آية الحبيب.. ولدت “خديجة” لأمٍّ ممرضة وكبرت أميرة مدللة زينب آل سويد.. خطر تسمم الحمل هدد حياتها وحياة جنينها
العوامية: ياسمين الدرورة
آية الحبيب طفلة قدمت للحياة قبل أوانها لإنقاذها وإنقاذ والدتها، ليُكتب لها أن تعيش وتتربى في دلال والديها.
فيما وقفت والدتها زينب آل سويد تحكي قصتها التي طالما كانت تعيشها وتتعامل معها بشكل يومي بطبيعة عملها اختصاصية أول تمريض عناية مركزة لحديثي الولادة.
التقتها صُبرة في الفعالية التي نظمتها شبكة القطيف الصحية بمناسبة اليوم العالمي للأطفال الخُدج مع صغيرتها البطلة آية وهي توزع الورد، لتروي والدتها تفاصيل قصتها، وتطمئن الأمهات، وتعطيهن الأمل في لطف الله وكفاءة الرعاية الصحية، وكذلك في أهمية المتابعة فترة الحمل، بعد أن واجهت واحدة من المشكلات الخطرة الوارد حدوثها مهددة حياة الأم والجنين.
وضع صحي خطر
وقالت آل سويد “كانت آية حلمي وأمنية والدها، وكنا نتتظر قدومها بشوق كبير، وهي فرحتنا الأولى، كان حملي مستقر في مراحله الأولى، لكن فجأة سارت الأمور على نحو غير متوقع، بدأت أشعر بثقل في جسمي ولاحظت تورم يديّ وساقيي، وبدأت أعاني من قراءات ضغط مرتفعة، كان ذلك في الأسبوع الـ 27 من الحمل.”
وأكملت حديثها قائلة “تم تقييم حالتي على أنها ارتفاع ضغط حملي أو ما يسمى (تسمم الحمل)، حينها بدأت بالقلق والخوف على سلامة الجنين، وكنت بحاجة لأن أكون تحت وضع الملاحظة، و دخلت المستشفى عدة مرات خرجت بعدها إلى المنزل.”
إنقاد الأم والصغيرة
وأضافت “أصبحت قراءات الضغط غير مستقرة و محاولة السيطرة عليها غير مجدية، هنا كان الخطر يحدق بي وبصغيرتي، فكان قرار الأطباء أن تكون ولادتي مخطط لها، كانت حالة الحمل تسوء أكثر فأكثر، و كنت قلقة جداً ولست متأكدة أن طفلتي سيكتب لها أن ترى النور أم لا.”
وتابعت “بعد انتظار إكمالها الأسبوع الثلاثين، جاء يوم موعد العملية القيصرية المرتقب كما هو مخطط له، وفي أقل من 20 دقيقة كنت في غرفة العمليات، وفي الطرف الآخر أخُذت صغيرتي على جهاز إنعاش مخصص لحديثي الولادة لنقلها إلى العناية الفائقة للخُدج، بعد أن أخرجت إلى الدنيا على عجل رغمًا عنها، فيما نُقلت إلى وحدة العناية الفائقة.”
رؤية صغيرتي
وأكملت “كنت خائرة القوى لا أقوى على شيء، حين فتحت عيني كان أول سؤالي عنها، كيف هي صغيرتي وطلبتمرافقتي لرؤيتها، لم أتمكن من إخفاء دموع السعادة برؤيتها، تحسنت حالتي بعد ثلاثة أسابيع وحين قرر الطبيب موعد خروجي رفضت العودة إلى المنزل دونها.”
في أيدي أمينة
واستطردت آل سويد “كنت أجلس طول الوقت إلى جانبها أراقب حالتها عن كثب، وألاحظ أي تغيرات تطرأ عليها، في الأسابيع التالية شهدت تحسنًا ملحوظاً و كنت مطمئنة أنها في أيدي أمينة، كان طبيبها الدكتور كفاح السنان، و الفريق الطبي معي خطوة بخطوة.
أم و ممرضة لها
وأكدت “قررت ألا أقف مكتوفة اليدين، فاستعنت بخبرتي ومعرفتي بالأطفال الخُدج في الاعتناء بابنتي، أشرفت على تغذيتها و كنت أسحب عينات التحليل لها بنفسي، كنت أرعاها كأم وممرضة حتى أستقرت صحتها، وبعد شهر ونصف أخيراُ اكتسبت وزناً يسمح بخروجها، أصبحت تزن كيلو و 700 جم وبصحة جيدة الحمدلله.”
الانطلاقة مع الأقران
وأضافت “كطفل خديج تأخرت آية في الكلام، وحين استشرت اختصاصي النطق والتخاطب قالوا أنه لا داعي للقلق ستتحسن بالتدريج مع قليل من التدريب، وتفاجأت بتحسن مهاراتها اللغوية بشكل سريع، خاصةً بعد التحاقها بالروضة، وهي الآن في الصف الثالث الابتدائي، شغوفة بالتعلم، تحب الرسم و قراءة القصص.”
تجربة الأمومة
وأكملت “على الرغم من صعوبة التجربة والمشاعر الكثيرة، إلا أن التجربة جعلتني أقوى، واستطعت أن أتخطى صعوبتها بفضل دعم العائلة ودعواتي والدي، ودعم الفريق الطبي الذين وقفوا إلى جانبنا حتى حملت ابنتي بين يدي.”
مشاعر طبيعية
واستطردت “حقيقة لا أملك أي نصيحة محددة للأم الجديدة في الأيام الأولى، فذلك يعتمد على نوع الولادة والصعوبات التي مرت بها، لكن عليها أن تسمح لمشاعرها بالمرور سواءً كانت ألم، أو حزن، أو اكتئاب، فكلها أمور طبيعية، وأنصح الأهل أن يحيطوها بالاهتمام والدعم، ويمكنها أن تستشير طبيبها إذا كانت حالة الطفل مستقرة عن العلاج بالتلامس، أو ما يعرف برعاية الكانجر وهو ( Kangaroo care) فهو يعتبر من الأساليب الناجحة في رعاية حديثي الولادة، خاصة الأطفال المولودين حديثًا بوزن قليل، أو قبل أوانهم، فكرتها أن تبدأ الأم في احتضان صغيرها والاتصال الجسدي المباشر بِه.”