شباب “TerraLoop” حولوا المخلفات الزراعية إلى إسمنت و خشب و سماد استخدموا الذكاء الاصطناعي وحصدوا جائزة هاكاثون
سيهات: معصومة المقرقش
اتفق خمسة شبان من عدة مناطق زراعية في الشرقية و الجوف، أن يقدموا فكرة مشروع تساهم في إدارة المخلفات الزراعية باستخدام الذكاء الصناعي، ليحصدوا من خلالها المركز الأول في جائزة هاكاثون “إنجاز” أمام 90 فريقاً.
مشروع الشباب الخمسة هو TerraLoop الذي لم يكن مجرد فكرة عابرة، بل وُلِد من حاجة حقيقية لمعالجة واحدة من أكبر التحديات البيئية في المملكة؛ وهي هدر 10 ملايين طن من المخلفات الزراعية سنويًا.
فهو تطبيق جوال يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لإعادة تعريف إدارة المخلفات الزراعية. ويعمل التطبيق على تحليل الصور التي يرفعها المزارعون لتحديد نوع وجودة المخلفات الزراعية، مثل سعف النخيل أو جذوع الأشجار، ومن ثم اقتراح الاستخدام الأمثل لها.
بعد التصنيف، يتم توجيه المخلفات إلى المصانع المناسبة لتحويلها إلى منتجات مستدامة مثل الطوب الصديق للبيئة، الألواح الخشبية، والسماد العضوي.
بدأت فكرة المشروع وفقاً لأعضاء الفريق، ببحث عميق عن أفضل الطرق لتحويل هذه المخلفات إلى موارد قيّمة مستدامة تعزز الاقتصاد وتحمي البيئة.
ومن خلال تضافر جهود الفريق تطور TerraLoop ليكون حلاً مبتكرًا يدمج بين التكنولوجيا المتقدمة والاستدامة باستخدام الذكاء الاصطناعي، ليعيدوا تعريف إدارة المخلفات الزراعية بتقديم حلول عملية تحوّل المخلفات إلى منتجات ذات قيمة مستدامة؛ كالإسمنت والخشب والسماد.
وآمن الفريق بنجاح TerraLoop لأنه يمثل أكثر من مجرد فكرة؛ إنه حل مبتكر يقدم قيمة حقيقية للمزارعين، والمصانع، والبيئة. فهو لا يكتفي بمعالجة مشكلة الهدر الزراعي، بل يدعم المزارعين بفرص دخل إضافية، ويعزز الصناعات المحلية بمواد مستدامة، ويسهم في حماية البيئة للأجيال المقبلة.
وبين أعضاء الفريق أنّ هذا المشروع له رؤية تقودهم نحو مستقبل أفضل، حيث تلتقي التكنولوجيا مع الاستدامة لتحقيق أثر إيجابي ودائم، مشيرين إلى أن النجاح لا يتحقق إلا بوجود فريق استثنائي يمتلك المهارات والشغف لتحويل الفكرة إلى واقع.
وأكد الأعضاء الخمسة وهم نور الفرج، هادي السنان، رضا آل حمود، منار الحبابي من المنطقة الشرقية، و رتاج الرشيد من منطقة الجوف، أن ما عزز اهتمامهم بهذه الفكرة هو أن جميعهم ترعرعوا وكبروا في مناطق زراعية كبر فيها حبهم للزراعة ووعيهم بأهمية هذا القطاع.
بدوره، قال رضا آل حمود إنّه فخور جداً أن يكون جزءاً من هذا النجاح، وهذا الفريق، برغم التحدّي الكبير أمام 90 فريقاً. خلال يومين فقط، استطعنا أن نثبت إمكانية تطبيق فكرتنا على أرض الواقع، وأنا متطلع ومستعد إلى المرحلة المقبلة من هذا المشروع.
أما نور الفرج لفتت إلى أن الأيام الثلاثة مليئة بالتحدي، قدم الفريق كل ما لديه من الجهود، وتوجت بفوز الفريق؛ لما يتمتع به من قوة وتحدي للوصول إلى المركز الأول.
وتابعت “سعيدة جداً بأننا نلنا ثمار التعب، وفخورة بالعمل الجماعي الذي ظهر بأفضل صورة وأبهر جميع الموجودين”.
وعن المراحل التي وصل إليها الفريق أضافت الفرج “خلال 3 أيام كانت المسابقة تُخضع المشاريع إلى تحكيمين، ففي التحكيم الأول، تأهل 20 فريقاً للتصفيات النهائية، وفي التحكيم الأخير فازت 10 فرق فقط، وخمسة منهم تم اختيارهم لعرض مشاريعهم على أصحاب المعالي ووزير الاتصالات، وكان مشروعنا من ضمن المشاريع المختارة بالإضافة إلى الفائز.
جاء ذلك، خلال الحفل الذي نظمته الجهات الحكومية العشر التي تشرف على تنظيم الهاكاثون في مقر” الكراج” بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالعاصمة الرياض، بحضور رئيس مكتب إدارة البيانات الوطنية في سدايا الربدي بن فهد الربدي، ومحافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور محمد بن سعود التميمي.