وفاء الصداقة ينقل كلْية فاطمة المرزوق إلى أحشاء صديقتها أسمهان

سيهات: ليلى العوامي
صداقة من طرف ثالث كتب لها النجاح، لتكون بمثابة طوق النجاة لأسمهان التي كانت بجاحة إلى التبرع بكلى، فرزقها الله بصديقة صديقتها فاطمة شكري المرزوق.
تفاصيل هذه القصة الإنسانية روتها فاطمة ابنة مدينة سيهات والموظفة بإحدى شركات التأمين لصبرة فقالت “أسمهان لا علاقة لي بها، عرفتها منذ أقل من عامين، هي صديقة صديقتي، ولا أعرفها شخصياً، ليس بيننا أي تواصل، كنت أسمع عنها أنها متعبة، لكنني لا أعرف التفاصيل، وفي هذه الفترة التي قررت فيها التبرع أصبحت صديقتي.”
الرغبة الإنسانية
وأضافت “رغبة التبرع كانت لديَّ منذ أن كنت صغيرة، وما أن نزلت البطاقة في توكلنا قمت بإصدارها، الآن لدي بطاقة التبرع بالأعضاء، و أشعر بأن التبرع هو عمل إنساني لا مكان له ولا حدود، لهذا سجلت للتبرع بعد الوفاة”.
وتابعت “علمت من صديقتي أن أسمهان بحاجة إلى التبرع بكلى، أخذت بياناتها و بلا تفكير ذهبت وسجلت بياناتي في مستشفى الملك فهد، كنت حينما أذهب للشركة التي أعمل بها أستأذن ساعتين تقريباً لعمل الفحوصات، ثم أعود إلى الدوام دون أن يشعر أحد من أهلي ماذا أفعل”.
وأضافت “أول خطوة بدأت في 2023م، وكان بيني وبين اسمهان تواصل وأصبحت صديقتي وتزورني، وأول مرة ذهبت إلى المستشفى كنت أمر على عدة لجان، وفي إحدى اللجان أخبرتهم أنه لا قدر الله لو لم يتم التوافق بين أنسجتي وأنسجتها لا مانع لدي أن أتبرع لشخص آخر، ولكن بشرط وجود بديل متبرع لأسمهان يسمونه في المستشفى التبرع البديل”.
الإخبار الصعب السهل
وقالت فاطمة “بعد انتهاء الإجراءات طُلِب مني موافقة ولي الأمر، هنا جاء دور اخبار والداي بداية اعتذرت لهم لأنني لم أخبرهم منذ البداية، وأخبرتهم عذري بأني أحببت أن أتأكد من رغبتي هل فعلاً أنا أريد أو هو هذا مجرد توهم، وحينما جاء القرار وتأكدت منه الحمد لله، نويتها وأهلي لم يرفضوا لكنهم كانوا متخوفين، وهذا أمر طبيعي، وسبحان الله كلما طالت المدة ظنوا بأنني سأغير رأيي لكنني رأيت أنه كلما زادت المدة كلما زاد تمسكي في موضوع التبرع”.
مرحلة العملية
وحول مرحلة العملة أوضحت فاطمة “كنت في إجازة من الدوام في شهر يناير 2025م، وانتهت وعدتُ إلى عملي بداية شهر فبراير، فكانت المفاجئة الجميلة للعائلة اتصال من المستشفى “تعالي فلديك موعد مع طبيب التخدير”.
اليوم المحتمل
وتابعت “يوم 4 فبراير كان لدي موعد مع طبيب التخدير، ذهبت إلى موعدي فأخبروني أن العملية ستكون قبل رمضان، ويوم العملية كنت أشعر وكأنني بخطوات أمشي إلى الجنة، صعب الشرح ولا أريد أن أبالغ، لا يوجد ما يصف شعوري، بداخلي شيء مطمئن ولا وجود لأي خوف”.
واستطردت “دخلت أسمهان المستشفى الجمعة، وأنا يوم الاثنين 3 مارس، والعملية كان موعدها يوم 4 مارس الثلاثاء، ولكنها تأجلت إلى الأربعاء بسبب ارتفاع ضغط أسمهان”
يوم الإنجاز
وأكملت “الساعة 9 صباح يوم الأربعاء، توجهنا إلى غرفة العمليات، كانت أختي معي يوم العملية وكانت تسألني “فطوم خائفة ؟” اسمعيني قانونياً حتى وأنت في غرفة العلميات لك الحق أن ترفضي، فهو حق من حقوق المريض، أخبرتها لم أصل إلى هنا حتى أرجع، أنا هنا لأكمل رسالتي، فأنا أريد رضا الله، وما أقدمت على شيء إلا لوجه الله”.
وأضافت “انتهى كل شيء وأنا الآن سعيدة، لأنني توكلت على الله ورضيته، وأنقدت حياة هذه الإنسانة لوجه الله”.
من جانبها قالت والدة فاطمة “كنت خائفة عليها، ولكن حينما فكرت في الموضوع حمدت الله طالما أنه رغبة من نفسها، كنا متوقعين أن يكون طالما أن لديها بطاقة تبرع الأعضاء بعد عمر طويل، فما صدر منها الآن متوقع، والحمد لله على هذه النعمة”.