ألم تقل إنها قصيدة؟
القطيف: صبرة
رغم أنها قد تكون صعبة الفهم لدى البعض في مفرداتها، إلا أن الشاعر محمد الماجد حرص على استعادة بعض المفردات البيئية التي أصبحت نائية في قصيدته “ألم تقل إنها قصيدة؟”، التي ألقاها في مسابقة المعلقة مساء أمس الخميس.
القصيدة نالت إعجاب لجنة التحكيم وصعدت بالماجد إلى المرحلة المقبلة من المسابقة، لينافس على موقع مميز في الرياض تم تخصيصه لتوضع فيه القصيدة الفائزة كمعلقة، وتصبح بمثابة علامة مميزة تدل على فصاحة مؤلفها.
ألم تقل إنها قصيدة؟
هي قصيدةٌ معجونةٌ بماء الحرير
وأنا رويٌّ مجروشٌ في رحى البرق
فكيف لعاشقَينِ في مثل ما نحن عليه من هوّة في التكوين أن يرفعا معاً جرَّة الشفَقِ إلى فَمِ ليلٍ سكران
لا هيَ ستهبطُ من سماء الحرير لتفعل
ولا أنا سأكسرُ الرّحى لأصعدَ إليها مضرّجاً بدَم البرق
فما عسايَ أن أفعلَ؟
ما عسى رويٌ مجروشٌ مثليَ أن يفعلَ وهو يرى الحريرَ ممدّداً مثلَ مغفرةٍ رطبةٍ على جسد القصيدة؟
ما عساهُ.. إلا أن يحِدَّ شَفرتَها ليجرحَ بها أكبادَ الرواةِ ومرارَهم:
أُقسمُ عليكم بكلِّ سُلَكَةٍ نذَرَتْ ما في بطنها للنهب والغارة، وبكلِّ لاميّةٍ أوقفت أطفالَ البلاغة دون شفقةٍ على أطراف أصابعهم، وبكلِّ شنفرى خرَّ عليهم من السَّقفِ، وسدَّ الأبوابَ، إلا ما أشرتم عليَّ..
فأنا مُقْمِرٌ والليلُ طويل
ألم تقل إنها قصيدة؟
دعها إذاً لنُفود يحملها كالهودج على سنامه، ولريحٍ تتناهبُ دلالها ومراكيها، فإن رأيتَ لسانها وقد انعقد على عواءٍ، وأفلاكَ كاحلَيها وقد انحلَّت عن عكَرات ضُبّانٍ، وغيالمَ، وثعابينَ مشرومة
دعها
فإن كان ما بها من الإنس سيخرج، وإن كان من الوحش فستلدُ لك شنفراتٍ، وصعاليكَ مقوَّسي الظهر، أما إذا كان من الجنِّ، فأشعل أحراشَها وغاباتِها بالبان والبخور
فمع كلِّ شَهْقةِ بُخُور ستَطْفِرُ نسانيسُ مجنّحةٌ من صِدْغَيها
ومع كلِّ زفرةٍ رعودٌ ونيازكُ
فيما القصيدةُ تتقلّبُ وتتقلَّى
فدعها
ثم ارفعها مشقولةً إلى رقبة بَعير من بعران (الخليل)، إلى رقبة (الكامل)، ثم إلى رقبة أخيه (الطويل)
وهكذا هكذا..
حتى إذا دخل طالعُ السامْري، ولفحَت دفوفُه إِليتَي البعير فاهتاج، واهتبلَ ميزانُ القصيدةِ ما بين ركبتَيه دعها..
فأنتَ مُقْمِرٌ والليلُ طويلٌ
اقرأ أيضاً
حظوظ القطيف في “المعلقة”.. خروج العمار.. تأهل الماجد.. فرصة للسنونة