في “مركزي القطيف”.. قسم رقميٌّ مهمته رعاية عيون المواليد الخُدّج رجل أعمال تبرع للمستشفى بجهاز RETCAM ليعمل عليه فريق متخصص

القطيف: ياسمين الدرورة

تخصّص دقيق جداً، مهمٌّ للغاية، يعمل فريقه على قدم وساق في مستشفى القطيف المركزي؛ لتقديم رعاية خاصة ودقيقة للمواليد الذين لم يُكملوا أشهر الحمل التسعة. إنهم المواليد الخُدّش والتخصص الدقيق مهمته رعاية الجهاز البصري عند كلّ مولودٍ خديج، من أجل الاطمئنان إلى وضعه السليم.

استشاري الشبكية ورئيس قسم العيون في شبكة القطيف الصحية، الدكتور طه مصطفى سنبل، يوضح أن الأطفال الخُدج هم أكثر عرضة للإصابة بمشكلات صحية متعددة، من أبرزها اعتلال الشبكية للخُدّج (ROP)، الذي قد يؤدي إلى فقدان البصر، ما لم يتم تشخيصه وعلاجه في الوقت المناسب.

الدكتور طه سنبل

وخلال حديث خاص مع “صُبرة” عن تطور الرعاية الصحية التخصصية المقدمة للأطفال الخُدج في المستشفى، أشار الدكتور سنبل إلى اتباع المستشفى أعلى المعايير العالمية في رعاية الخُدج، من خلال الكشف المبكر، والفحوصات الدقيقة لشبكية العين، لتحديد الحالات التي تحتاج تدخلاً طبياً، باستعمال تقنية حديثة هي كاميرا متطورة تُعرف بـ “RetCam” مرتبطة بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون.

بداية الفكرة

و حول بداية المشروع، أوضح الدكتور سنبل “برزت الفكرة من خلال مشاركتي في مؤتمر جدة للعيون، حين ناقشت مع الدكتور صالح العمرو الاحتياجات الملحة في مجال رعاية الخُدج، خاصة مع ازدياد عدد المواليد الخدج في المنطقة، وتناولنا فيها أهمية جهاز RetCam، ودوره في التشخيص المبكر للمشكلات البصرية التي قد تؤثر في مستقبل هؤلاء الأطفال. وقد دعم الدكتور العمرو الفكرة وتبناها وساعد في تأمين الجهاز من خلال مبادرة من أحد رجال الأعمال المعروفين في المملكة”.

كاميرا متقدمة

وأوضح سنبل، أن ‏(RetCam) هي كاميرا متنقلة متخصصة في تصوير شبكية العين، تُستخدم لتشخيص ومراقبة حالة الشبكية لدى الأطفال الخدج، وأهم ما يميزها هو الجودة العالية، مما يتيح تصويراً دقيقاً لشبكية العين ويرصد نمو الأوعية الدموية فيها، وتحديد الحاجة للتدخل الطبي من عدمها، كما أنه لا يتطلب تخديرًا شاملاً، مما يُقلل من احتمالية تعرض الأطفال لمضاعفات التخدير، بالإضافة إلى سهولة استخدامه، حيث يتم تشغيله بكفاءة عالية من قِبل فريق تمريض مدرب ومعتمد بشهادات متخصصة في هذا المجال.

وتابع “بعدها يتم إرسال الصور التي تُلتقط عبر الجهاز لتحليلها من قِبل استشاريين متخصصين لإصدار تقارير دقيقة تصل إلى المستشفى في وقت قياسي، مما يُمكن الفرق الطبية من اتخاذ قرارات علاجية سريعة. ويعتبر الجهاز قفزة نوعية في مجال الرعاية الصحية الحديثة لحديثي الولادة وطريق للوقاية من المشكلات البصرية”.

أشرف المرهون

6 أشهر من الاستعداد

من جانب مُوازٍ ذكر مدير إدارة الصحة الرقمية أشرف المرهون، أن التحديات التي واجهت المستشفى من ناحية توريد الجهاز إلى مرحلة التركيب هي محدودة، وتمثلت في تجهيز شبكة الاتصال وربط الجهاز بالسيرفرات الرئيسة بمستشفى الملك خالد للعيون، وفق أعلى المعايير لضمان نقل البيانات المطلوبة بشكل سلس وسريع، ويعود ذلك إلى أن الجهاز يعتبر النسخة الأحدث في فئته.

ثقة وكفاءات تمريضية مؤهلة

فيما أكدت رئيسة وحدة العناية المكثفة للأطفال حديثي الولادة ابتهال أحمد البصري أن الجهاز يستخدم حالياً بشكل منتظم لضمان الاكتشاف المبكر للحالات الأطفال الخدج.

ويعمل على الجهاز كفاءات تمريضية تم تدريبهم تحت إشراف أطباء متخصصين في مستشفى الولادة والأطفال، ومنحهم الصلاحيات لاستخدام الجهاز من الإدارة الطبية، بالتعاون مع قسم العيون لفحص المواليد الخُدج.

ابتهال البصري

وأضافت البصري، أن “التعاون بين التخصصات الطبية يسهم بشكل كبير في تحسين النتائج السريرية ورفع جودة الخدمات المقدمة، وقد أسهم تدريب التمريض ومنحهم الثقة في فحص حديثي الولادة في تخفيف العبء على أطباء العيون، حيث لم يعد من الضروري أن يجروا جميع الفحوصات بأنفسهم، كما أتاح الفرصة لتعزيز خبرات التمريض وصقل مهاراتهم بشكل ملموس”.

إقرأ أيضاً:

الدكتورة مي الحسن لـ “صُبرة”: 6% من مواليد “مركزي القطيف” خُدج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×