حتى “الثوب الهاشمي” ليس من موروث أزياء القطيف معصومة آل حمدان تتخصّص في حياكة 4 أنواع بالهواية
40 تصميماً عراقياً وصل إلينا منها عدد قليل

القطيف: صُبرة
يُعامَل الثوب الهاشمي في القطيف، بوصفه جزءاً من موروث الأزياء فيها. ولكنّ الحقيقة هي أنه زيٌّ نسائيٌّ انتقل إلى القطيف والبحرين من العراق، مثله مثل أزياء أخرى.
لا أحد يعرف متى انتقل هذا الزيّ إلينا تحديداً، كما هو حال عباءة الرأس التي انتقلت من العراق إلى القطيف في النصف الثاني من القرن الماضي.
إلا أن الأقرب إلى الحقيقة؛ هو أن هذا الزيّ عُرف في البصرة، ومنها انتشر إلى سائر الشطر الجنوبي في العراق، والحواضر الخليجية أيضاً. وهناك دراسات تاريخية تُشير إلى أن جذور هذا الزيّ التاريخي تعود إلى زمن السومريين الذين استخدموا شباك الصيد ورقصوا وهم يرتدونها، ثم تطوّرت الفكرة إلى زي نسائي يُرتدى في الاحتفال والرقص..!
وهناك من يربط هذا النوع من اللّباس بسيدات قصور العصر العبّاسي، وهنّ سيداتٌ من بني العباس، وهاشميّاتٌ أيضاً. والذين يميلون إلى هذا التفسير؛ يرجّحون كون ارتداء الثوب دليلاً على هيبة المرأة ووقارها.
وهناك رأيٌّ ثالث يُشير إلى أهل البيت تحديداً من بني هاشم، خاصة اللون الأسود منه، الدالّ على الحزن. لكنّ تعدُّد ألوان هذا الزيّ المشهور جداً في العراق، وتعدّد تصاميمه يُشير إلى غموض شديدٍ في إطلاق هذا الاسم “الثوب الهاشمي” عليه.
40 نوعاً
وقد عرف العراقيون قرابة 40 تصميماً لهذا الزي. وما يجمع بينها هو استخدام الخامة الشفّافة اتّساعها واتساع أكمامها على وجه خاص. أما اختلاف التصاميم؛ فيتركز في النقوش والألوان والتطريز، ونوع زخرفة الشيفون، وطريقة حياكتها. وهناك تصاميم مفضّلة في مدن دون أخرى. ففي البصرة تتنوّع التصاميم حسب الطبقة الاجتماعية، وحسب نمط الحياة. في حين تركز نساء مدينة النجف على 4 تصاميم، وتركز نساء مدينة الحلة على تصاميم أخرى.. وهكذا..!
ارتدت شخصيات مشهورة الثوب الهاشمي في العراق
ثوب للهيبة
وجاء في تقرير تراثي نشرته صحيفة “الصباح الجديد” العراقي وصف مطابِق تماماً لوصف الثوب الهاشمي في القطيف، وقالت الباحثة زينة قاسم “هو زي شعبي عراقي انتشر لبسه حتى عُد طابعًا يميز المرأة العراقية، وهو ثوب يصنع من قماش رقيق جداً واسع الاكمام والأطراف، يشف عما تحته ويزين بزخارف ورقية نباتية جميلة باللون الذهبي أو الفضي على قاعدة سوداء، ويعطي للمرأة جلالاً وهيبة”.
ثوب للفرح.. وللحزن
الثوب الهاشمي ليس من ثياب الستر، إلا في بعض تصاميمه، ذلك أنه شفّاف تماماً. بل هو من ثياب الزينة فقط، ويُرتدى على ثوب ساترٍ في الأغلب. ولأنه شفّافٌ تماماً؛ وفضفاضٌ؛ فإنه يدلّ على استعراضٍ محتشم جداً للأنوثة. الثوب الهاشمي يشفٌّ، ولكن ما تحته لا يُجسّد. وبهذا يكون “الهاشمي” لباس شكلي للدلالة على “الفرح” أو للدلالة على “الحزن”..!
ثوب الفرح غالباً ما يكون لوناً سعيداً، مثل الأخضر، الأحمر، الأرجواني، الأصفر. ومنه لونٌ للعروس خاصة، وهو عنّابي داكنٌ، ولا بدّ أن يكون مطرّزاً ومزيّناً بإسراف للدلالة على تميزه دون سائر الثياب التي ترتديها النساء الأخريات. ويمكن أن يكون ثوب الفرح أسود، ولكنه مطرز ومزيّن أيضاً.
أما ثوب الحزن؛ فهو أسود خالٍ من التطريز والنقوش، ولا زينة فيه. وغالباً ما يُرتَدى على ثوبٍ أسود أيضاً.
لا أحد لديه معلومة فاصلة وجازمة عن المرحلة الزمنية التي جاء فيها هذا الزيّ إلى نساء القطيف. هذا الزيُّ موجودٌ منذ القدم، وما زالت العجائز يرتدينه يومياً، يرتدينه في الأفراح، وفي الأحزان، وفي حضورهنّ “العزايا” والزيجات، ويرتدينه في بيوتهنّ أيضاً.
لكنّ العلاقة بين العراق والقطيف قديمة جداً بدورها أيضاً. والموروث العراقيُّ ما زال ينتقل عبر الأجيال لأسباب عقَدية صِرفة في الوقت الراهن. وفي الزمن القديم كانت أسباب انتقال العادات والتقاليد والثقافات من العراق إلى الشطر الشرقي من الجزيرة العربية مرتبطٌ بأكثر من العلاقة التي تجمع سكان جنوب العراق والخليج. هناك هجراتٌ سكّانية متبادلة بين القطيف والعراق، وبالذات في البصرة. إضافةً إلى اعتياد سكان القطيف السفر إلى العراق على نحو مستمر يكاد لا ينقطع.
في مثل هذه الظروف انتقل الثوب الهاشمي من العراق إلى القطيف، تماماً كما انتقلت عباءة الرأس في خمسينيات القرن الماضي. وفي الوقت الراهنُ يحرص كثيرٌ من سكان القطيف على وصف “عباءة الرأس” واحدة من التراث المحلي الخاص بالقطيف. وهذا من الأخطاء الشائعة.. واعتبار الثوب الهاشمي من تراث القطيف خطأٌ شائعٌ أيضاً.
آل حمدان
السيدة معصومة آل حمدان، عاشقة تراث، ومن ضمن اهتماماتها حياكة “الثوب الهاشمي”، وهي تُجيد حياكة 4 تصاميم منه. “صُبرة” التقتها وخرجت بهذا التقرير:
شاهد الفيديو
ثوب العروس
جميل جدا لكون الموضوع يعتني بالتراث الجميل وان كان البعض لديه بعض التحفظات على كون الثوب الهاشمي ليس من تراث القطيف لان البعض منا شاف الثوب الهاشمي يلبس في البيت وغير البيت من قبل 80-90 سنه واذا الكل يتصور على انه تراث من القطيف.
فكل الشكر للمجهود الذي أعطى الفكره الواضحه للجميع.
قبل كانو يلبسو الهاشمي ماتوقع ان على طول اخترعو العبايه
موضوع شيق وجميل بس البعض لايعجبه البحث العلمي والتاريخ ويتبع طريقة الإقناع الذاتي والايهام العقلي للنظرية التي يتمناها وتتماشا مع اهوائه الخاصةوضميره. نعم الموروث في القطيف لايخرج عن حضارة مابين النهرين والسومريين منذ آلاف السنين فكانت منطقة القطيف والبحرين والكويت امتداد لحضارة الرافدين القديمة منذ آلاف السنين فلا ضير في انتقال الموروث الشعبي بينها وكذالك نلاحظ التأثر بثقافة فارس والهند نتيجة انتقال التجارة منذ القدم.
يا محررة صبرة اكيد سمعت بالمثل العربي المشهور ، رمتني بدائها وانسلت ، انت تطلب من الأخ السائل دليل وأنتم ومن سار على شاكلتم ليس عندكم غير استنتاج ؟؟!!
الأخت الكريمة.. نساء القطيف كن يرتدين: الرداء وهو خاص بالثريات. المقنعة لنساء الطبقة الكادحة. المشمر، وهو حجاب منزلي.
طيب والهدف، على فكرة عباة الراس موجودة من القدم من إن جاء الإسلام، بالله عليك قبل مئة سنة وشو كانو يلبسو مسوي فيها المتحري الفهيم،
ليش قبل الخمسينات نساء القطيف شنو يلبسون ؟ اذا على قولكم عباءة الرأس انتقلت من العراق بالخمسينات .. ? لو بس تثيرون مواضيع مالها داعي عشان الجيل الجديد يتخلى عن العباءة ?
صاقعة تصقع الچذابين
طيب والمطلوب ويش
الأخ محرر صبرة
انتم ادعيتم ان عباءة الرأس انتقلت من العراق الى القطيف، وهذا في حد داته دعوى تحتاح إلى دليل ؟
الأخ الكريم.. بإمكانك تقديم دليل ـ أو استنتاج ذكي ـ يدحض هذا الاستنتاج. خالص احترامنا لك.
استنتاج غبي وقاصر يدل على الجهل في فهم التراث