ما دخل السعودية..؟ وما دخل الشيعة..؟
حبيب محمود
سلامٌ عليكم يا من زمّرتم في “إكس”؛ لترويج ربط طالب العبدالمحسن بأصوله الشيعية. والأنسب هو أن أقول “مالت عليكم”.
ففي الجريمة التي تورّط فيها الرجل المضطرب نفسياً؛ إشارة إلى أن الإرهاب “لا دين له” عملياً وعقَدياً. الرجل انطلق من مبدأ لا ديني أصلاً، بل من مبدأ معاداة الإسلام مباشرة، وحنقاً من توهمه أن ألمانيا تسعى إلى نشر الإسلام في أوروبا.. وهذا الكلام له ـ شخصياً ـ وقد نشره في حسابه في إكس منذ 13 أغسطس الماضي.
ومن يروقه الضرب على جنسيته؛ فإن الرجل نفسه “استانس” بوصف نفسه معارضاً، ووقف ضدّ وطنه الأم، بوصفه “سعودياً ملحداً”، والعياذ بالله من الكفر والإلحاد، والنفاق والشقاق.
ومن يستهويه الضرب على وتر الطائفية أو المذهبية؛ فإن عليه أن يفهم أن الرجل تبرّأ من طائفته خصوصاً، ومن الإسلام إجمالاً. هو أعلن براءته، ولم يُتبرَّأ منه من قبل مسلمين أو شيعة. هو نفسه بتّ نفسه بنفسه.
وبالتالي؛ فإن الجريمة موصوفة وواضحة بحدود فردية دافعها، ومسؤولية ارتكابها، وتبعات نتائجها. وحتى هذه اللحظة؛ لا لم يُعلن عن دليل واحد على أن جريمة سوق الكريسمس ذات صلة بمذهب أو دين أو كيان سياسي؛ غير ما أعلنه المجرم نفسه بنفسه.
السعوديون بعمومهم، سنة وشيعة، أبرأُ مما حدث، أو ما يمكن أن يحدث أو يصدر عن فردٍ منهم. وهذا هو الموقف السعودي الذي تمّ إعلانه في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة، تأكيداً لموقف الدولة ـ والشعب ـ من أي نوع من أنواع العنف الذي يمس الأمن والسلم والمدنيين.
ويبدو أن الألمان ـ أنفسهم ـ بدأوا ينتبهون إلى ما حدث ودافعيته؛ فقد انتقلت الصحف الألمانية من وصف المجرم من “مسلم سعودي” إلى “شخص كاره للإسلام”. وفي هذا التوصيف إنصاف واضح. ويحمّل الألمان ـ والأوروبيين معهم ـ مسؤولية كان عليهم أن يتحملوها منذ زمن طويل.
بلادهم مفتوحة لمدّعي المعارضة، وزاعمي اللجوء. ونحن، في الشرق الأوسط، نفهم فهماً واضحاً ما وراء الأحضان الغربية “الحنونة”، وما لدى المنظمات الحقوقية من “ملفات استخبارية” مدهونة بالسكّر. وكم من معارضٍ لم يكتشف ما تحت “غلاف السكر” إلا بعد نفاد الحاجة إليه، وظهور المرارة والغربة والجوع في بلاد حقوق الإنسان..؟
اقرأ أيضاً