المملكة وفرنسا يؤكدان تعزيز جهود التعاون الاقتصادي والاستثماري
الرياض: واس
أشادت المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية بمتانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، ومستوى التجارة بينهما. وأكدا أهمية تعزيز الجهود المبذولة لتطوير وتنويع قاعدة التعاون الاقتصادي والاستثماري، وبحث فرص التعاون في مجالات الطاقة، والصناعة والتعدين، والزراعة، والصحة، والرعاية الصحية، والتكنولوجيا الحيوية، والاتصالات وتقنية المعلومات، والذكاء الاصطناعي، والتقنيات الكمية، والفضاء، والمدن الذكية والمستدامة.
ورحب الجانبان بالإعلان عن خارطة طريق الشراكة الاستراتيجية، والتوقيع على مذكرة تفاهم لتشكيل مجلس الشراكة الإستراتيجية، الذي سيعمل كإطار شامل لمزيد من التنمية وتعميق العلاقات السعودية الفرنسية في العديد من القطاعات الاستراتيجية والواعدة في البلدين.
جاء ذلك في البيان المشترك الصادر في ختام زيارة رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون للمملكة.
وأشاد الجانبان بما حققته زيارتي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى الجمهورية الفرنسية في شهر يوليو 2022م، وشهر يونيو 2023م، وزيارة رئيس الجمهورية الفرنسية السيد إيمانويل ماكرون إلى المملكة العربية السعودية في ديسمبر 2021م، من نتائج إيجابية أسهمت في توسيع نطاق التعاون وتنمية العلاقات بين البلدين.
واتفق الجانبان على أن علاقتهما الثنائية تخدم ثلاثة أهداف رئيسة، وهي :
– التنمية البشرية، والاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، والتقنية في البلدين، بالإضافة إلى أمن ودفاع كل منهما.
– الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وهما أحد الشروط الرئيسية للشرق الأوسط، وأوروبا، للحفاظ على الرخاء الاقتصادي والاجتماعي ونمائه.
– معالجة التحديات العالمية، وفي مقدمتها مكافحة تغير المناخ، والصحة العالمية، والحفاظ على التنوع البيولوجي، والوصول العالمي إلى المياه النظيفة.
وأكد الجانبان استعدادهما لتعزيز تعاونهما في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك على النحو الآتي:
– الاقتصاد والتجارة والاستثمار:
أشاد الجانبان بمتانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، ومستوى التجارة بينهما. وأكدا أهمية تعزيز الجهود المبذولة لتطوير وتنويع قاعدة التعاون الاقتصادي والاستثماري. وبحثا فرص التعاون في مجالات الطاقة، والصناعة والتعدين، والزراعة، والصحة، والرعاية الصحية، والتكنولوجيا الحيوية، والاتصالات وتقنية المعلومات، والذكاء الاصطناعي، والتقنيات الكمية، والفضاء، والمدن الذكية والمستدامة.
– الطاقة:
اتفق الجانبان على أهمية التعاون في مجال تطوير مشاريع الهيدروجين، ونقلها، وتصديرها إلى مراكز الطلب في أوروبا والعالم، وتطوير استخدامها في الصناعة والنقل وغيرها من المجالات.
– الثقافة:
أشاد الجانبان بالتعاون الثقافي بين البلدين، منوهين بالشراكة القائمة والمبادرات والمنجزات في محافظة العلا، ونوها بالتقدم المحرز في مشروع (فيلا الحجر)، حيث تم تأسيس هذه المؤسسة الثقافية السعودية الفرنسية البارزة، والمخصصة للنهوض بالفنون والثقافات والحفاظ عليها، بشكل رسمي خلال زيارة فخامة الرئيس/ ايمانويل ماكرون إلى محافظة العلا، مما يمثل معلماً مهماً في رؤيتي البلدين الثقافية المشتركة. وفي إطار الاتفاقية الثنائية الموقعة بين البلدين في شهر أبريل 2018م بشأن العلا، رحب الجانبان بتوقيع اتفاقية لدعم ترميم مركز (جورج بومبيدو) الثقافي في باريس.
– التعليم، والبحث العلمي، والذكاء الاصطناعي:
أكد الجانبان التزامهما بتعزيز التعاون في مجالات التعليم، والبحث العلمي، والابتكار، وأشادا بالمبادرات المشتركة التي تهدف إلى تعزيز الشراكات بين مؤسسات التعليم العالي، والتدريب الطبي، وبرامج تبادل الطلبة وأعضاء هيئة التدريس، وفرص المنح الدراسية المتاحة للطلاب والباحثين في البلدين.
– القضايا العالمية، بما في ذلك تغير المناخ، والتنوع البيولوجي، وتوفير مياه نظيفة:
شدد الجانبان على مركزية اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، وأهمية العمل بروح بناءة لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP30) في عام 2025م. وفي هذا الصدد، أشاد الجانب السعودي بجهود الجمهورية الفرنسية في إطار (ميثاق باريس من أجل الناس والكوكب). وأشاد الجانب الفرنسي بإطلاق المملكة مبادرتي (السعودية الخضراء) و (الشرق الأوسط الأخضر).
– الدفاع والأمن:
أشاد الجانبان بالتعاون التاريخي بين البلدين في المجالات الدفاعية والأمنية، وأكدا عزمهما على تطوير التعاون بينهما، وبناء شراكات استراتيجية مستدامة في المجال الدفاعي، بما يخدم ويحقق المصالح المشتركة. وأشادا بمستوى التعاون والتنسيق الأمني بينهما، وأعربا عن رغبتهما في تعزيزه، خاصة في مجالات التدريب، وتبادل الخبرات، والتمارين المشتركة، والأمن السيبراني، بالإضافة إلى الشراكات في تعزيز قدرات الدفاع لدعم أمن المملكة. وشددا على أهمية مكافحة الجرائم بجميع أشكالها، بما في ذلك تهريب المخدرات، والإرهاب، وتمويلهما.
– القضايا الإقليمية والدولية :
أكد الجانبان التزامهما بمواصلة التنسيق وتكثيف الجهود لضمان السلام والأمن الدوليين، وتبادلا وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي، وأكدا التزامهما بتعزيز التعاون وتنسيق الجهود حيالها.
وأكد الجانبان أهمية توحيد قطاع غزة مع الضفة الغربية تحت السلطة الفلسطينية، وضرورة الاستمرار في تقديم الدعم للسلطة الفلسطينية.
وثمن الجانب الفرنسي استضافة المملكة لـ(القمة العربية الإسلامية غير العادية) التي عقدت الشهر الماضي في مدينة الرياض، وقرر الانضمام إلى (التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين) الذي استضافته المملكة خلال شهر أكتوبر 2024م في مدينة الرياض.
وفي هذا الصدد، وبهدف تعزيز الجهود بشأن (حل الدولتين) ستتولى المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية رئاسة (المؤتمر الدولي الرفيع المستوى لتسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين)، المقرر عقده في المدة 2 – 4 يونيو 2025م في مدينة نيويورك، حسب قرار الجمعية العامة، للعمل المشترك مع جميع الشركاء لتبني إجراءات عملية تجاه التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين.
وفي الشأن اللبناني، أكد الجانبان التزامهما بأمن واستقرار ووحدة الأراضي اللبنانية مع الحفاظ على سيادة لبنان وسلامة أراضيه، وأعربا عن تضامنهما الكامل مع الشعب اللبناني في ظل الأزمة الحالية، وشددا على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701. كما أكدا أهمية الدور الذي تضطلع به القوات المسلحة اللبنانية، وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في الحد من مخاطر التصعيد، وشددا على ضرورة ضمان حرية الحركة الكاملة والوصول الآمن لـ(ليونيفيل).
وفي الشأن العراقي، أكد الجانبان دعمهما لسيادة جمهورية العراق واستقرارها وأمنها، وللحكومة العراقية في جهودها لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية بما يلبي تطلعات الشعب العراقي.
وفي الشأن السوداني، دعا الجانبان القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع إلى وقف الأعمال العدائية، والوفاء بالتزاماتهما بموجب إعلان (جدة) الصادر بتاريخ 11 مايو 2023م لحماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ودون أي عوائق.
ورحب الجانب الفرنسي باتفاق المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، في شهر مارس 2023م، على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما.
ووجه رئيس الجمهورية الفرنسية دعوة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء لزيارة الجمهورية الفرنسية في المستقبل القريب. كما عبر سموه عن قبوله للدعوة وتطلعه لزيارة الجمهورية الفرنسية.