التأسيس قرار ومسيرة

جمال عبد الكريم آل حمود
ونحن نحتفل بيوم التأسيس، هذه المناسبة الكبيرة وهذا اليوم المشهود الذي أعلنه القائد الحكيم والملهم، لا بد لنا أن نشير إلى أن هذا الاحتفال ليس باحتفال زمني وإن كان قد اتخذ من تاريخ إعلانه موعداً للاحتفال به كذكرى سنوية دلالة على بداية وولادة وطن يستحق أن يكون له شأن ومكانة يتبوأها بجدارة واستحقاق أكيدين. لكن الاحتفال بحفيقته هو احتفال بالمنجزات والإنجازات والاستمراية في مسيرة البناء والنهوض بالوطن وصون هذه المنجزات والإنجازات وحمايته من الأحداث والأخطار التي تعترضه. فبرغم ما يمر به العالم من حولنا وما يعصف به من أهوال وما يشهده من حروب وفتن وانقسامات بقيت مسيرة هذا الوطن ثابتة لم تهزها الأعاصير ولم توقفها الأحداث. فمع كل الأزماات التي حدثت واهتز لها أكبر وأعظم الدول كان هذا الوطن الغالي الوحيد الذي يخرج من هذه الأزمات بأمن وسلام، لنثبت للعالم أنه وطن صلب بني على أساس قوي ومتين لا تنال منه النوائب وما سواها.
وأن من البديهيات القول ووصف هذا الوطن بالسعودية العظمى وأنه لا مبالغة ولا غلو في ذلك وأن هذا الوطن اليوم هو الرقم الصعب على مستوى العالم واللاعب المؤثر والفاعل في الاقتصاد والسياسات الدولية وحل المشاكل، إلى جانب تفوقه في الجوانب العلمية والفكرية وجميع مجالات التنمية والتخطيط والاستقرار الأمني والمجتمعي وبناء الإنسان والمنافسة والتفوق دولياً في كل المجالات العلمية لأبناء هذا الوطن والحضور الفاعل للمستويين الرسمي والشعبي إقليمياً ودولياً.
ويأتي احتفالنا هذا العام وحروب كبرى ورسم خرائط جديدة للعالم واقتصاديات على وشك الإنهيار لتنبري المملكة الحبيبة ومن خلال الرؤية الثاقبة والحكمة اللتين تتمتع بهما القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد يحفظهما الله بأن تأخذ دورها في العمل على إطفاء نار الحروب والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وآخر تلك الجهود هو استضافة اجتماع أقوى دولتين في العالم من أجل وقف الحرب الروسية الأوكرانية ونجاحها في تأمين وتهيئة مناخات الاتفاق والتوافق. لتثبت مرة أخرى أن شواهد إثبات صوابية ومتانة الأسس التي قام عليها هذا الوطن وسياسته الهادفة ورؤيته منذ تأسيسه وحتى وقتنا الراهن هي حقيقة تؤكدها الأفعال لا الأقوال.
وأننا وبهذه المناسبة السعيدة نرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين والشعب السعودي الكريم بأجمل وأعطر التهاني والتبريك داعين الله أن يحفظ قيادتنا الحكيمة الرشيدة ووطننا الحبيب وجميع من على ثرى هذا الوطن الغالي ويديم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار والتقدم والازدهار، ختاماً هذه الأبيات
فـتَّـشْتُ في مُعْجَمِ الأوْطـانِ عنْ بلَدٍ
نِــداً لأرْضٍ حـوَتٍ منْ أطْهَـرِ المُـدُنِ
فـتَّـشْتُ فـي كـلِّ سِفْــرٍ أو مــدَوَّنَــةٍ
فـتَّـشْـتُ فـي كلُّ قـطْـرٍ دونَما وهَـنِ
فـتَّـشـتُ في كلِّ ما جازَتْ إلَيْهِ يــدي
علِّي أجِـد موْطِنـاً يشْبِهْـكَ يــا وطَنِي