قلب مفتوح 2] كفّارة إطعام 60 مسكيناً..!

حبيب محمود
بعد عودة ضغط الدم إلى مستوى آمن، واختفاء ألم الصدر، وعودة الشعور بالراحة؛ مددتُ يدي إلى جيبي.. أخرجتُ علبة السجائر، ومعها الولّاعة.. سلّمتهما للممرض، وقلت له: تخلّص منهما في سلة المهملات..!
ثمّ قلت: لله عليّ عهدٌ ألّا أدخّن بعد اليوم…!
حدث ذلك، في غرفة طوارئ مستشفى الزهراء، في اليوم الثاني من يناير الماضي. وبعد أيام العناية المركزة، والتنويم، والعودة إلى المنزل، وبِدْء ترتيبات متابعة مشكلة الشريانين المنسدّين؛ ظهرت أعراض الانسحاب من التدخين. أن تقرّر التوقف عن التدخين بعد 39 سنة؛ فإن ذلك يعني أنك سوف تواجه أعراض انسحاب سيئة.. سيئة جداً.
وبيني وبين العودة إلى التدخين؛ معضلتان: إحداهما صحية لا يمكن التهاون معها، خاصة بعد تأكيد مشكلة الشريانين، وخطورة الوضع، وضرورة استعجال الحلّ، بقسطرة ووضع دعّامات، أو عملية قلب مفتوح.
العلاجات الدوائية الستة؛ كانت مؤقتة، لتسييل الدم وتنظيم ضربات القلب، وضبط ضغط الدم، وتخفيف الكوليسترول..!
المعضلة الثانية؛ التزام ذمّيٌّ في عهدٍ لله قطعتُه، وفي نكثه إثمٌ عظيمٌ، نسأل الله المغفرة. وفوق ذلك كفّارةٌ عظيمةٌ، تُضارع كفّارة الإفطار المتعمد بلا عذر في شهر رمضان. أي صيام شهرين، أو عتق رقبة، أو إطعام ستين مسكيناً..!
“فالآن من عذابك من يستنقذني..؟”.. هكذا تقول العبارة في الدعاء المعروف بـ “دعاء أبي حمزة الثمالي”.
(2)
للشيخ عبدالعظيم بن الحاج عبدالحميد الشيخ [آل طعان] مكانٌ ومكانةٌ في نفسي، منذ سنواتٍ طويلة. منذ سنواتِ المراهقة؛ حين كنّا نجلس إلى منبره ـ ظهر كلّ خميس ـ في منزل أحد شبّان القديح، منتصف الثمانينيات.
فوق ذلك؛ حضرتُ عنده درسين عَقديين، أواخر الثمانينيات. درس “أوائل المقالات” للشيخ المفيد، ودرس “العقائد” للشيخ محمد رضا المظفر. كان ذلك في شقته في القديح، برفقة صديقٍ قديم اسمه ناصر العوامي.
وعلى هذا؛ فإنني أعدّ الشيخ عبدالعظيم من أساتذتي عملياً، وأحفظ له هذا الفضل. وعلى الرغم من ضعف علاقاتي بالمشايخ وطلبة العلم؛ وعلى الرغم ـ أيضاً ـ من أنني أحسبه على المتحفّظين جداً؛ فإنني لجأتُ إليه ليساعدني في مأزق “العهد”..!
وقد سعى الشيخ ـ جزاه الله خيراً ـ إلى تهوين الأمر عليّ، فقال لي ما معناه: لعلك أطلقت العهد وأنت في حالة غضب.. أو لم تنطقه على الصيغة الشرعية الملزمة..!
إلا أن ظنّ الشيخ الحسن لم يكن في محله.. العهد صحيح، ومُلزم. أخبرتُ الشيخ بذلك، وأوضحتُ أنني أبحث عن حلّ لما بعد ذلك، وليس حلاً يساعدني على التملُّص. نحن نتعامل مع الخالق، لا مع مخلوق في غلَبة..!
جزاه الله خيراً وإحساناً.. فقد ساعدني على الحلّ. نسأل الله المغفرة والعافية.