في سيهات.. عمالة مخالفة تبيع وثائق لتعليم القطيف.. الكيلو بـ “نص اريال” "صُبرة" اشترت 17 ملفاً.. ومستعدة لتسليمها للجهة المعنية.. أو إتلافها

سيهات: معصومة المقرقش
اضطراراً لا خياراً؛ اشترت “صُبرة” 17 ملفاً تضمّ مئات الوثائق الرسمية المعروضة للبيع. اشتريناها بـ “ثمن بخس”.. ريالاتٍ معدوداتٍ، وتحديداً بـ 110 ريالات فقط، بعد مفاصلة مع عامل بنجلاديشي، في ساحة مفتوحة لبيع المخلفات، غرب مدينة سيهات..!
وثائق من كلّ نوع.. مكاتبات وخطابات.. شكاوى.. تحقيقات.. إنذارات.. صور سجلات صحية.. صور هويات وطنية.. بيانات معلمات.. أرقام جوالات.. وثائق لا يجوز إلا أن تُتلف.. أو تُحفظ في أرشيف محميٍّ من التطفل..!
للحفظ والحماية
هدف الشراء؛ هو التحفظ على الوثائق الرسمية، قبل أن يشتريها أحدٌ آخر ويستغلها استغلالاً غير مسموح به. وقد احتفظت بها الصحيفة في مقرها، من أجل تسليمها للجهة المعنية في حال أرادت استلامها، أو إتلافها في حال لم ترَ الجهة المعنية أهمية للموضوع.
لفت نظر معلمة مناوبة نسيت طالبة
الكيلو بنصف ريال
لكنّ الهدف الأوسع هو تعليق جرس إنذار لجميع الجهات المعنية؛ للانتباه إلى سوق سوداء غير مرئية تُباع فيها أكوام هائلة من الأوراق والوثائق والسجلات الأرشيفية، تخصّ أجهزة حكومية وأهلية وأفراداً، وقد حصلت عليها عمالة مخالفة بطريقة غير واضحة، وجعلت منها مادة خام تُباع بصرف النظر عن محتواها الذي يمكن أن يكون حساساً.. والكيلو بـ “نصف ريال”..!
وهذا التقرير الصحافي؛ هو جرس الإنذار، وهو رسالة “صُبرة” المفتوحة إلى كلّ جهةٍ تتخلص من أرشيفها الورقي، ووثائقها بطرق خارجة عن الطرق النظامية، وتعريض معلومات وبيانات كثير من الجهات والأفراد إلى الاستغلال غير المشروع.
شكوى مرشدة ضدّ حارس مدرسة
معلومات خاصة
أرقام هواتف محمولة، وأرقام هويات موظفين سعوديين، وصور شخصية، وهويات مصورة لمقيمين ومعلومات صحية أخرى، في ملفات كبيرة وأخرى أوراق متناثرة ألقيت في ذمة عمالة أجنبية لإعادة تدويرها في ساحة كراجٍ يعج بأنواع كبيرة ومختلفة من الورق، استسهلت أمر بيعها لأي زبون قادر على أن يدفع أي مبلغٍ من المال دون حسيب أو رقيب…!
ووسط كومة كبيرة في الكراج المخصص لإعادة تدوير الورق، عُرض صندوق ورقي “كرتون” وحيداً بين الملفات المتناثرة يضم عدداً كبيراً من الملفات السوداء الخاصة بإدارة تعليم المنطقة الشرقية، التي تحتوي على معلومات وقاعدة بيانات لمعلمات وإداريات في تعليم الشرقية من أرقام هواتف محمولة وأرقام هويات.
تكشف هذه الأوراق عن بيانات الأنشطة للتطوير المهني من 1410 حتى 1442 هـ
كما تكشف الأوراق عن أسماء معلمات ومشرفات بعضهنّ تقاعدنّ منذ فترة زمنية قصيرة، ومعروفات في الأوساط التعليمية والمجتمعية عرضت معلوماتهنّ وتوقيعاتهنّ لكل من أراد أن تسوّل له نفسه أن يستفيد منها بشكل أو بآخر.
محضر شكوى
وفي ملفٍ آخر، أكثر كثافة من الملفات الأخرى، عُنونت باسم “محضر شكوى” شكاوى سُجلت في مكتب تعليم محافظة القطيف ووقائع التي حدثت في عامي 1439- 1440 هـ، ورفعتها مديرات مدارس ومشرفات أمن وسلامة مدرسية في تلك الفترة الزمنية.
وكذلك شكاوى أولياء الأمور، بعضها سرية للغاية، وبعضها يتحدث عن سرقات تعرضت لها بعض المدارس، من أجهزة وغيرها، وأخرى تتعلق بحوادث تعرضت لها طالبات داخل مدارسهنّ.
كتب ومناهج
وفي الكومة الورقية لا تخلو من أوراق شخصية وأعمال فنية مدرسية، وأخرى كتب ممزقة وتالفة بشكلٍ كبير، ومناهج دراسية لم تمسها أيدي الطلاب من قبل لا تزال مغلفة بغلافها الشفاف، إضافة إلى أقراص مرنة لا تعلم لأي جهة تابعة لها.
ملفات صحية
وعلى الكومة الورقية، تناثرت بشكل لافت أوراق لشهادات فحص صحية لأحد المنشآت الصحية، وتحتوي صوراً شخصية للمراجعين والمراجعات، من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية، وكذلك لسعوديين.
كما تحتوي تلك الشهادة الصحية معلومات خاصة بالمراجع سواء كان ذكراً أو أنثى كاسمه الثلاثي، وجنسيته، وعمره، وجنسه، ورقم هويته وصورة منها، أو إقامته، ورقم هاتفه المحمول إلى جانب صورته الشخصية وجهة العمل التابع لها.
لا جدال في البيع
ولأن الغرض الأساسي من هذا الكراج الواقع في مدينة سيهات هو ضغط المخلفات الورقية بعضها فوق بعض؛ بحيث يتم جمع الورق المستعمل من المؤسسات والمدارس والهيئات وإرساله إلى مصانع الورق والكرتون التي تعمل على إعادة تصنيعه؛ تقوم العمالة الأجنبية في هذه الكراجات بفرز بعضها لبيع الورق والملفات على أي زبون يقدم لها أي مبلغٍ من المال دون أي جدال.