رقية الحصار.. انتظرت 7 سنوات وجاءتها “كُلية” من صديق أبيها

القطيف: ليلى العوامي
ودعت الطفلة رقية فاضل الحصَّار، الغسيل الكلوي بعد معاناة ما يقرب من 7 سنوات منذ أن كان عمرها 4 أشهر، بعد أن تبرع لها صديق والدها علي حسن آل شيف بكليته.
روت القصة والدتها وديعة إبراهيم الحصار، التي كانت تلازمها في مواعيدها وعاشت معها كل تفاصيل الحقيقة والحلم، وقالت لـ صبرة “إذا أراد الله شيئاً إنما يقول له كن فيكون، لم نتصور أن يكون صديق زوجي هو المنقذ لرقية بعد الله، جمعتهما الصداقة والقرابة 15 عاماً ليكون هو المتبرع لطفلتي البطلة، إنها الإرادة والمشيئة”.
وأضافت “قرأ علي آل شيف قبل 3 أشهر خبر التبرع لرقية وهو في طريقه إلى العاصمة الرياض، فتح جواله فوقعت عيناه على خبر لرقية في صحيفتكم، وفي البداية ظنَّ أنه تبرع بالدم وما أن قرأ الخبر جيداً حتى فهم بأنه تبرع بالكلى، استشار أخوته فقالوا له ما دام أنه عمل لوجه الله تعالى وإنقاد إنسان من ألم تبرع ونحن معك نشجعك.”
وتابعت “اتصل بزوجي وقال له يا فاضل أريد أن أنهي معاناة رقية من هذا الألم، وسأتبرع لها، تعجب زوجي فسأله مرة أخرى هل أنت واثق من رغبتك في التبرع؟، فقال نعم، رقية ابنتي، فأخبره زوجي بأن يتصل بي لأن كل التفاصيل لدي”.
بداية الأمل
وأكملت “اتصل بي وقال لي أم رقية أريد التبرع لرقية، ففصيلة دمها مثلي B+، وفي لحظة صمت بكيت وشعرتُ بجسمي يهتز وأطرافي تهتز، وانتابني شعور غريب وكأن هناك صوت يقول لي آن لرقية أن تعيش حياتها كباقي الأطفال، وتنسى طريق المستشفيات، ومعاناة الإبر، ورائحة الأدوية، عدتُ بعد غيبوبة صمت دامت لثواني مرَّ شريط الألم بسرعة ليصنع هذا الرجل لنا أياماً جميلة”.
القرار الأكيد
واستطردت “ذهب علي حسن إلى المستشفى فطلبوا منه ترك التدخين وإنزال وزنه، ولأن لديه رغبة في التبرع ذهب إلى الصالة الرياضية لإنزال وزنه، وترك التدخين من أجل رقية، تعجب الأطباء من قوة عزيمته، فقد نزل وزنه أكثر مما كان مطلوب منه، وفي شهر رجب ذهب إلى المستشفى لإجراء الفحوصات فأخبروه بأن الفحوصات قد تطيل قليلاً، وقبل نهاية شهر شعبان طلبوا منه تحاليل خاصة بالأنسجة، وفعلاً بعد أيام ظهرت النتيجة”.
البِشارة
وقالت “في اليوم الأول من شهر رمضان اتصل بزوجي وقال له لقد تطابقت أنسجة رقية مع أنسجتي، والعملية ستكون في 7 رمضان، وحينها شعرنا بأن علي كان متعجلاً ولا نعلم لماذا، لكنه أجاب على التساؤل بدون أن نطلب (أنا لا أريد أن تتعب رقية زيادة من غسيل الكلى)”.
وأضافت “للأسف رقية مرت بحالة ربو أدت إلى تأجيل العملية حتى 10 شوال، وفي أول يوم دراسي الأحد 8 شوال، تم إدخالنا المستشفى أنا ورقية، وعلي دخل يوم الإثنين 9 شوال، وشعوري كان لا يوصف وكأنني ذاهبة إلى المستشفى لألد رقية، وفي يوم العلمية كانت زوجته معي خائفة عليه وعلى ابنتي وكان زوجي معه وهو أيضا كان خائف على صديقه وعلى ابنته، ولكن علي كان خوفه كبير على رقية أكثر من نفسه”.
اللحظة المرتقبة
وتابعت “تجهزت رقية للعملية وطلبوا مني أن أدخل لها إلى غرفة العمليات، حتى تطمئن، دخلت إليها وبعد دقائق قالوا لي أن هناك شخصاً يريد الدخول، وإذا به “علي” جاء لرؤية رقية ليستمد منها القوة، وحتى تهدأ نفسه، فقد شعر بالخوف وهذا طبيعي، وبسبب هذ الشعور طلب رؤيتها، ليرى فيها الإصرار والعزيمة فكيف لا أكون قوي وهي من كانت بطلة لسبع سنوات.”
يسار الطفله والدها فاضل الحصَّار ويمينها علي آل شيف المتبرع
الطفلة البطلة
وأكملت “دخلا إلى العمليات وبعد ست ساعات انتهت العملية، وطوال الوقت كنت أفكر كيف جاء هذا المتبرع وكيف وافقنا وجعلناه يتألم، وكانت إفاقته قبل رقية من العملية وما إن خرجت رقية حتى بكيت وقلت لقد ولدت من جديد، بكيت من الألم ومن الفرح، نسيت فيها سنوات التمريض، سأحول مسح سنوات الألم التي عاشتها رقية إن استطعت، وإن لم أستطع ستكون قصة خالدة لبطلتي الصغيرة تتذكرها لأولادها بإذن الله”.
وتابعت والدتها “صحتها ممتازة ولله الحمد، بقيت في العناية لمدة سبعة أيامٍ، بدت ملاكاً جميلاً ينام بصحة ويستيقظ بصحة وعافية، بفضل الله ثم هذا الرجل العظيم، بدأت تقوى ويزداد جمالها، وحينما لاحظت تغير بشرتها وجفافها سألت الطبيب فضحك قائلاً لأنك لم يكن أمامك إلا طفلة شاحبة منتفخة الوجه من الألم الذي كانت تعيشه، واليوم أنت مع فتاة تعيش الصحة”
اقرأ أيضاً