براءة الجواز السعودي من دم الكريسمس الألماني مضطرب نفسياً وُصف بالإلحاد.. وارتدى "بذلة معارض" حتى وقع الفاس في الراس
القطيف: صُبرة
السعودية سبق أن حذّرت ألمانيا منه، لكنّ آذان الأوربيين، عموماً، صمّاء ولا تنتبه إلى التحذير إلا بعد وقوع الفأس في الرأس.
بعيداً عن أوصاف الإلحاد ومعضلات السلوك والأخلاق الشخصية؛ فإن تحوُّل اسم “طالب العبدالمحسن” إلى “ترند” عالمي، في واقعة الدعس الجماعي في ألمانيا؛ يضع الغرب إجمالاً، والدول الأوربية خصوصاً، أمام مرآة يجب أن تُمعن النظر فيها ملياً.
فالقصة ليست في مقيم قادم من الشرق الأوسط ارتكب جريمة كُبرى، بل في المبدأ السياسي النمطي في هذه الدول، وهو مبدأ قائم على منح أشخاص قادمين من الشرق الأوسط ملاذات آمنة لتكون منصّات ضدّ أوطانهم الأولى، ثم وضع اللوم على الدول التي أتوا منها في وقت الشدة..!
في الساعات الثلاثين الأخيرة؛ كانت مدينة ماجدا بورج بؤرة الحدث الأبرز عالمياً، حين انتشرت أنباء عن إقدام سائق بي إم دبليو رباعية الدفع على دعس العشرات في سوق عيد الميلاد. وحتى الآن؛ هناك قتيلان وعشرات الجرحى، إصابات بعضهم خطيرة، بحسب ما نشرته وسائل إعلام عالمية.
الفاعل المحددة هويته حتى الآن؛ هو طبيب نفسي “كان” يحمل الجنسية السعودية، واسمه الرباعي طالب بن جواد بن حسين العبد المحسن، من مواليد مدينة الهفوف 5 نوفمبر 1975م، وقد انتقل من المملكة إلى ألمانيا طالباً جامعياً، وجدد جوازاه في مدينة الهفوف عام 2008، وهي السنة التي بدأ فيها الإقامة الدائمة في ألمانيا. أي بعد عامين فقط من سفره إليها.
مقيم دائم
بعد تخرجه بقي العبدالمحسن مقيماً دائماً في ألمانيا، ويبدو أن المناخ الأوروبي المفتوح على “وهم” الحرية؛ غذّى فيه بذرة توتّر قديمة ضدّ ثقافته الشرق أوسطية، عقَدياً وسياسياً. وربما هذا ما لوّن وضعه بلون “المعارض السياسي” الذي يتذرّع بمازوخية الاضطهاد الديني للحريات الشخصية والاعتقادية والسلوكية. على هذا الشاكلة؛ لاحقته صفات “الإلحاد”، والتبرؤ من الدين الشرقيّ تحديداً.
صحّت هذه الأوصاف ألم تصحّ؛ فإن قصة العبدالمحسن؛ كانت أمنية في المقام الأول، لكن الأوربيين لديهم تصنيفهم الأمني الخاص بهم؛ فطالما أن الأمور لا تمسّهم مباشرةً؛ فلا غضاضة في أن ينشط المقيم في التأليب على وطنه الأم، والسعي إلى حشد الرأي العام والمنظمات الحقوقية “المشبوهة” في اتجاه تشويه سمعة بلاده التي جاء منها، محمولاً مكفولاً ومبتعثاً على حسابها أيضاً.
سعوديات هاربات
وبحسب ما تناثر من معلومات حول هوية المتورط في واقعة الدعس؛ فقد كان العبدالمحسن يعمل على إغراء سعوديات يعانين مشكلاتٍ مع أسرهنّ في الهرب إلى أوروبا، تحت ذريعة الوضع غير الراضي عنه هو. وخلال السنوات الأخيرة؛ شاهد السعوديون نماذج من السعوديات اللائي طلبن لجوءاً في دول أوروبية، مدّعياتٍ الإلحاد. بل إن منهنّ من ادعت المثلية لتحصل على تعاطفٍ غربيٍّ يساعدها على اللجوء السياسي..!
مضطرب نفسياً
العبدالمحسن؛ مُتّهم بإعلان خروجه عن الإسلام واعتناقه الإلحاد منذ العام 2016م. لكنّ نشاطه لم يقتصر على معارضة الدولة التي وُلد ونشأ وتعلّم فيها، وابتُعث منها. بل إلى معارضة سياسات داخل الدولة التي لجأ إليها أيضاً. ونُسب إليه تأييده لحزب AFD الألماني المتطرف.
ويبدو أن الطبيب النفسي مضطربٌ نفسياً أيضاً، فقد نُسب إليه، ايضاً، اتهامه ألمانيا نفسها بالتساهل مع المسلمين. ثم عاد فاتهم السلطات الألمانية باضطهاد اللاجئين السعوديين، وبالذات الذين أعلنوا إلحادهم..!
تحذير سعودي
الموقف السعودي؛ كان ـ وما زال واضحاًـ فقد كشف مصدر سعودي لوكالة رويترز، نقلًا عن حساب العربية في منصة إكس، أن المملكة حذرت السلطات الألمانية سابقا من المهاجم في ماغديبورغ.
وقال المصدر إن مرتكب عملية الدهس بألمانيا “طالب عبدالمحسن” لديه وجهات نظر متطرفة، مشيرًا إلى أن الأخير حاصل على إقامة دائمة بألمانيا منذ عقدين.
وقالت قناة “سي إن إن” إن المنفذ هو طبيب من المملكة العربية السعودية يعمل في ولاية ساكسونيا أنهالت، ويعيش في ألمانيا منذ عام 2006.
وكشف نشطاء في منصة إكس أن السعودية طالبت بتسليم طالب عبدالمحسن سابقًا ورفضت السلطات الألمانية تسليمه بمزاعم حقوق الإنسان.
اقرأ ايضاً
إدانة سعودية وتأكيد على نبذ العنف بعد حادثة الدهس في ألمانيا