو يعني به الشروع في السابع تأكيداً على تمام الستة أشهر غير منقوصة”.
الفاصل حول
في المقال نفسه يُشير الموسوي إلى “ما أورده الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام)، في كلام أسماء، (فلما كان بعد حول وُلد الحسين)، أي بعد ولادة الإمام الحسن (عليه السلام). ج2، ص26”.
ويعلق عليه بقوله “فهو كلام أسماء، فلعله من باب التخمين، أو أنها قصدت بالحول عموم المدّة بين الولادتين، ويمكن أن تكون ستة أشهر كما هو مفاد آية وحمله وفصاله ثلاثون شهراً”.
ثم يسترسل الموسوي في تفسير الروايات ومناقشتها، مارّاً بتاريخ ولادة الإمام الحسين (ع) في شعبان، ثم ولادة الإمام الحسن في شهر رمضان، وتفاصيل تفسيرية متشعبة، يلتقي مجملها عند مفترق طرق غير حاسم.
اقرأ أيضاً
في اليوم العالمي للمواليد الخُدّج
لا جديد في الطرح .. سمعتُ هذا الموضوع من العلامة الشيخ سعيد أبو المكارم قبل أكثر من ٢٥ سنة على المنبر مع حل ممكن لهذا الاشكال أيضا