مسامير هادي الرويعي.. هدية أم صارت مشروع “فيلو غرافيا”
سيهات: ياسمين الدرورة
هادي عبدالعظيم الرويعي وقف في فعاليات أسبوع التطوع، في ركنه بجانب لوحات تزينت بأسماء ملونة، مُعدّة بالمسامير والخيوط أو ما يعرف بفن الفيلو غرافيا، وهو مشروعه الذي ابتدأه منذ 8 سنوات وأطلق عليه اسم “خُشيب”.
وعن بدايته قال: “ذات مساء كنت أفكر في هدية تليق بعيد ميلاد والدتي حفظها الله، أردتها هدية مميزة وقيمة وربما لا تكلف الكثير وذلك لأني وقتها كنت في عمر العشرين فقط ولم أستقل ماديًا، كنت أفكر في هدية تحمل قيمة معنوية”.
لوحة فنية
وسارع هادي لتنفيذ فكرته على لوح خشب مصقول وبعدة مكونة من مسامير ومطرقة وخيوط ملونة شدها على اللوح، كتب عليه بخط جميل “اللهم صلِ على محمد وآل محمد”.
ويتذكر هادي أن هديته تلك حازت على إعجاب والدته وكانت محل فخرها وعلقتها على جدار غرفتها.
ولم يكن يعلم “الرويعي” أن تلك الهدية ستفتح أمامه عالمًا من الفن وباب رزق لم يفكر فيه يومًا، يقول: “مرت سنة وجاء عيد الفطر وفكرت مع أخواتي بصنع لوح ووضع الباقات عليها، حرصت على صُنعه بإتقان ثم أصبحت أعمالي اليدوية محط استحسان وفخر العائلة”.
بازار أبيات
هذا الاستحسان فتح في ذهنه فكرة بيعها، ثم صادف أن كان هناك بازار يُعرض فيه أعمال المشاريع الصغيرة، يقول :”في أيام قليلة ولساعات طويلة لم أتوقف عن عمل المزيد من الأعمال بالكثير من الصبر وطولة البال حتى وصل عددها 50 لوحة في غضون شهر وذلك للمشاركة بها بحماس في البازار”.
المناسبات السعيدة
كبر مشروع “هادي” بدعم الأهل والأصدقاء وحقق طموحه من متجر بسيط في الانستقرام إلى متجر على موقع إلكتروني يستقبل عليه الطلبات على نطاق أوسع ويشحنها لجميع مناطق المملكة ودول العالم.
وذكر أنه غالبًا ما تُطلب أعماله كهدايا لمناسبات سعيدة مختلفة منها استقبالات الزواج والمواليد وأيضاً كجداريات وهدايا خاصة، وتشكل الطلبات الخارجية أغلب الطلبات لكن تزداد الطلبات المحلية من نواحي القطيف في موسم الزواجات وكذلك في شهر رمضان المبارك”.
يدوية الصنع
وبيّن أن الأعمال التي ينجزها يدوية الصنع بشكل كامل من مرحلة اختيار الخشب وقطعه وصنفرته ثم تلوينه حتى دق المسامير فيه مسمار تلو الآخر، وتستغرق ساعات العمل على اللوحة الواحدة وقتاً طويلاً يصل إلى 7-8 ساعات متواصلة يعمل عليها وتقاسمه أخواته ذلك العمل بمنجرته الخاصة.
خطوات و مواد
وأشار إلى أن الخشب يجب أن يكون بسماكة لا تقل عن 12 ميليمترا والمسامير غير قابلة للصدأ وتتنوع أنواع الخيوط، كما تتنوع التصماميم التي يرسمها بنفسه أحياناً ويختار بعضها كقالب جاهز يعمل على نسخه ونقله إلى اللوح، ثم يلف الأسلاك أو الخيوط حولها بشكل منظم وبترتيب محدد لخلق تصميمات وأشكال مبتكرة، مؤكدا أن فن “(الفيلوغرافيا” يعتمد على الخط لاسيما فن الخط العربي.