بطلة وردية جديدة.. الريم الهاجري رفضت الكيماوي وعالجت سرطانها بالغذاء اكتشفت الورم في جلسة مساج.. فقالت للمرض: لن أسلّمك صحتي
سيهات: معصومة المقرقش
“بعد الشفاء يصبح كل مريض طبيباً”.. ربما تنطبق هذه المقولة على البطلة الوردية مريم حمد المظفر المعروفة بـ”الريم الهاجري”.
بطلة حاربت شراسة الأورام الخبيثة في أقل من شهرين وأجبرت الأورام على التراجع بنسبة 95%، معتمدة ـ كما قالت ـ على حمية غذائية صحية بسيطة وبعض المكملات الغذائية، رافضة أي مادة كيماوية تتدخل في علاجها.
وانطلقت مريم تبحث لنفسها عن غذاءٍ ودواءٍ خارج ما يصرف لمرضى السرطان والأورام الخبيثة، بعد تلقيها خبر الإصابة بسرطان الثدي؛ فركنت حزنها جانباً، وأبت الاستسلام، وأعلنت أمام نفسها أنها ستحارب هذا الغازي القوي لمساحة صغيرة من جسمها الرقيق بكل شراسة، مرددة أنا البطلة الوردية القادمة..
وحول إصابتها بسرطان الثدي تقول الريم: عاملة مساج هي التي اكتشفت الورم، وهي من الجنسية الفلبينية؛ حيث لاحظت خلال المساج كتلة تحت الثدي مقلقة، وشجعتني على الفحص الفوري للتأكد من حقيقة هذه الكتلة.
تتابع: ذهبتُ في اليوم التالي للمستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة وطلب مني عمل خزعة، وبعد ظهور النتيجة تم إخباري بأني مصابة بمرض السرطان، عندها علمتُ أنه اختبار من الله تعالى وأنه عليّ أن أجتاز هذا الاختبار العظيم لصبري وإيماني به، فشكرته على ذلك الابتلاء.
لن أسلمكَ صحتي
مريم وبعد علمها بإصابتها بالخلايا السرطانية في أعز مكانٍ بجسمها، لم تهِن ولم تضعف ولم تستسلم للحزن ولم تسلم صحتها للسرطان، وقررت أن تهزمه؛ فبحثت لنفسها عن دواءٍ مناسب لرفع مناعتها وتنظيف جسمها من السموم التي دخلته على حين غرة منها، رافضة أي تدخل كيماوي أو إشعاعي لعلاجها.
لا سكر لا دقيق أبيض
تكمل الريم مريم قصة رحلتها مع محاربة الخلايا السرطانية قائلةً: حصلتُ على ضالتي ولله الحمد، وعملت لنفسي برنامجاً غذائياً من مطبخي، ابتعدتُ كلياً عن السكر الأبيض واستبدلته بالعسل والدبس، وبدلاً عن الدقيق الأبيض اعتمدتُ على الدُخن أو البر، كما اعتمدت على بعض المكملات الغذائية، واتبعتها بعزمٍ وإصرار وأنا أردد بين نفسي: هذا شفائي بإذن الله تعالى.
تقلص الورم
وفي أقل من شهرين تماماً ذهبت مريم للمراجعة الطبية في أحد المستشفيات الحكومية، وبعد الأشعة ذهلت طبيبة الأورام أن الورم السرطان تقلص فوق ٪95، وسألتها: كيف تقلص الورم ؟
البطلة الوردية مريم المظفر التي لم تخضع للجرعات الكيماوية للقضاء على الخلايا السرطانية، كانت محط أنظار أطباء الأورام في المستشفى من سعوديين وغير سعوديين، متسائلين كيف استطاعت سيدة بعمرها أن تتجاوز كل مخاطر ومخاوف السرطان وتقضي عليه في أقل من شهرين فقط، وجلسوا يستمعون لتفاصيل رحلة علاجها الذاتية بكل إنصات حتى تمالكهم الذهول.
تحدٍّ قوي
ذهول أطباء الأورام من تقلص الورم إلى 95% قابلته مريم بالتحدي مؤكدة أن كل داء على وجه الأرض يقابله دواء، وأن قدرة الله تعالى فوق كل شيء، هو المعطي للمرض وللصحة، والثقة والإيمان بالله تعالى والبحث عن بدائل الطعام، وأخذت بعض المكملات الغذائية السبب في القضاء على أشرس الأمراض العصرية، حتى أنهت محادثتها مع الأطباء قائلين: استمري في علاجك الذاتي يامريم.
لا حزن بل سعادة
تضيف: خضعت بعد ذلك لجراحة فعلاً لإزالة ما تبقى من الأورام كعملية تنظيف، كما تم استئصال الثدي حتى لا تعود تلك الخلايا مجدداً، وبعد أسبوع خرجت من المستشفى ولم أحزن لاستئصال الثدي أبداً، لأن تواجدي بين أولادي وصحتي أهم من كل شيءٍ.
الأسرة الدائمة
ومريم سيدة مطلقة، ولكن وجدت في أسرتها الصغيرة سنداً وظهراً في تجاوز مرضها، وتعايشت وتقبلت ما كتبه الله لها من بلاءٍ، وأحسنت الظن بربها، وقفت معها أطباء الأورام في المستشفى الذي تتابع فيه مواعيدها، وساندوها واحترموا قرارها برفض الكيماوي ولم يتخلوا عنها، بل ساندوها ودعموها نفسياً.
لا جزع.. لا نفسية مدمرة
ونصحت مريم جميع المصابين بمرض السرطان وغيرهم بأهمية الصبر وحسن الظن بالله، واحتساب الأجر وعدم الجزع، وإلى ضرورة الاعتناء بالنفس وراحتها لأنها نفس علاج المريض، إلى جانب الفحص الدوري كل ستة أشهر.
ومريم التي تجد نفسها اليوم من المحاربات القويات لمرض السرطان لم تستسلم، ولم تغلق عليها الأبواب لمجرد أنها فقدت عضواً عزيزاً في جسمها ودعته غير آسفة عليه، تسافر خارج المملكة فقط لتنشر التوعية الصحية للناس.
قصص التعافي
وترى البطلة الوردية مريم أن مرض السرطان كان فاتحة خيراً عليها؛ بل ساعدها على ايجاد وظيفة لها وتعينها في إحدى الشركات الأجنبية للترويج عن بضائعها كمتحدثة رسمية للشركة، ومتحدثة بشكلٍ أسبوعي في قاعة الدمام للمحاضرات، وتمارس الريم هوايتها بكل حبّ تتجول بين الكتب وتنشر العلم بين الناس، وتستعد اليوم لإطلاق أول إصدار لها وهو عبارة عن قصص التعافي لتنير بها قلوب المصابات من ذات المرض الذي ألم بها.