غزة: الجرح الذي علّم القمر البقاء

نازك الخنيزي

إهداء
إلى غزة، التي تلد الشمس من جرح القيود،
إلى قلوب تحمل الوطن كطفل في الحنايا،
إلى من يكتبون الحياة بدمع الياسمين،
هذه الكلمات تنصت لصوت الأرض التي تئن وتقاوم.

1. شرفة الوجع المقاوم

تطل غزة من علُو الخريب،
كسجل مكتوب بدمع الأنبياء،
تحتضن الغمام بأصابع مجرحة،
وتسقط كالنجم في كف البحر…
لا تغرق.

هي الوجود الذي ينهض من جبين الرماد،
مدينة تحمل اسمها:
«غ ز ز ة»
حرفان للحروق… وثلاثة للنور.

2. درب الأحلام المثقب

هنا،
حيث يمشي الأطفال على جمر الحجارة،
يرسمون العصفور على جدران المستشفى،
ويرفضون أن تغمض العيون.

الرصيف يراوح بين دم ودرس،
والكتاب…
لا يزال مفتوحًا على صفحة الأمل،
يصرخ:
«ماذا تعني الحروب؟
نحن نحفظ القصائد قبل السلاح!».

3. لغز الخلود

كيف للأرض أن تموت؟
وهي تلد من جرحها:
زيتونة… اسمًا… قصة؟
كيف للنافذة أن تغلق؟
وقد صارت جناحًا لطائر
يحمل القمر إلى الجيل الجديد؟

في غزة،
حتى الحجارة تروي الحكايات،
والشهب تسقط لتنبت سؤالًا:
«من سيروي هذا الوجع الجميل؟».

4. انتحار اليأس على أعطابها

يأتي اليأس إلى غزة…
فترفضه.
تقول له:
«لا مكان للقبر في أرض تنجب الحياة مرتين:
موتى يمشون…
وأحياء يولدون الأبديات!».

5. الخاتمة: غزة تضحك

ستضحك غزة في الورى الأخير،
حين تسألها الأرض:
«كيف صرتِ؟».
ستمط ثوبها الممزق،
وتقول:
«رأيتني؟
أنا الجرح الذي علم القمر البقاء!».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×