قلعة تاروت 4 … جولة المسار السياحي تتصدر المشهد من حمام تاروت إلى بيت السني

القطيف: ليلى العوامي
رافقت صبرة جولة المسار السياحي، ضمن فعاليات مبادرة قلعة تاروت في نسختها الرابعة، لترصد العمارة التقليدية، وتاريخها الذي يرويه إسماعيل هجلس، والشيف عون المختار، والمرشدة السياحية ضحى العنكي.
حمام تاروت
بدأت الجولة من حمام تاروت، وله عدة أسماء من بينها حمام تاروت، حمام عين تاروت، حمام المسجد، حمام السوق، حمام الباشا.
من جانبها قالت ضحى العنكي “هنا موقع حمام تاروت المشهور، ويسمى بحمام الباشا نظراً لأن “البشاوات” كانوا يستحمون فيه، وحالياً تقوم هيئة التراث بإعادة تهيئة وصيانة الموقع، وقديماً كان الغواصون يستحمون فيه ويستجمون، بعد رحلة شاقة في الغوص والبحث واستخراج اللؤلؤ، كيث كانوا يعالجون جلودهم بالمياه الكبريتية وسط السمك الصغير “الحراسين”.
بوابة “دروزة” الديرة
وذكرت المرشدة السياحية ضحى العنكي أن حي الديرة له عدة بوابات، وتُقفَل عند الغروب وتفتح عند الفجر، وأشارت إلى عين يطلق عليها أحياناً هرهر، وسميت بذلك لأنها كانت تهر الماء بقوة.
بناء القصر
تضيف العنكي “بني قصر تاروت على تل مرتفع، وله 4 أبراج، سقط واحد وأصبح الآن فقط 3، ويعتقد أن قلعة تاروت عمرها تجاوز 800 سنة، ولها تاريخ آخر أسفل القلعة، وهو أساس القلعة، مبني على معبد إله عشتروت الذي بناه الفينيقيون قبل 5000 آلاف عام قبل الميلاد، ومن الملاحظ في جزيرة تاروت تعدد المساجد المتقاربة جغرافياً، وأوضحت كذلك أن جزيرة غنية بالعيون الجوفية، وخصوبة أرضها، وغناها بالزراعة والنخيل، وتعتبر محط أنظار للناس والزوار والباحثين.”
عين العوينة
من جهة أخرى قالت صباح المصلي من سكان حي الديرة “عين العوينة هي أحد عيون القلعة، وعين العودة فيها مجري الأرملي يذهب لحمام الرجال “حمام الباشا”، وآخر يخرج من العين للحلقوم ومن الحلقوم يخرج ساب كبير ينزل في الطرفاية، وهي عين يستحمون فيها النساء ويغسلون ملابسهم وأوانيهم، ويخرج منها ماء للبستان، ومقابل القلعة هناك عين تسمى العوينه محاطة بجانب عين هرهر، محاطة بالحجر، وكانوا يستخدمونها للاستحمام والغسيل، قلَّ فيها الماء وتركت، وأيام الحج استخدمت لرمي الدوخلة”.
وأضافت المصلي “سمادها من روث الحيوانات، ويزرعون فيها البذور المتوفرة كالشعير والعدس، وتسقى كل يوم حتى عيد الأضحى وبعد الغذاء يأخدون الدوخلة، ويرمونها في عين العوينه، وهذه العوينه كان بجانبها البستان يأتي الجميع لبيع الخضار وهو عامر، والبلدية أول تأسيسها كانت بالقرب من خزان تاروت، وكان يوزع منه الماء ويصل جريان ماء العين إلى القساطين والحوامي وجزيرة دارين”.
بيت الجشي
وحول بيت الجشي قالت العنكي “يعرف أيضًا ببيت آل الجشي، وهو منزل تاريخي في حي الديرة، ومطل على قلعة تاروت، ومعمارياً تميز البيت بقوة أساساته، وتصميمه المعماري التقليدي الجميل، ويتميز البيت بفراغته المعمارية، وزخارفه المتنوعة، بما في ذلك النقوش الكتابية كالآيات القرآنية، والزخارف النباتية، والهندسية، بالإضافة إلى أشكال مرشات ماء الورد والمباخر”.
وأضافت “توجد في البيت العديد من الأقواس التي تعكس جمالية البناء في تلك الفترة، ويلاحظ أن الدور الأرضي بدون نوافذ واكتفى بفتحات بارتفاع 3،70م، وذلك لعدة أسباب، حفاظاً على قوة أساسته، وأيضاً حفاظاً على خصوصية أهل البيت، وأساس المنزل بني بشكل كبير، فالمعماري القطيفي كان يبني المنزل بسمك حفاظاً على بقاء البيت لفترة أطول، ويرجح أن عمر المنزل 150 سنة تقريباً.”
ساباط بيت حماد
وأوضحت “بنيت غرف متصلة تبدأ من الطابق الأول، بين منزلين لجارين، ومنها تكون السَّابَاط أو الصاباط، وهو ممر عام يسلكه الناس يقع بين منزلين مغطى سقفه بالخشب أو بجذوع النخل، وفكرة الساباط يبنيها أحد الجيران مستخدماً جدار جاره ويسمى كتف البيت، من أجل التوسعة و إضافة غرف علوية، وقد يكون السبب تزويج الأبناء ويكون الاتفاق بينهما على البناء “كتف بكتف”، ويتميز بعض الصوابيط بارتفاع الأسقف وذلك لسهولة مرور الدواب وسهولة التنقل ونقل البضائع، وأيضاً وطلباً للظل والتغلب على حرارة الشمس.
بيت السني
وصلت الجولة إلى بيت السني، وأوضحت العنكي أن هذا البيت عمره التقديري 450 سنة، ومن بوابته تعرف قصة أهله بأنهم من العوائل الميسورة، وكما سمعنا أن جدهم كان طواش أي تاجر في بيع وشراء اللؤلؤ، ومن الملاحظ أن البيت أقل من مستوى الأرض بمتر تقريباً، ومن محتويات البيت المعمارية الحوي (بطن البيت أو الفناء) وهو مفتوح على السماء وتسمى الشمسة أو الشمسية، وهي خاصة لأهل المنزل، ويحتوي البيت على أقواس متنوعة فريدة قد لا نجد هذا التنوع في البيوت الأخرى، ولها مسميات محلية وقد تتشابه مع مناطق أخرى مثل “القمري” يسمى بالقطيفي الگمري واللوزي (المدبب)، ويشبه قمة ثمرة اللوزة المعروفة بالقطيف، وحدوة الحصان والمفصص الثلاثي، الحوي عادة يحتوي على الخدمات مثل المطبخ والدهليز والمربعة والبئر، ومع مرور السنوات وتطورها تحول جزء من المطبخ إلى بركة سباحة كنوع من الرفاهية.
بئر الخير
أما البئر فهو موجود بالقرب من مدخل البيت، وبعيد عن مصارف المياه كالأدب، والمعماري صمم البئر ليطل على الفنائين أي من الجهتين، ليسهل استخدامه للأسر وبعض الجيران، ومن الجميل أن باب البيت يبقى مفتوحاً طوال النهار، لمن يريد الماء فكانت النساء تأتي بدون استئذان، وهو صورة من صور التكاتف الاجتماعي، وبني البيت من حجر الفروش مثل بيوت القطيف بشكل عام، يُجلب من البحر ونلاحظ وجود الأصداف فيه، ويتميز بامتصاص الرطوبة في الليل وتخرج في النهار.
وأضافت العنكي، أن المنزل يحتوي على أسقف من البامبو، ويسمى محلياً الباسجيل، ويجلب من شرق آسيا، وحصير البارية أعواد القصب، تجلب من جنوب العراق مناسبة لطبيعة البيئة في المنطقة، وتتحمل الرطوبة والحرارة، تميز البيت بتعدد طوابقه ووجود الخلوة والنقوش الخشبية والجصية، والسطح يكون فيه جزء يسمى الخلوة وتتميز الخلوة بالزخارف.
مادة الجص
وأشارت إلى أن الجص المتميز يكون أبيض، ويستخرج من البحر فيحرق ويستخرج منه بعض المواد غير المناسبة، كما يستخدم للبناء والتلييس وصناعة الزخارف الجصية.
وتابعت “من الملفت للنظر أن بيت السني يعتبر أقل البيوت انخفاضاً في الديرة، وبسبب نزوله تدخله المياه والأمطار، لهذا يتميز المنزل بوجود معالجة لهذه الأمطار بوحود بوابتين، بوابة أولى وهي مدخل للمياه مطلة على الديرة، وبوابة خروج المياه جهة البستان المطلة على القلعة مباشرة، ويخرج الماء من جهة القلعة،.