علي سباع يُغازل زوجته بقصيدة على وزن غير موجود…! هل ابتكر لها وزناً..؟ أم ضلّ طريقه فاستحدث "ضرباً" جديداً..؟
القطيف: صُبرة
فيما يُشبه المغامرة الإيقاعية الجميلة؛ “أقدم” الشاعر علي سباع على كتابة نصٍّ عموديٍّ مستخدماً وزناً غير معروف في قواعد العَروض العربية الكلاسيكية.
القصيدة نشرها البارحة، في صفحته بـ “فيس بوك”، وأهداها إلى زوجته، السيدة زهراء آل حيدر، ولم يضع لها عنواناً، وتتكون من 21 بيتاً موزوناً تماماً، وصحيحة كلّياً من الناحية الإيقاعية. وتفاعيلها الأساسية تعود إلى بحر عروضي يُعرف بـ “الكامل”، لكنّ آخر تفعيلة في أبيات القصيدة غير معروفة ـ سابقاً ـ في بحر “الكامل” حسبما تُقرّ كتب العروض.
ولبحر “الكامل” فروع كثيرة، بينها هذا الشكل
متفاعلُنْ متفاعلُنْ متفاعلُنْ
متفاعلُنْ متفاعلُنْ فعْلُنْ
لكن الشاعر سباع غيّر التفعيلة الأخيرة “فعْلنْ”، واستخدمها مفتوحة العين “فعَلُنْ”. وهذا الاستخدام غير موجود في فروع الكامل، حسب العروض الكلاسيكيّ.
وُتسمّى التفعيلة الأخيرة في الشطر الأول من بيت الشعر “عَروضاً”، فيما تُسمّى التفعيلة الأخيرة من الشطر الثاني “ضرباً”. وهذا يعني أن الشاعر سباع “ابتدع” ضرباً جديداً في هذا الفرع من بحر “الكامل”.
وما زاد الأمر حيرة؛ هو استخدام الأبيات المدورة في أغلب أبيات القصيدة، فظهر رسم الأبيات ملتحماً، وتشترك أشطرها في كلمات واحدة، ما يدلّ على براعة لا يُجيدها إلا الندرة.
“صُبرة” تعيد نشر القصيدة ـ بإذنٍ من الشاعر ـ مع فصل أشطر الأبيات، بحيث يكون الصدر في سطر والعجز في سطر آخر، لبيان وحود “التدوير”..
حرّرت قلبي باتجاهـك مثل إيـ
قـاعٍ على نـسمِ الهوى اتسعا
مهما تخيطي من هدوئكِ لن تحـ
دّ ملامحَ النظراتِ ما اندلعا
قولي: التفتْ، لا نصّ حولكَ، هل سرد
تَ الشوق أم غلفته سجعا؟!
فأريكِ كيف تجرّني عرباتُ صو
تي في شعورٍ ماجَ بي هلعا
متصاعداً لا يستريحُ على صدىً
لا يستــفيق ولو قفاً وقعا
حيّيتُ، أنت هناكَ، كوني قصةً
سأكون أولَ صامتٍ سُمعا
تتزاوجُ الكلماتُ في خيـــــلائها
وأفسّر التلويحَ: أنت تعا
في لحظةٍ واربتُ بابي وانتظر
تكِ في مسـافةِ قائدٍ ركعا
يا جمرةً في الخدِّ حين تكشّفتْ
عَلِمَ الهوى ماذا الهوى صنعا؟
كيف انتــشاءُ الحمحماتِ يمرّ بالـ
قدمينِ ثم يشـــلّها وجعا
كيف الهيام يمرّ بالتأويلِ عا
صــــــفةً ويجعل ريشها بجعا
كيف الولادةُ من لقاءٍ واحدٍ
والمــــوتُ عند ختامهِ وضعا
كيف الحبيبةُ شذّبت منكَ الحو
اسّ وأنت تحسبُ صمتها الدلعا
حمراءُ، ناضجةٌ، تخاف إذا لمسـ
ـــتَ جمالها أو ذقتها الشـــبعا
أحلى من الكعكِ المـــــحلّى، بل ألـ
ذُّ خطيئةً من عاشقٍ خدعا
ذقْ، قدرَ ما يكفيكَ، ذقْ، ها أنت عا
شقها الوحيدَ فمت بها طمعا
ذقْ بالكناية، يا التي لا غيــــب يشـ
ـــبهها ولا ماضٍ لها رجعا
عيناكِ تركضُ في فضائي مثل نهـ
ـرٍ تحت ضوء الشمس قد لمعا
والصوتُ حبل بامتداد الشوق أعـــ
ـطى الاشتهاءَ يديه وانقطعا
حضني وحضـــنكِ طائران بحجم هــ
ذا الكون مفترقان يجتمعا
لا خير في الأيام، كل العــمرِ إن
يمضي، ولا يمضي ونحن معا