منتزه سيهات..محترفون وهواة وحرفيون في “شارع الفن”
سيهات: ياسمين الدرورة
اختار مجموعة من المحترفين والهواة والحرفيين عرض أعمالهم الفنية في الهواء الطلق بفعالية “التطوع العالمي” في منتزه سيهات، على مدار 6 أيام.
جمعهم حب التجربة وتنمية مهاراتهم، فهذا رسام تشكيلي، وهذا نحات يقدم أعمالاً من الجص، وهنا مصورو أفلام سينمائية.
عالم النحت
جلس الخطاط والنحات المعروف السيد حيدر العلوي، يطوع بيديه الجص ويحوله بأدواته الحادة من شيء يشبه الحجر إلى تحفة فنية تنبض بالجمال، تحمل أثر من حروفه، وشيء من خياله يمكن أن تُجسد كمعلم أو تقدم كهدية تزين منزل.
وأشار إلى أن تخصصه في التربية الفنية كمهنة جاء موازيًا لهواياته في الخط والنحت، مضيفًا أنه كرس نفسه وأوقات فراغه لهاتين الهوايتين.
وأضاف “شاركت بأعمال صغيرة، وبعدها أعمال أكبر، تعتبر أعمال ميدانية في مختلف مناطق المملكة، و أخرى في دول الخليج منها البحرين و عمان، بأحجام مختلفة تتراوح بين متر إلى متر ونصف، وتصل إلى 2م أو 3 م، مستخدمًا خامات مختلفة مثل الخشب، والرخام، والجرانيت.
وأردف “تعتبر حرفة النحت من الحرف الصعبة وتحتاج جهد ووقت وخبرة واطلاع مستمر على التقنيات والأدوات الفنية الحديثة، لذلك لا يقبل عليها الكثيرين، والنحت يحتاج إلى الكثير من الصبر والتأني، فنحت قطعة رخام ارتفاع مترين قد يستغرق شهراً كاملاً”.
وأكمل حديثه قائلاً “نستطيع القول أن المملكة أصبحت وجهة للفنانين العالميين، من خلال المعارض الدولية مثل ملتقى طويق الدولي للنحت بالرياض، الذي عقد على مدى ست سنوات كنت قد شاركت في نسخته الثانية عام 2021م، وحققت المركز الثاني، وهناك ملتقيات محلية منها ملتقى النماص، وحاليًا هناك منصات لاقتناء الأعمال الفنية”.
فن الكاريكاتير
بحبر أسود وأقلام آخرى متعددة الألوان جلس مصطفى الأسود، يرسم ملامح الأشخاص الذين جلسوا لاستلام لوحتهم الخاصة، وعن تجربته قال أنه “انتقل مصادفة من الرسم التشكيلي إلى الكاريكاتير، وفي يوم وجدت أصابعي وبعض الخيال يقودني إلى خطوط مبالغ فيها، ثم عشقت ضحكة الصغار والكبار لها، واستمريت منذ 8 سنوات حتى الآن.
وأوضح أن “الكاريكاتير هو لغة تعبيرية فكاهية، الهدف منها رسم البسمة على الشفاه، قد تحمل في طياتها أيضًا رسائل اجتماعية ذات بعد أعمق.”
مرسم ريات.. عائلة فنية
في ركن مرسم ريات وقفت التوأم ريم وآيات هلال، اللتين تقاسمتا شبه الملامح وشبه ضربات الفرشاة كذلك، ذكرتا أن تجربتهما الفنية بدأت من عمر الطفولة، حيث مزجتا الرسم الواقعي بلمسات من خيالهما بألوان واقعية لرسم ملامح الأطفال الحالمة، ملامح أسرفتا في دقتها وكأنها تقف أمام مرآة.
وأوضحت آيات لـ صبرة، أن اللوحات الزاهية المعلقة بالركن هي صور بورتريه لطفولة ابنتها (فاطمة) الواقفة إلى جانبها، التي ورثت الفن عن والدتها إيضًا واختارته هواية لها تمثله بالرسم المباشر في الركن.
فيما أشارت ريم، إلى دعم زوجها الفنان التشكيلي حسين أحمد وتشجيعه و وقوفه بجانبهما في التنسيق للركن رغم انشغاله.
الفن السابع بأيدي شبابية
وشارك سينما قروب، في الفعاليات، وهم عبارة عن مجموعة من الشباب الطموح يسعون إلى تعزيز الثقافة السينمائية، وتقديم محتوى إبداعي متميز، حيث قدموا مجموعة متنوعة من الأعمال في السوشيال ميديا، منها الأفلام القصيرة، والبرامج الحوارية، والفيديوهات التعليمية، بأفكار تسلط الضوء على جوانب تهم المجتمع، بعضها تحمل أجابات لأسئلة معلقة وأخرى تفاصيل تجربة إنسان.
وذكر علي طارق آل أحمد مسؤولي العلاقات العامة والتسويق بالمجموعة، أن “كل برنامج منها يحمل فكرة”، وعن سلسلة أعمالهم التي قدموها هناك كانت برنامج (الأمل)، وبودكاست (ثريد)، وفيديوهات (شباب)، و (قبلت التجربة)، و (6* 6).
الرسم على الوجوه
فيما وقفت التشكيلية زينب اللباد إلى جانب طاولة مليئة بالألوان البراقة، واجتمع حولها الأطفال بترقب وابتهاج ينتظرون فرشاتها لِتُزين وجه كل واحد منهم بألوان من اختياره، نجوم و فراشات في تجربة فنية لا ينساها الصغار.
وإلى جانبها وقفت التشكيلية مروة المناسف، التي جمعت بين الفن وعملها كطبيبة أسنان، وسط مجموعة من لوحاتها، موضحة للزوار المعاني التي تحملها كل لوحة وممسكة بفرشاتها في رسم مباشر.