نقل ثانوية بنات وسط الدراسة.. هل أنت راض عن هذا يا سعادة مدير التعليم؟

حسن عبدالله آل غزوي

لا يختلف اثنان في أن قطاع التعليم في أي دولة هو مرفق مهم وحيوي وحقيقٌ به أن يحظى بعناية فائقة من القائمين عليه.
وفي مملكتنا الحبيبة يلمس الجميع مدى الرعاية الخاصة والعطاء السخي الذي يغدق عليه من قبل ولاة الأمر كون رؤية ٢٠٣٠ تعول كثيرا على مخرجاته، ولا غرابة أن يرعى ويدعم نظاما متطورا وحديثا يواكب هذا العصر بالتقدم العلمي الذي ينطلق من مدارسنا الراقية وجامعاتنا المتميزة.
وكم يحز في النفس أن نجد بعض ملاحظات في تلك الصورة المشرقة بتقصير هنا أو سوء تخطيط هناك، مبعثه تراخي البعض عن اتخاذ القرارات الصارمة.
منسوبات المدرسة الثانوية الثالثة بالقطيف من طالبات ومعلمات وطاقم إداري، إضافة إلى أهاليهم قضوا الأسبوع الماضي وهذا الاسبوع في قلق وحيرة بسبب ورود خبر مفاده رغبة إدارة التعليم في إخلاء المدرسة (التي أسست عام ١٤٠٧ هجري) ونقل طاقمها إلى المدرسة الثانوية الثانية بالقطيف.
وبصفتي ولي أمر طالبة في الجهة المعنية بالأمر تقدمت بشكوى عبر موقع بوابة تواصل التابع للإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الشرقية مشيراً إلى الأضرار النفسية التي ستلحق بالطالبات خاصة طالبات الصف الثالث ثانوي جراء النقل في هذا التوقيت من العام الدراسي واحتمال تغيير المعلمات إضافة إلى معاناة أولياء الأمور المتمثلة في صعوبة الحصول على سائقين لإيصال بناتهم من المنازل إلى المدرسة والعكس.

وقد تساءلت عن التبرير لهذه الخطوة فإذا كانت حجة الوزارة بأن المبنى (صاحب ال٣٩ عاما) آيل للسقوط وتقرير المكتب الهندسي يوضح بأن المدرسة غير صالحة..

عليه نقول: أين كان المكتب الهندسي في فترة الاجازة؟

من حقنا إلقاء اللوم على المكتب الهندسي والوزارة عن التأخير في إعداد التقرير وعن السماح لبناتنا بالدراسة خلال الشهور الماضية في وضع غير مأمون كون المبنى يشكل خطرا على أرواحهن.
في اليوم التالي كان رد إدارة التعليم وتفاعلهم مع الشكوى مشتملا على إيضاح بأن قرار إخلاء المدرسة جاء حفاظا على سلامة منسوبات المدرسة ووفقا للتقارير الفنية والهندسية.
وبما أن الرد لم يكن مرضيا سجلت نقاط اعتراضي بصورة موجزة (كون المساحة المخصصة لنقاط الاعتراض محدودة).
وفي اليوم التالي تقدمت بخطاب مفصل إلى مدير عام التعليم تم استلامه وتوريده. وقد تطرقت فيه إلى أن الأمل كان يراود الأهالي بالانتقال إلى مبنى أفضل من المبنى الحالي، وذكرت بأن أعداد طالبات الثانوية الثالثة مايقارب ٥٠٠ طالبة وطالبات المدرسة الثانية قرابة ٣٦٠ طالبة فهل الوضع  يتحمل هذه الأعداد الكبيرة عند تنفيذ النقل؟
وظهر الأثنين ٩ ديسمبر وصلني الرد على خطابي مبينا: أن قرار اخلاء المدرسة جاء وفقا لتقارير هندسية وفنية ،وأن خطة القبول تم دراستها من الفريق التنفيذي بمكتب التعليم بالقطيف. ونوه إلى أن خدمة النقل المدرسي متوفرة عبر شركة تطوير (رافد).
الردود لا جديد فيها. ورسالة الموقع التي وردتني تذكر بصريح العبارة: يتاح لك حق الاعتراض على الحل الوارد خلال ١٢ يوم وسيتم اغلاق التذكرة تلقائيا بعد مرور المدة المحددة دون تقديم اعتراض من قبلك.
يفترض هنا عدم مخاطبة المدرسة بتنفيذ النقل إلا بعد اغلاق المعاملة القائمة أليس كذلك ياسعادة مدير عام التعليم؟
وهذا يناقض الخطاب الموجه للمدرسة الثانوية الثالثة بضرورة تنفيذ النقل يوم الأحد القادم.
عشوائية صاحبت بزوغ قرار الإخلاء واستمرت وستتواصل إلى بعد التنفيذ.
هكذا قرار بني على سوء تخطيط من قبل المعنيين بالجولات الميدانية للوقوف على صلاحية المباني ومرافقها، و كان يستوجب معالجة الخطأ الفادح فيه بشيء من التأني والحكمة باختيار بدائل تهدئ النفوس وتزيح التوتر عن كواهل الطالبات والمعلمات والكادر الإداري لا أن تستمر الأحداث بتسرع غير مدروس تنبئ عن عدم خبرة في التعامل مع الموقف.
ختاما ياسعادة مدير عام التعليم بالمنطقة الشرقية أقول : بناتنا الطالبات واخواتنا المعلمات هن أمانة في اعناقكم كمسؤولين عن العملية التعليمية ويجدر بسعادتكم اجراء تحقيق في هذا الموضوع وموضوعات أخرى مشابهة من نقل وسط العام الدراسي وقعت لأكثر من مدرسة في المحافظة ومحاسبة المقصرين من مكتب هندسي أو موظفي وزارة التعليم الذين تثبت إدانتهم بالإهمال.

والله نسأل أن يوفقنا جميعا لخدمة وطننا الغالي وولاة أمرنا حفظهم الله، وللجميع تحياتي وتقديري.