“رحلة العقد” تمنح مركز الحياة الفطرية جائزة الأميرة صيتة
الرياض: صبرة
ساهمت رحلة العقد لاستكشاف البحر الأحمر، في حصول المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، على جائزة الفرع السادس في جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي “فرع التميز في الاستدامة البيئية”، ضمن دورتها الثانية عشر 2024م.
126 باحثاً
و رحلة العقد هي مبادرة غير مسبوقة أطلقها المركز لاستكشاف أحد أكثر النظم البيئية ثراءً في العالم، شارك فيها 126 باحثًا على متن سفينتي الأبحاث العالمية “أوشن إكسبلورر”، والوطنية “العزيزي”، بالتعاون مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، إضافة إلى مشاريع نيوم، و آمالا، و البحر الأحمر.
بدأت رحلة العقد في شهر فبراير 2022، لدراسة كامل المنطقـة الاقتصادية السعودية للبحر الأحمر، وإجراء دراسة شاملة للموائل البحرية وأعماق البحر، والتنوع الأحيائي، باستخدام أحدث الأساليب الجينومية، وصولًا إلى مجموعة من الأبحاث التطبيقية والمواد التعليمية والإعلامية من البعثة.
واستهدفت الرحلة دراسة، تنوع وتوزيع المرجان في المياه العميقة، والتنوع الأحيائي من أصغر الكائنات إلى الثدييات البحرية، والكائنات البحرية في المياه العميقة والمتوسطة، وأنواع الثدييات وتنوع الموائل البحرية، والخواص الكيميائية والفيزيائية للبحر الأحمر، ورسم خرائط لقاع البحر في المناطق الساحلية والمياه العميقة.
10 ثقوب زرقاء
ورصد الباحثون مجموعة مذهلة تضم أكثر من 10 ثقوب زرقاء تحتضن نظماً بيئية فريدة، كما كشف تحليلات تسلسل الحمض النووي عن وجود أسماك القرش الأبيض الكبير لأول مرة في البحر الأحمر، وتوصلوا الى اكتشاف المداخن الحرارية النشطة التي تعود الى آلاف السنين، والتي تشكل هياكل ميكروبية ضخمة شمال ضفاف فرسان، بما يؤكد وجود حياة بحرية فريدة هناك.
وأكد الباحثون أن أسماك القرش تصل الى أعماق أكبر في المياه الدافئة للبحر الأحمر بدرجة حرارة دنيا تبلغ 21 درجة مئوية، وهو أعمق من أي مكان آخر، كما رصدت الاكتشافات أن البحر الأحمر يحتضن مجتمعاً نشطاً من أسماك الطبقة العميقة ذات الكثافة المذهلة والقدرة العالية على تحمل ظروف الأوكسجين المنخفض جداً.
حيتان البرايد
ومن النتائج الملفتة في رحلة العقد، اكتشاف أن حيتان “البرايد” تتكاثر في البحر الأحمر، حيث تم رصدها مع صغارها بعد أن كان الاعتقاد أنها كائنات عابرة، ولاحظ الباحثون سلوكًا فريدًا للدلافين حيث تلجأ مع صغارها للثقوب الزرقاء للاحتماء من هجمات الأسماك والحيتان المفترسة.
وفي ظاهرة فريدة على مستوى العالم تم اكتشاف أن الحيوانات البحرية في قاع البحر الأحمر تفترس أسماك الطبقة العميقة أثناء هجرتها، وهو الأمر الذي لم يتم رصده في أي مكان بالعالم.
كما قام الباحثون بربط تسلسل الحمض النووي مع تقييمات أعمار رواسب قاع البحر الأحمر، لإعادة بناء تغيرات التنوع البيولوجي للأنواع منذ 1800 عام حتى اليوم، مما يوفر تقييماً فريداً للتغيرات على مر الزمن، إلى جانب ذلك فقد تبين للباحثين أن في البحر الأحمر أكبر مجموعة على الإطلاق من قشور الأرض، مما يوفر معلومات حول العمليات البركانية التي تشكل البحر وتدعم تنوعه البيولوجي.
كائنات مرجانية عميقة
ورصدت الرحلة أقوى الكائنات المرجانية العميقة على الإطلاق، التي تتواجد تحت عمق يزيد عن 1000 م، مع قدرة فريدة للبقاء لفترات طويلة بلا أكسجين وعند درجات حرارة تصل إلى 33 درجة مئوية.
وكان من نتائج الرحلة أن وضع الباحثون أول كتالوج لجينات الكائنات الدقيقة في البحر الأحمر، ما يوفر معلومات دقيقة عن الموارد الوراثية للبحر الأحمر كإرث وطني، مع تطبيقات صناعية محتملة في الصناعة الدوائية، والأغذية، والطاقة، والتجميل، بالإضافة، أنه تم اكتشاف إضاءات كربونية في أعماق البحر الأحمر، وبعد تحليلها باستخدام الحمض النووي، تبين وجود ثلاثة أنواع من البكتيريا الميكروبية في تركيبتها.
الفرع السادس في جائزة الأميرة صيتة
تمنح جائزة الفرع السادس في جائزة الأميرة صيتة، إلى مشاريع الجهات الحكومية والأهلية، والشركات، والأفراد المساهمة في صون البيئة والارتقاء بجودة الحياة.
ويهدف الفرع السادس من الجائزة إلى رفع الوعي البيئي للمجتمعات، وتمكين إيجاد حلول للقضايا البيئية، وترسيخ مفهوم التنمية البيئية المستدامة، ودعم الابتكار وتفعيل أحدث التقنيات في صون البيئة، ودعم سبل تنمية الغطاء النباتي الطبيعي، و دعم وتشجيع المبادرات البيئية الفردية والجماعية.