سيرة طالب 107] يقينٌ لا يخالطه شك

الشيخ علي الفرج

كنت أسمع في قنوات التلفاز محاضرات قيمة للسيد محمد رضا الشيرازي، وخصوصًا قصص العلماء وقصص التائبين، فمما سمعته من محاضراته وتأثيراته القصة التي ينقلها عن الشيخ مرتضى الحائري، قال:

كان أحد أصدقائي وهو طالب علم مجيد، كان فقيرًا مذقعًا بمعنى الكلمة، وطالت حالته، (واتسع الخرق على الراقع).

في يوم من الأيام سلم أمره إلى الله، وتوجه إليه بصلاة ركعتين، أهداها إلى الإمام المنتظر (ع)، ثم توجه إلى الله بدعاء خالص محموم، فهدأ أمره، ثم نام كنومة عروس، ثم طرق الباب أحدهم في هذا السحر، وأعطاه مبلغًا، يكفيه كلّ ما يحتاجه في هذا الشهر، فقال له: لا تقل لأحدٍ فإني سأعطيك كلّ شهر.

فاستمرّ على هذه الحال ستة أشهر، ونقل الحدث إلى صديقه المقرب الشيخ مرتضى الحائري، ثم قال له: لا تقل لأحدٍ أبدًا.

وفي الشهر السابع انقطعت الشهرية، فعرف أنّ السبب هو نقل الحدث لصديقه، فلم أجد حسرة على شيء في هذه الحياة كحسرة ضاعت في عالم الدنيا والآخرة.

انتهت هذه القصة، وبدأت قصتي عندما سمعت هذا الحدث وتأثرت به أثرًا كبيرًا.

كنت حينها يصعب عليَّ تسديد الفواتير، يضيق حالي في كلّ شهر، وأخصّ بذلك هواتف الجوالات… في هذه الليلة توجهت إلى الله وصليت ركعتين وأهديتها للإمام المنتظر (ع) خالصة لله، وبعدها توجهت إلى الله بدعاء ملح ومستمر في أكثر من ساعة، واطمأننت واستقرّ قلبي، فنمت كنومة العروس.

مضت خمسة أيام، ونسيت الهدية والدعاء الملحاح، وفتحت البريد النصي وإذا برسالة تفيد بالتسديد، وأنا لم أرَ علاقة بين التسديد وبين التوجه إلى الله، فسألت زوجتي الفاضلة ما إذا كانت سدّدت الفاتورة، فأجابت بالنفي.

وبعد ساعتين أو أكثر ربطت بين الأمرين، ولكن لم أتأكد أنّ هذه الحالة ليست اعتباطًا، وفاجأني أنّ هذه الحالة قد مضى عليها شهر أو أكثر، ومضت سنتان وتسدّد الرسالة بأول مبادرة، وبعد سنتين ارتفعت ميزانيتي وسهل التسديد، فانقطع هذا الحدث، ولله الحمد والمنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×