المهاد يقرر.. لماذا نعي بعض الأشياء ونتجاهل أخرى؟ منطقة في أعماق الدماغ مسؤولة عن تبعيض الإدراك الواعي بمثيرات خارجية دون مثيرات أخرى

ترجمة عدنان أحمد الحاجي
علق على الموضوع: أ. د. سعيد بوحليقة، البرفسور في جامعة الفيصل، واستشاري المخ والأعصاب في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث والفائز بجائزة الملك سلمان لأبحاث الإعاقة.
التعليق
الموضوع غني بالمعلومات، وخاصه عن منطقه المهاد واختيارها لمؤثرات خارجيه محددة ومميزة. منطقة المهاد عبارة عن عشرات المحطات التي لا تستقبل الإشارات من الدماغ فحسب، بل تعمل على اللغة والذاكرة والإدراك وكذلك الوعي (وهي أكثر المناطق تعقيدًا).
الموضوع المترجم
لاحظ باحثو علم الأعصاب لأول مرة كيف تُنشط مناطق في عمق الدماغ عندما يصبح الدماغ على دراية بأفكاره، والمعروفة باسم الإدراك (الإحساس) الواعي (1).
يُمطر الدماغ (2) باستمرار بمثيرات (معلومات حسية خارجية) بصرية وسمعية وغيرها من المثيرات، لكن الناس لا يدركون حسيًا دائمًا إلّا بالنزر اليسير مما حولهم – طعم الشوكولاتة أو صوت كلام شخص في الجوار، على سبيل المثال. لقد عرف الباحثون منذ فترة طويلة أن الطبقة الخارجية للدماغ، التي تسمى بالقشرة الدماغية، تلعب دورًا جزئيًا في الإحساس الواعي المقتصر على الإحساس المحدود ببعض الأفكار دون غيرها [الفكر الواعي هو المكان الذي يجمع فيه العقل اللاواعي (العقل الباطن) الأفكار حتى يتوصل إلى استنتاجات جديدة حول أفضل السبل للتصرف بمقتضاها، أو التي ينبغي متابعتها أو تجنبها (3)].
إيضاح مدى تورط مناطق في عمق الدماغ في عملية الإدراك الواعي تعتبر عملية صعبة وذلك لعدم إمكانية الوصول إليها إلا بجراحة باضعة. تصميم تجارب لاختبار المفهوم في الحيوانات أمر صعب أيضًا. يقول الباحثون إن دراسة هذه المناطق من شأنها أن تسمح للباحثين بتوسيع نظريات الوعي التي طرحوها إلى ما وراء التلفيف (الغلاف) الخارجي. (سحايا) الدماغ.
يقول لياد مُدرك Liad Mudrik ، باحث في علم الأعصاب: “لقد أثار مجال دراسات الوعي الكثير من الانتقادات والريب لأن هذه ظاهرة يصعب دراستها” (4). لكن الباحثون لا يزالون يستخدمون بشكل متزايد أساليب منهجية وصارمة لدراسة الوعي (5).
مدرك أم ليس مدركًا
في دراسة نشرت في مجلة العلوم (6) في 3 أبريل 2025، ركز مينغشا تشانغ Mingsha Zhang، باحث علم الأعصاب في جامعة بكين للمعلمين، على منطقة المهاد في الدماغ. هذه المنطقة الواقعة في وسط الدماغ منخرطة في معالجة المعلومات الحسية والذاكرة العاملة، ويعتقد أن لها دور في الإدراك الواعي.
كان المشاركون يخضعون حينها لعلاج صداع حاد ومزمن (شقيقة) (7)، حيث زُرعت أقطاب رقيقة في عمق أدمغتهم. هذه الأقطاب مكنت تشانغ وزملاؤه بدراسة إشارات أدمغتهم وقياس الوعي المدرك (8).
طُلب من المشاركين تحريك أعينهم بطريقة معينة بناءً على ما إذا كانوا قد لاحظوا أيقونة تضيء على شاشة موضوعة أمامهم. صممت الأيقونة بحيث يكون المشاركون على دراية بظهورها على الشاشة فقط في حوالي نصف الفترة وغيابها في باقي الفترة.
خلال عملهم على المهام الموكلة إليهم، سجل الباحثون النشاط العصبي في مناطق متعددة من أدمغة المشاركين، بما فيها منطقتي المهاد والقشرة الدماغية. هذه هي المرة الأولى التي تُجرى فيها مثل هذه التسجيلات المتزامنة في الذين يقومون بمهمة ذات صلة بعلم الوعي، كما يقول كريستوفر وايت، باحث علم الأعصاب في جامعة سيدني في أستراليا. يقول إن الدراسة “رائعة جدًا،” لأنها مكنت الفريق من النظر في مدى تباين توقيت النشاط العصبي في مناطق مختلفة من الدماغ.
ضابط أي الأفكار تصل إلى الدراية
نشاط منطقة المهاد وقشرة الفص ما قبل الجبهي في أدمغة المشاركين عندما كانوا على دراية بظهور الأيقونة على الشاشة كان نشاطًا مختلفًا بشكل ملحوظ عن النشاط عندما لم يكونوا على دراية بظهورها. النشاط عندما كانوا على دراية بظهور الأيقونة في وقت سابق ظهر أبكر وكان أقوى في بعض أقسام منطقة المهاد أكثر من ظهوره في بعض أقسام قشرة الفص ما قبل الجبهي، ويبدو أنه منسق زمانيًا في المنطقتين. هذا يوحي بأن منطقة المهاد تعمل كمرشح (فلتر) وضابط لأي الأفكار تنفذ من خلالها وتصل إلى الدراية وأيها لا تنفذ منها، بحسب ماك شاين Mac Shine، باحث في أنظمة علم الأعصاب (9) في جامعة سيدني.
الدراسات السابقة على الحيوانات تدعم هذه النتائج. في ورقة صدرت عام 2020، استخدم الباحثون مغناطيس لتحريك بعض شعيرات شنب فأر بما يكفي حتى تشعر وتلعق من بزباز ماء. وجد الباحثون أن الخلايا الموجودة في القشرة الدماغية التي نُشطت عندما لاحظت الفئران أن حركة شعيرة من شنبها وصل تأثيرها إلى مناطق الدماغ العميقة، بما فيها منطقة المهاد.
“هذه الدراسة الأخيرة تعتبر من أكثر الدراسات التي تناولت بتوسع دور منطقة المهاد في الوعي،” بحسب مودريك. ولكن لا يزال هناك سؤال حول ما إذا كان الحدث له علاقة بإثارة النشاط العصبي المرتبط بالإحساس الواعي، أو فقط لفت الانتباه إلى مثير خارجي، ولم ينطو بالضرورة على إحساس واعٍ به.
يخطط تشانغ لإجراء المزيد من التجارب على أشخاص ودراسة نشاط الدماغ بالتفصيل في قرود المكاك.
ـــــــــــــــــــــ
مصادر من داخل وخارج النص
1- “العملية الإدراكية the perceptual process: الإدراك هو عملية اختيار المعلومات وتصنيفها وتفسيرها. تتضمن هذه العملية الإحساس أو إدراك المثيرات الحسية المختارة التي تمر عبر مرشحاتنا الإدراكية [عندما نتلقى معلومات جديدة، نصنفها ونفسرها بناءً على تجاربنا وخبراتنا السابقة وكذلك من خلال معاييرنا الثقافية. تساعدنا المرشحات الإدراكية على فهم المعلومات الجديدة والحد من القلق في حالة كون مصادرها مجهولة].” تر-مناه من نص ورد على هذا العنوان:
2- https://www.nature.com/articles/d41586-024-03116-8
3- https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC3724120/
4- https://www.nature.com/articles/d41586-024-00107-7
5- https://www.nature.com/articles/d41586-019-02207-1
6-https://www.nature.com/articles/d41586-025-01021-2
7- https://www.nature.com/articles/d41586-025-00456-x
8- “الوعي المدرك conscious awareness وهو الفهم المدرك لأحاسيس الفرد وانفعالاته وأفكاره وعلاقاته بالآخرين، مما يؤدي إلى احساس واضح بالذات والقدرة على استبطان الحالات والسلوكيات.” ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:
https://www.sciencedirect.com/topics/computer-science/conscious-awareness
9- https://ar.wikipedia.org/wiki/أنظمة_العلوم_العصبية
المصدر الرئيس
https://www.scientificamerican.com/article/brain-structure-that-filters-consciousness-identified/
خلينا نغتنم طرح هذا الموضوع المهم لنا وخاصة للطلاب ؛ ونتكلم عن مايهم قوة التركيز والانتباه وماذكر عن النبي (ص) انه قال (في معنى الحديث) ثلاثة أمور تسبب النسيان اكل التفاح الحامض (ممكن الاخضر) ؛ وقراءة اسماء الاموات (ممكن التي في القبور وليست التي في الاخبار ) ؛ والثالث (لا اذكر بالضبط) ولكن قد يكون تناول الجبن بكثرة ولكن في رواية اخرى الأكثر من تناول السمك يعني أنك تتناول السمك في غالبية ايام الأسبوع في الغداء !
ولكن هناك ذكر يقوي الذاكرة والحفظ وقوة التركيز وهي دعاء صغير من اسماء الله (ياراشد يافاطر ؛ ياصبور ياشكور) واهمها ياراشد ؛ و يافاطر وهي مختصرة لما في بعض السور وان كانت لا تغني عن السور كسورة ياسين ! والتي تكرر فيها أسم من اسماء الله وهو المبين وهو من الأسماء التي تهم المعلمين والمتعلمين !
من جهة أخرى كل العصيرات والاطعمة التي مسجل عليها تحذير هذا المنتج قد يسبب ضعف التركيز لدى الاطفال هو حتى للكبار يؤدي لكثرة النسيان وضعف التركيز ؛
أما الاطعمة التي تغدي الذاكرة فنتمى من هيئة الغداء والدواء ذكرها او على الأقل من الدكتور محمد المحروس ولكن بشرح يفهمه المتعلم والغير متعلم !