محمد بن فهد للشرقية أميراً ومطلق حضارة

جمال عبد الكريم آل حمود

 

لست الوحيد من أولئك الذين حظوا بمحبة فقيدنا الكبير. فمن بدء ارتيادي لمجلس سموه الإثنينية بالخبر برفقة والدي يرحمه الله، والذي كان أيضاً يحظى بمحبة وتقدير سموه وقربه منه مع بدايات مرضه أثناء غزو الكويت شعرت بالإرتياح من ترحيب سموه وأناقة استقباله، الذي، وللأمانة، لم يكن مقتصراً على شخص دون آخر إذ كان الترحيب بالجميع هو السمة الغالبة على مجلسه.

 وكان نتاج التردد على المجلس وفي الإمارة هو تلك العلاقة التي بدأت أشعر معها بأنني أحظى بمكانة لدى سموه. حتى أنني كنت أشعر بحرارة المصافحة والسلام على سموه. وقد كان لهذا الأمر أثره الإيجابي والسعيد بالنسبة لي، وقد كشفت السنين هذا الأمر الذي لاحظه رواد الإثنينية حتى أن البعض كان يسأل عن سر هذا الترحيب لي من قبل سموه.

ولم تقتصر الإيجابية هذه على المكانة التي تفضل عليّ بها سموه بل تعدته إلى الاهتمام والاستماع لما كنت أعرضه على سموه من مشاكل مجتمعية تخص المواطنين وأصحاب الحاجات، وهي أمور يتصدى لها كل مهتم بالشأن العام، وكان ذلك محل تقدير من قبل سموه، لأننا تعودنا من ولاة الأمر تقبلهم المشاركة في الاهتمام بالمواطنين ونقل مطالبهم وحاجاتهم.

 كان هذا كله طيلة فترة تولي سموه منصب الإمارة. ولم يكن اقتصار الاهتمام بذلك على سموه بل أيضاً كان ذلك ديدن مدير مكتب سموه في ذلك الوقت الأخ والصديق الدكتور حمد السند وسعادة الوكيل حينها الأخ والصديق الأستاذ زارب القحطاني.

فقد كانا يهتمان أيضاً بما أرفعه وما يرفعه الآخرون من مطالب واحتياجات للمواطنين حرصاً منهما على الاهتمام بحاجة المواطن ولإدراكهما وعلمهما باهتمام سموه بما نقدمه.

وقد كان فقيدنا الكبير أول من تولى مهامه كأمير للمنطقة الشرقية التي منحها كل اهتمامه ورعايته باذلاً جهده ورقته في سبيل تطويرها وبالفعل فقد شهدت المنطقة الشرقية مشاريع نهضوية وعمرانية وتجميلية جبارة جعلها من أجمل المناطق وقبلة للسياحة كما هي للإقتصاد لما تتميز به المنطقة من مقدرات بترولية وزراعية وصناعية وخلافها.

 لقد لاحظ مواطنوا المنطقة الشرقية تلك الإندفاعة من سموه بالرقي بالمنطقة وأساليب الأداء فيها من خلال متابعته الحثيثة والدائمة لكل شؤون المنطقة ومحافظاتها ومدنها إذ كان دائم الحضور بالجولات الميدانية والوقوف عن كثب والإطلاع على تلك المشاريع وبمعيته المسؤولين الحكوميين عن تلك المشاريع. وأيضاً كان اهتمام سموه بالعلم صروحه وكوادره التعليمية والطلابية اهتماماً غير مسبوق ومن دلائله جائزة سموه للتفوق العلمي حيث كان يحرص على حضور المناسبات التعليمية ومهرجانات التكريم لأغلبها وذلك تشجيعاً للعلم.

لقد كان لتعيينه أميراً للمنطقة الشرقية أثراً بالغاً ومهماً فيما شهدته المنطقة خلال العقود الماضية وما تشهده حالياً من تطور بتوجيه من سمو أمير المنطقة الأمير سعود بن نايف حيث استمرت مسيرة التنمية والنهوض بالمنطقة والعناية بالمواطنين بحيث أصبحت المنطقة النموذجية على مستوى المملكة.

لقد كان فقيدنا الكبير بجانب شخصيته العملية الصارمة إنساناً عطوفاً يحمل بين ضلوعه دفئاً يستشعره المقربون ولا يخفى على المواطنين ممن يفدون على ديوان الإمارة قاصدين سموه لمعالجة مشاكلهم وتلبية طلباتهم.

ختاما إنني إذ أتقدم إلى مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وإلى سمو أميرنا المحبوب وسمو نائبه وإلى أسرة فقيدنا الكبير وإلى كافة أفراد العائلة الكريمة وإلى كل محبيه بأحر آيات العزاء وصادق المواساة فإني أسأل الله أن يمن عليه بعفوه ومغفرته ورضوانه ورحمته وأن يسكنه فسيح جنته اللهم آمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×