في انتظار المهدي..!

حبيب محمود
بين آونةٍ وأخرى تخطر بي تلك الفكرة البسيطة التي ربّتنا عليها أمّهاتنا صغاراً، فكرة “المهدي المنتظر”، بحلّتها “الانتظارية” اليوتيبية، اليوتيبيا المجرّدة من سائر الادّعاءات الماضية والآنية.. والمتوقعة..!
فكرة أمي، وأمّها، وجدّتها، فكرة أن الأرض مملوءةٌ ظلماً وجوراً، بالمعنى الحرفيّ الذي لا يمكن تحسينه بوفرة رجال الدين وتزاحم العمائم، وانتشار كتب الهرج والمرج.
فكرةٌ لا يمكن ربطها بـ “جمهورية” ولا تكتّل سياسيّ يقارعُ تكتُّلاً مقابلاً أو مُضادّاً، فكرة بسيطة جداً، ومثالية حدّ الفرح بـ “القسط والعدل” المُنتظَر في الغيب الذي قيل لنا ـ صغاراً ـ إنه سوف يأتي، ولكننا لن نُدركه. ربما أحفادُ أحفادنا يفعلون.
فكرة تتعقّد بتشابك الواقع، وتنتهي إلى ألا مكان لقادمٍ مُحرر مُنقذ، إلا في يوتيبيا الأفكار المحال، المحال الذي يسودُّ فيه كلُّ شيءٍ، وتضطرُّ فيه العواطف والأمنيات إلى الانكفاء والتراجع نحو الذات/ الداخل.
فكرة لا يلوّثها “مطوع” شرقي بمتونٍ واهية من كتبٍ محجوزة فئوياً، فكرة لا يروّجها سياسيّ غربيّ بسادية ماسونيةٍ على وشك أن تغرق في نهر الأردنّ تهليلاً بعودة السيد المسيح.
حقيقةً؛ لا أعرف ما الفكرة، ولا ماهيّتها، ولا صحة رواتِها المتهافتين على صراع سيناريو بزوغها، إنها مجرد فكرة، تتعقّد ـ رغم بساطتها ـ في جوهر الشعور بالظلم الأسود والأمل الباقي.. كلاهما في آنٍ معاً.
ومع فكرة “انتظار المهدي” فكرة أخرى ترافقها ملازمة لها.. بسيطة جدا: طالما “تنتظرون المهدي” فكثير ستفوح رائحتهم، ويتبين معدنهم الحقيقي، بعد أن حاولوا مرارا التخفي مع “منتظري المهدي” ليحرفوا عقائدهم أو سلوكياتهم، وهم تركوا المهدي منذ سنين.. أجل، سيظهر على فلتات ألسنتهم وتعابير أوجههم أنهم لا يؤمنون بالمهدي أصلا، وأنهم كانوا يتخذون اسم مذهب “المهدي” ستارا للنطق باسم من لا يستطيع النطق، ولضرب “جهة” أو “جمهورية” أو “رجال الدين”.. كله باسم “مذهب المهدي”..
ولله الحمد على التحميص والفتن.. اللهم عجل لوليك الفرج
الامهات لم تقل عن الأمام المهدي (ع) من تلقاء نفسها بل من مصادر من العلماء والعلماء جاءة بذالك من الرويات عن النبي واله (ص) وكل علماء المسلمين متفقين على خروج رجل اسمه وكنينته مثل اسم وكنية النبي (ص) لكن اختلفوا بان بعض المذاهب تقول انه لم يولد او يولد في اخر الزمان ؛ المهم هنا استاذا الكريم سالفة اته يملىء الأرض قسط عدل ؛؛؛ هل هو دليل على فساد اهل الارض ام لا !
قول امير المؤمنين (ع) ابلغ عن فساد الامم كما تفسد الفواكه والخضراوات والاطعمة بعد فترة او نتيجة سوء التخزين ؛ و سنة الحياة أن دوام الحال من المحال وكل شيء يخرب ويفسد ويحتاج إصلاح وعناية مثل السيارة والبيت والمزرعة والشوارع وليست فقط الامم !
اخيرا ؛ في سورة يس (ياسين)
(ومن نعمره ننكسه في الخلق)
هذا الآية تدل على أن الانسان بعد طول العمر يضعف جسمه وعقله (غالبا) وقد يعتبر او يعني ذالك هو الفساد مثله مثل الوهن او الضعف ؛ لكن التفسير الآخر للاية هو أن كل من في الارض كلما طال عليهم الزمن والعمل كلما ضعفوا ؛ فتجد قوة للانسان قبل ألف سنة اكبر من ماهو الآن (كمثال) وعمره من قبل أطول وقدرته على المشي والعمل اعلى
والقاعدة (التي يعرفها القليل من الناس) هو أن كلما أعتمد الانسان على الماديات مثل السيارات والاجهزة الالكترونية (الغير مخلوقة) كلما ضعفة قدرته ؛ يعني الاعتماد على الذكاء الاصطناعي المطلق (مثلا) هو مرحلة تدمير عقل الانسان وليس المسلمين فقط بل كل البشر لإنه بداية نشر الجهل ؛ ولكن المسلمين العقلاء قد يتفادون ذالك ببركة كتاب الله والنبي واله (ص) ؛
والاطباء يعرفون أن كل شيء في الجسم إذا لم يعمل او لم يتم تحريكه يفسد ويضعف مثل عدم المشي !
تحياتي لك وللجميع !