ملكة الصبر.. 4 أربعة أسباب علمية
ترجمة عدنان أحمد الحاجي
مقدمة البرفسور رضي حسن المبيوق
قبل عدة سنوات هاجر زميلي التركي مع عائلته من بلده الأم إلى نفس المدينة الأمريكية التي أسكن فيها. ابنه الأصغر كان عمره خمس سنوات حينئذ، وكان يستمتع بزيارتي الشخصية لعائلته، وذلك لأنه كان يحظى مني باهتمام ملفت، حيث كنت أتحدث معه عن كتبه وألعابه المفضلة وغير ذلك.
هذا الصبي كان، للأسف، جريئًا إلي الحد الذي اعتاد أن يقاطع أبويه وضيوف العائلة وذلك بطرح أسئلة أثناء الحديث. هذه العادة غير اللطيفة اجتماعيًا كانت مصدر إزعاج لأبيه، لكنه لم يستطع كبح جماح طفله الصغير.
فكرت في طريقة تحد من اندفاعية الصبي وإزعاجه لأبيه بممارسته هذه العادة غير اللائقة اجتماعيًا.
بمعرفتي بأن فضيلة الصبر يمكن اكتسابها بشكل مباشر بالتعلم (بالتصبُّر)، أو بطريقة غير مباشرة، وذلك بالاقتداء بسلوكيات الصبر التي يجسدها أبواه.
الطريقة الناجعة مع هذا الصبي للحد من مقاطعته الحديث كانت رسم حدود لوتيرة أسئلته وذلك بالسماح له بطرح سؤال واحد في كل نصف ساعة؛ وتولى أخوه الأكبر كتابة ما زاد عن ذلك في ورقة خارجية. خلال هذه الفترة كُلف الصبي بتعلم قراءة الساعة الجدارية حتى يشغل وقت فراغه، في حين وُعد بمكافأة على الامتثال.
هذه الاستراتيجية جعلت الصبي يتريث ويتحمل صعوبة الإنتظار وعدم المقاطعة، وبذلك تعلم الصبي ليس فقط كيف يصبر، بل متى وكيف ينتظر ونوعية الأسئلة التي يطرحها.
هذه التجربة تشير إلى أن الصبر لا يتحول إلى ملكة إلا بعد ممارسة ذهنية يقظة، والتي قد تتطلب وقتًا وجهدا كبيرًا قبل أن تنمو وتترسخ.
ملكة الصبر تتجذر أكثر إذا أدرك الشخص نتائجها المواتية وانعكاساتها الإيجابية على استقراره وراحته النفسية.
وهنا لا بد من الإشارة بأن وسائل اكتساب ملكة الصبر قد تختلف في مدى تأثيرها وفعاليتها باختلاف الأشخاص، فما ينفع منها شخصًا قد لا يعمل مع آخر، وذلك يعود إلى مدى استجابته للمؤثرات الخارجية، والتي قد تفوق، في بعض الأحيان، قدرته على التحمل قبل أن ينفد صبره ويتخذ قرارًا قبل أوانه. سقف الصبر إذن هو الحد الأعلى الذي فرضه الشخص على نفسه واعتاد عليه.
ولرفع سقف الصبر لابد أولًا أن يدرك الشخص بأنه ليس له قدرة على التحكم في المؤثرات الخارجية، لكن بأمكانه أن يتحكم في طريقة انفعالاته واستجابته لها.
إذن من هذه الناحية، المقال المترجم أدناه مهم جدًا، خاصة لـ المربين، والمعلمين، والموظفين، والمسؤولين وغيرهم من فئات المجتمع، لما فيه من توصيف لفوائد الصبر. العبارة التي افتتح بها الكاتب مقالته عن فوائد الصبر تنم عن ذكاء لتشويق القارئ بعدها لتعلم واكتساب ما يجلب له الراحة النفسية والبدنية.
المقالة المترجمة
الصبر مفتاح الفرج والحياة الجيدة لا تُدرك إلَّا بالصبر
الصبر من الفضائل الصامتة، غالبًا ما يكون بين الإنسان ونفسه، إذ لا يُظهِر عليه أحد: قد يظهر صبر الأم [أو الأب] بعد الشروع في قراءة القصة الثالثة لطفلها بانتظار نومه، وفي لاعب كرة قدم ينتظر شفاءه من إصابة في قدمه. في الأماكن العامة، من يلفت انتباهنا هم ضيقو الصدر (غير الصابرين): السائقون الذين يطلقون أبواق سياراتهم لدفع أصحاب السيارات الأخرى لإفساح الطريق لهم، وزبائن السوبرماركت المتذمرون من طابور المحاسبة الطويلة والبطيئة. هناك أفلام ملحمية تمجّد فضائل الشجاعة والرحمة والشفقة، لكن فيلمًا عن الصبر قد يكون مملًا بعض الشيء.
بيد أن الصبر ضروري للحياة، وقد يكون مفتاحًا لحياة سعيدة. التحلي بالصبر يعني القدرة على الانتظار بهدوء وسكينة في وجه الإحباطات أو الشدائد أو الإحن التي قد تعترضنا أينما كنا. نحتاج أن نتحلى بالصبر في البيت مع أطفالنا، وفي العمل مع زملائنا، في السوبر ماركت مع نصف سكان مدينتنا، بإمكان الصبر أن يحدث فرقًا بين الانزعاج ورباطة الجأش، وبين الهم والطمأنينة.
لقد أشادت الأديان والفلاسفة منذ زمن طويل بفضيلة الصبر؛ ولقد بدأ الباحثون بالإشادة به أيضًا. لقد وجدت دراسات حديثة أنه من المؤكد أن الصبر مفتاح الفرج، والحياة الجيدة لا تُدرك إلَّا بالصبر. بعض هذه الفوائد المؤكدة علميًا مفصلة أدناه، إلى جانب ثلاث طرق لاكتساب ملكة الصبر في الحياة.
1. الصابرون يتمتعون بصحة نفسية أفضل
التصديق بهذه النتيجة ربما يكون سهلًا لو تذكرت الصورة النمطية لشخص ضيق الصدر – غير صبور: وجه محمر يتصبب عرقًا. ومن المؤكد، وفقا لدراسة (1) أجرتها في 2007 سارة شنيكر، الأستاذ في كلية فولر لـ اللاهوت Fuller Theological Seminar وروبرت إيمونز Robert Emmons Seminary وأستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا في ديفيس، الصابرون أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب أو بالمشاعر السلبية، ربما لأنهم يستطيعون التعامل بشكل أفضل مع المواقف والحالات المزعجة أو المثيرة للأعصاب. كما أنهم يصنفون أنفسهم على أنهم أكثر فطنة وامتناننًا، وأكثر ارتباطًا ببني جلدتهم وبما حولهم، وأكثر إحساسًا بالوفرة (عقلية الوفرة) [بحسب ستيڤن كوڤي، مؤلف كتاب العادات السبع للناس الأكثر فاعلية: “الذين يُفكرون بعقلية الوفرة يؤمنون بأن هناك فُرصًا وخيرًا وفيرًا في العالم يكفي الجميع. ومن يُفكّر بعقليّة الوفرة عادة ما يكون هادئاً ومُطمئناً، لا تهدده نجاحات الآخرين، بل تشجعهم على النجاح في الحياة والسعادة بالفلاح، كما أنه لا يخشى من مشاركة الآخرين بتجاربه ومعلوماته” (2)].
في عام 2012، سعت شنيكر إلى تحسين فهمنا لملكة الصبر (3)، مدركةً أن ملكة الصبر تظهر بأشكال مختلفة. أحد هذه الأشكال هو الصبر الذي يتعلق بالعلاقات الاجتماعية البينية (بين الناس)، والذي ليس له علاقة بالانتظار، بل ببساطة، بالتعامل برباطة جأش مع أشخاص مزعجين. وفي دراسة أجريت على ما يقرب من 400 طالب جامعي، وجدت أن الذين يتحلون بصبر أكثر في تعاملهم مع الآخرين هم أيضًا مفعمون بالأمل وبالرضا عن حياتهم.
هناك نوع آخر من الصبر يتضمن الصبر على مصاعب الحياة دون الشعور بالإحباط أو باليأس – خذ مثلًا، شخصًا عاطلًا عن العمل لا يمل من تعبئة استمارات طلبات الوظائف واحدة تلو أخرى بحثًا عن وظيفة، أو مريضة بالسرطان تنتظر بفارغ الصبر نجاعة علاج تلقته. ومن غير المستغرب، في الدراسة التي أجرتها شنيكر، هذا النوع من الصبر ورباطة الجأش مقترن بمزيد من الأمل.
وأخيرا، الصبر على المتاعب اليومية – مثل الاختناقات المرورية، والطوابير الطويلة في محلات التسوق، وتعطل جهاز الكمبيوتر – يتلازم مع الصحة العقلية (النفسية) الجيدة. وعلى وجه الخصوص، الذين يتحلون بهذا النوع من الصبر يتميزون بإنهم أكثر رضاً عن الحياة وأقل اكتئابًا.
تعتبر نتائج هاتين الدراستين أخبارًا جيدة للذين يتحلون بالصبر بالفعل، ولكن ماذا عن أولئك الذين يرغبون بالتحلي بمزيد من الصبر؟ في دراستها عام 2012، دعت شنيكر 71 طالبًا جامعيًا للمشاركة في التدرب على ممارسة الصبر (التصبر) لمدة أسبوعين، حيث تلقوا تدريبًا على التعرف على المشاعر ومثيراتها وتنظيم الانفعالات (4)، والتعاطف وجدانيًا مع الآخرين. وفي غضون أسبوعين، أفاد المشاركون بشعورهم بالتحلي بمزيد من الصبر تجاه الأشخاص المتعبِين لهم في حياتهم، ولم يشعروا باكتئاب، وشعروا بمستويات عليا من الانفعالات الإيجابية [كالسعادة والمتعة والإثارة والأمل]. بمعنى آخر، يبدو أن الصبر ملكة يمكننا التمرن عليها واكتسابها – المزيد عن ذلك أدناه – ممارسة الصبر قد يعود بفوائد على الصحة العقلية (الصحة النفسية).
2. الصابرون أفضل الأصدقاء والجيران
في العلاقات الاجتماعية، الصبر يعتبر شكلاً من أشكال اللطف أو الطيبة (5). خذ مثلًا، أفضل صديق يواسيك ويخفف عنك مشكلة كرب القلب (انفطار أو انكسار القلب) (6) الذي لا تزال تعاني منه ليلة بعد أخرى، أو الحفيدة التي لا تسأم من سماع قصة يرويها لها جدها مرة بعد أحرى، ومع ذلك تحافظ على ابتسامتها لها مهما تكرر سماعها لها. في الواقع، تشير الأبحاث إلى أن الصابرين يميلون إلى أن يكونوا أكثر تعاونًا، وأكثر تعاطفًا من الناحية الوجدانية، وأكثر إنصافا، وأكثر تسامحا (1). “قطعًا، الصبر ينطوي على تحمل بعض الانزعاج وعدم الارتياح الشخصي وذلك بهدف التخفيف على الآخرين معاناتهم”، كما كتبت ديبرا كومر Debra Comer وليزلي سيكيركا Leslie Sekerka في دراستهما (7) التي نشرت عام 2014.
الدليل على ذلك ذُكر في دراسة (8) أجريت عام 2008، حيث تم توزيع المشاركين على مجموعات، كل مجموعة تتكون من أربعة أشخاص وطلب منهم المساهمة بمبلغ مالي يضعونه في وعاء مشترك. المبلغ المساهم به سيُضاعف وسيعاد توزيعه على المشاركين، وبعد ذلك. منحت هذه اللعبة المشاركين حافزًا ماليًا على أن يكونوا بخلاء في مساهمتهم تلك، بيد أن مبلغ مساهمة الصابرين في ذلك الوعاء كانت أكثر من مساهمة المشاركين الآخرين.
هذا النوع من نكران الذات موجود بين الذين يتحلون بأنواع الصبر الثلاثة المذكورة أعلاه، وليس فقط محصورًا في الصبر على مشكلات العلاقات الاجتماعية البينية: في دراسة شنيكر (3) التي نشرت عام 2012، أنواع الصبر الثلاثة اقترنت بارتفاع “سمة الوفاق” (9)، وهي سمة من السمات الشخصية الخمس الكبرى (10) وتتميز بالحميمية واللطف والطيبة والتعاون واحترام مشاعر الآخرين] حتى أن الذين يتحلون بالصبر في التعامل مع الآخرين (في علاقتهم الاجتماعية) لا يشعرون بالوحدة، ربما لأن تكوين الأصدقاء والاحتفاظ بهم – بالرغم من كل مغالطاتهم وهفواتهم – يتطلب بشكل عام جرعة كافية من التحلي بالصبر. “الصبر قد يمكّن الشخص من تحمل أخطاء الآخرين، وبالتالي يظهر المزيد من الأريحية والرحمة والشفقة والتسامح”، كما ذكرت شنيكر وإيمونز في دراستهما (1) عام 2007.
وعلى المستوى الجماعي، قد يكون الصبر أحد أسس المجتمع المدني. ومن المرجح أن يصوت الصابرون في الانتخابات، وهو نشاط يستلزم الانتظار لأشهر أو سنوات قبل أن يتمكن الشخص المنتخب من تنفيذ تشريعات وسياسات أفضل. يعتقد منظرو التطور أن الصبر قد ساعد أسلافنا على البقاء (11) لأنه سمح لهم بالقيام بأعمال تتسم بالطيبة والمنفعة تجاه الآخرين، منتظرين منهم بغير استعجال الرد بالمثل، وهذا من شأنه أن يؤدي على الأرجح إلى التعاون لا إلى الخلاف). وفي السياق نفسه، يتعلق الصبر بالثقة بالأشخاص المحيطين بنا وحتى بالمؤسسات حولنا.
3. الصبر يساعدنا على تحقيق أهدافنا
طريق الإنجاز طويل، وأولئك الذين لا يتحلون بالصبر – والذين يرغبون في تحقق نتائج مباشرة (عاجلة) – قد لا يكونون على استعداد للسير في طريق الصبر الطويل هذا. خذ مثلًا الانتقادات الأخيرة الموجهة لجيل الألفية، وذلك بسبب عدم رغبة هذا الجيل في “القيام بواجباته تجاه تعلم أساسيات وظيفتهم الأولى بعد التخرج على أكمل وجه والنمو من خلال ذلك؛” والانتقال من وظيفة إلى آخرى، بدلًا من الصبر على وظيفتهم الأولى والتعلم والنمو من خلالها.
وفي دراستها عام 2012، تناولت شنيكر أيضًا ما إذا كان الصبر يساعد الطلاب على القيام بواجباتهم، وانجاز مهماتهم. في خمس استبيانات أكملوها على مدار فصل دراسي كامل، أفاد الصابرون من جميع الأطياف أنهم يبذلون جهدًا كبيرًا لتحقيق أهدافهم أكثر مما يبذله آخرون. أولئك الذين يتحلون بالصبر في التعامل مع الآخرين على وجه الخصوص حققوا تقدمًا أكبر نحو تحقيق أهدافهم وكانوا أكثر ارتياحًا بعد تحقيقهم لتلك الأهداف (خاصة إذا كانت عملية تحقيق تلك الأهداف صعبة) مقارنة بالأشخاص الأقل صبرًا. وفقاً لتحليل شنيكر، فإن هذا الرضا الكبير عن تحقيق الأهداف يفسر سبب كون هؤلاء الصابرين المنجزين أكثر رضاً عن حياتهم إجمالًا.
4. الصبر مقترن بالتمتع بصحة جيدة
دراسات الصبر لا زالت في مراحلها الأولى، ولكن هناك بعض الأدلة المنبثقة من هذه الدراسات تشير إلى أنه قد يكون الصبر مفيدًا للصحة. في دراستهما التي أجريت عام 2007، وجدت شنيكر وإيمونز أن الصابرين أقل احتمالًا للإبلاغ عن مشكلات صحية، كـ الصداع، وحب الشباب، والقرحة، والإسهال، والالتهاب الرئوي. وقد وجدت أبحاث أخرى (12) أن الذين لا يتحلون بالصبر ويعانون من التهيج (13) – وهي سمة من سمات الشخصية أ [التي تتميز بقلة الصبر) (14) – يعانون من مشكلات صحية وحالة نوم غير جيدة. إذا كان الصبر قادرًا على الحد من معاناتنا يوميًا من التوتر، فمن المعقول الاعتقاد بأن الصبر قد يقينا أيضًا من تبعات التوتر الضارة بالصحة.
ثلاث طرق لاكتساب ملكة الصبر
هذه كلها تعني أخبارًا جيدة لمن يتحلى بملكة صبر طبيعية – أو لأولئك الذين لديهم وقت وفرصة لتلقي تدريب مكثف لمدة أسبوعين لاكتساب ملكة الصبر. ولكن ماذا عن الآخرين؟
يبدو أن هناك أساليب يمكن ممارستها بشكل يومي لبناء ملكة الصبر أيضًا. فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي طرحتها أبحاث الصبر الجديدة.
– إعادة تأطير الوضع. الشعور بنفاذ الصبر ليس مجرد استجابة انفعالية تلقائية؛ فهو ينطوي على أفكار وقناعات واعية أيضًا. لو تأخر أحد زملائك عن الاجتماع في يوم ما، قد تغضب من عدم احترامه لوقت ذلك الاجتماع، أو، بدلًا من ذلك، قد تعتبر تلك الـ 15 دقيقة التي تأخر فيها هذا الزميل فرصة لإنجاز بعض القراءات التي تتعلق بالاجتماع. يقترن الصبر بضبط النفس (15)، ومحاولة التنظيم الواعي للانفعالات (4) يمكن أن يساعدنا في التدرب على ضبط النفس.
– ممارسة رياضة اليقظة الذهنية. في إحدى الدراسات، أصبح الأطفال الذين مارسوا رياضة اليقظة الذهنية لمدة ستة أشهر في المدرسة أصبحوا أقل اندفاعًا وأكثر استعدادًا لانتظار الجوائز والمكافآت (16). توصي كريستين كارتر Christine Carter من مركز علوم الصالح العام GGSC أيضًا بممارسة رياضة اليقظة الذهنية من قبل أولياء الأمور (17): أخذ نفس عميق وملاحظة مشاعر الغضب أو عدم امكانية الصبر بعدم خروج الأمور عن حدودها. على سبيل المثال، عندما يبدأ أطفالك في نوبة أخرى من الجدال قبل خلودهم إلى النوم مباشرة بإمكان الصبر أن يساعدك على الاستجابة بإيجابية لهذا التصرف.
– ممارسة الامتنان. وفي دراسة أخرى، الراشدون الذين يشعرون بالامتنان أفضل أيضًا في تأخير الإشباع (18، 19) وذلك بتوظيف ملكة الصبر. فعندما أُتيح لهم الاختيار بين الحصول على مكافأة نقدية عاجلة أو الانتظار لمدة عام للحصول على مكاسب أفضل غير متوقعة (100 دولار)، استسلم الذين كانوا الأقل امتنانًا بمجرد ارتفاع قيمة المكافأة، والتي دُفعت إليهم مباشرةً، إلى 18 دولارًا. بيد أن الذين مارسوا الامتنان تمكنوا من الصمود حتى وصل المبلغ إلى 30 دولارًا. لو كنا مقتنعين بما لدينا اليوم، بإمكاننا الانتظار حيث لا داعي للاستعجال للحصول على أشياء أكثر أو ظروف أفضل.
بإمكاننا أن نحاول وقاية أنفسنا من الإحباط والمحن، لكن بما أننا بشرًا لا نستطيع التخلص من ذلك بتاتًا، إذن، لا بد من التحلي بالصبر في مواجهتنا هذه المشكلات في الحياة اليومية – كما هو الحال مع زميلنا في العمل الذي يعاني من مشكلة الالتزام بوقت الاجتماعات. – فإن الصبر لن يجعل الحياة أكثر متعة في الحاضر فحسب، بل قد يساعد أيضًا في تمهيد الطريق لمستقبل أكثر إرضاءً وتوفيقًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصادر من داخل وخارج النص
1- https://brill.com/display/book/edcoll/9789047419648/Bej.9789004158511.i-301_012.xml
2- https://www.meemapps.com/term/abundance-mentality
3- https://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/17439760.2012.697185?journalCode=rpos20
4- https://ar.wikipedia.org/wiki/تنظيم_انفعالي_ذاتي
5- https://ar.wikipedia.org/wiki/طيبة
6- https://ar.wikipedia.org/wiki/ضيق_الصدر
7- https://www.researchgate.net/publication/263572612_Taking_time_for_patience_in_organizations
8- https://www.researchgate.net/publication/49401402_Patience_is_a_virtue_Cooperative_people_have_lower_discount_rates
9- https://ar.wikipedia.org/wiki/وفاق
10- https://ar.wikipedia.org/wiki/عناصر_الشخصية_الخمسة
11- https://digitalcommons.unl.edu/cgi/viewcontent.cgi?article=1541&context=psychfacpub
12- https://ntrs.nasa.gov/citations/19870017967
13- https://ar.wikipedia.org/wiki/تهيجية
14- https://ar.wikipedia.org/wiki/شخصية_أ_وشخصية_ب
15- https://brill.com/display/book/edcoll/9789047419648/Bej.9789004158511.i-301_012.xml
16- https://greatergood.berkeley.edu/article/item/mindfulness_help_kids_learn_self_control
17- https://greatergood.berkeley.edu/podcasts
18- https://journals.sagepub.com/doi/abs/10.1177/0956797614529979
19- https://ar.wikipedia.org/wiki/الإشباع_المتأخر
المصدر الرئيس
https://greatergood.berkeley.edu/article/item/four_reasons_to_cultivate_patience