معاناة 20 سنة.. علي العسيري ينقذ شقيقه بكليته تسابق إلى التبرع 25 شخصًا من أهل الجود

القطيف: فاطمة آل محمود

بعد عقدين من الزمن، تمكن علي العسيري من إنهاء معاناة شقيقه محمد مع الفشل الكلوي، حيث تبرع له بكليته قبل يومين، وقبل ذلك بكثير كانت ملامح مكابدة الألم تبرز وتتفاقم.

تبدأ قصة محمد منذ أن كان طفلاً صغيراً، إذ كان يُعاني من مشاكل في كليته، ولكنها لم تُشخص إلا في مراحل متقدمة من عمره، حيث اتضح من الفحوصات والأشعة أنه مولود بكلية واحدة، أما الأخرى فلم تكن تنمو.

ومع الوقت ازدادت الآلام وتفاقمت المشكلة. وفي بداية الألفية الثالثة، قرر محمد وضع حد لذلك الألم، فاضطر إلى إجراء عملية زراعة كلية خارج البلاد، إلا أن النتائج لم تكن مُرضية، حيث لم تؤدِ الكلية المزروعة وظيفتها بالكفاءة المطلوبة، مما أعاده إلى جلسات الغسيل الكلوي مرة أخرى، وفي هذه المرة كانت الجلسات شبه يومية.

حينها أوصى الأطباء بضرورة حصول محمد على متبرع، كي يتخلص من معاناته، يقول شقيقه علي العسيري “منذ اللحظة الأولى التي أخبرنا الأطباء باحتياج محمد لمتبرع لم أتردد للتقديم بالفحوصات للتبرع له وكان ذلك في شهر شوال”.

وأضاف “لم أكن الوحيد المتقدم بل تقدم معي 25 شخصاً، من بينهم إخوتي وأخواتي اللذين آثروا ولم يترددوا لحظة واحدة بالتقدم للتبرع”. وأكمل “قُبل من المتقدمين 5 أشخاص، لكن الأطباء أخبرونا بأفضلية أن يكون المتبرع قرابة دم من الدرجة الأولى، وقد أخذت الفحوصات وقتاً طويلاً، امتدت لـ4 أشهر، من شوال حتى شهر محرم، ثم جائني الرد بالموافقة وأنه يمكنني إكمال باقي التحاليل بعد شهر”.

وبعاطفة واضحة أكمل العسيري “بالطبع لم أتردد بل فرحت أن اسمي قد اُختير أول اسم، وتواصلوا معي”.

وعبّر عن اندهاشه وشكره لله من تزامن وقت العمليتين “الآن، يصادف نفس الشهر الذي تمت فيه زراعة الكلية الأولى، مارس 2005، وبعد 20 سنة بالضبط من المعاناة والألم، وفي التوقيت نفسه، تبرعت لأخي الأكبر محمد بكلية، وهاقد نجحت العملية، ونحن الآن بخير والحمد لله”.

يذكر أن علي غادر المستشفى بعد الانتهاء من التبرع، لكن محمد يحتاج إلى وقت حيث سيظل معزولًا سنة كاملة عن الناس حتى يتعود جسمه على العضو الجديد، وحماية له من انتقال الأمراض.

محمد العسيري المُتَبَرع له

 

علي العسيري المتبرع

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×