[مثل هذا اليوم] موجة بشرية تحمل الشيخ علي المرهون من الشويكة إلى الخبّاقة يوم مشهود في القطيف في وداع رجل دين أصدقاؤه من الفقراء
ترك 23 كتاباً وسيرة فاضلة وأفكاراً متسامحة
القطيف: صُبرة
في مثل هذا اليوم، من عام 1431هـ؛ عاشت محافظة القطيف، نصف نهار جنائزي في توديع الشيخ علي المرهون الذي توفي عن عمر 97 سنة.
عظمة الحدث تجسّدت في الموجة البشرية التي امتدت قرابة 2000 متر، وحملت جثمان الشيخ المرهون من حيّ الشويكة أقصى جنوب مدينة القطيف إلى مقابر الخبّاقة أقصى شمال غرب المدينة. وعبرت شارع الملك عبدالعزيز، ثم شارع أحد، ثم شارع الملك فيصل، قبل أن تنعطف نحو أشهر مقابر محافظة القطيف.. مقبرة الخبّاقة، حيث وُوري الشيخ المرهون في مثواه الأخير، رحمه الله.
نعش في موجة
يومها؛ بذلت الجهات الأمنية جهودها في رعاية مسيرة التشييع، وخصّصت مساراً كاملاً في ثلاثة طرق رئيسة في المدينة لتسهيل تدفق المسيرة التي بدت وكأنها موجة هائلة من البشر يطفو عليها نعش مغطى بملاءة خضراء مكتوب عليها آيات من القرآن الكريم. ووسط المشهد؛ تقاطعت تلاوات سورة الفاتحة بالصلاة على النبي (ص)، بأناشيد رثائية شعبية جهرت بها مكبرات الصوت، ولم تهدأ إلا قبيل أداء صلاة الجنازة.
وإضافة إلى الرجال؛ شاركت آلاف النساء في موكب التشييع، في موقع تلا الحشد الرجالي. كما اصطفّ سكان الأحياء التي مرّ بها موكب التشييع في تعبير وداعيّ مؤثر.
وزن اجتماعي
وعبّر الحدث الميدانيّ عن رمزية الشيخ المرهون ووزنه الديني والاجتماعي، بوصفه واحداً من أواخر جيل العلماء والأدباء المخضرمين في المنطقة الشرقية، وامتداداً للجيل النجفيّ من مشايخ الشيعة في محافظة القطيف الذين جمعوا العلوم الدينية والاهتمام الأدبي والتاريخي، إضافة إلى انخراطهم الاجتماعي المؤثر في أجيال متعاقبة في مدينة القطيف على وجه خاص.
سيرة حياة
وقد تمكـّن منذ تتلمذه على يد والده الشيخ منصور المرهون من أن يرفد المكتبة السعودية بعدد من مشاريعه الأدبية التي اشتغل في تأليفها، مثل كتابه “شعراء القطيف” الذي يُعدّ واحداً من المراجع المهمة في تاريخ الأدب الكلاسكيّ خلال القرن الماضي في المنطقة الشرقية، وكذلك ديوانه “المرهونيات”، و “لقمان الحكيم”، و “قصص القرآن” و “قصص الأنبياء”، و “الدرة في أحكام الحج والعمرة” و “التقريرات” وغيرها من المؤلفات التي رسمته في صورة العالم والأديب والمؤرخ معاً.
ومثلما اعتنى الشيخ المرهون بإنتاجه؛ فإنه رعى إنتاج أدباء آخرين، وحقق ديوان “ابن معتوق” ونشره، كما قدّم ونشر مجاميع شعرية كلاسيكية لأدباء لم تُسعفهم أوضاعهم المادية في خوض تجربة النشر. وامتدّت أياديه الداعمة إلى النشاط الاجتماعي والمبادرات الكثيرة التي يذكرها المجتمع له.
ولم يكتفِ الشيخ المعمّم بنشاط التعبّد، بل أسهم في دعم المؤسسات الخيرية والأنشطة المبرية والإسهامات المادية بصمت، وهو ما جعله رجل مجتمع بارزاً و “مثالاً حقيقياً وأنموذجاً صادقاً لعالم الدين الواعظ المربي بسيرته وسلوكه قبل كلامه وحديثه”، على حدّ تعبير الشيخ حسن الصفار الذي بثّ موقعه الإليكترونيّ نعياً له، يومها.
أسرة علمية
ينحدر الشيخ علي المرهون من أسرة ريفية من بلدة أم الحمام، وقد حوّلها والده الشيخ منصور المرهون إلى أسرة علمية في غضون جيلين فقط، بالتحاقه بركب طلاب العلوم الدينية، ليحتلّ مكانةً مرموقة بين علماء القطيف. ثم ربّى أبناءه على طريقه العلمي الديني، فصاروا علماء وخطباء.. بينهم الشيخ علي الذي ولد عام 1334هـ، أي بعد انضمام القطيف إلى الحكم السعودية بـ 3 سنوات. وتأثر بوالده، و “من ثم التحق بالحلقات العلمية في القطيف في ذلك الوقت فتتلمذ على أيدي أساتذتها في مقدمات اللغة والأصول والفقه والمنطق، ومن أساتذته في القطيف “الشيخ فرج العمران والشيخ طاهر البدر”. وفي شعبان سنة 1354هـ؛ سافر إلى النجف في العراق، وتتلمذ على أيدي عددٍ من العلماء المقيمين فيها، بينهم:
- 1- الشيخ علي الجشي.
- 2- الشيخ طاهر المحمري.
- 3- الشيخ حسن بن علي المحروس.
- 4- الشيخ محي الدين البغدادي.
- 5- الشيخ طاهر ابن الشيخ حسن ابن الشيخ بدر.
- 6- الشيخ كاظم ابن الشيخ عمران الأحسائي.
- 7- الشيخ هادي حموزي.
- 8- السيد إبراهيم المقرم.
وتقول سيرته التي نشرها موقع “واحة القطيف” إنه أيضاً ” تتلمذ على يد فضلاء الحوزة العلمية كالسيد محسن الحكيم الذي حضر بحثه الخارج لسنوات طويلة والسيد محمد باقر الصدر، والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، والشيخ محمد تقي الجواهري وغيرهم، رحمهم الله.
وبعد عودته من العراق؛ انخرط في الحياة الاجتماعية إمام جماعة ومرشداً وموجهاً، مقترباً من الفقراء والمعوزين، ومخالطاً أبناء مجتمعه بتواضعٍ عُرف عنه طيلة حياته حتى وفاته.
أبناء الشيخ منصور المرهون
- 1 ـ المرحوم الشيخ علي المرهون.
- 2- المرحوم الملا سعيد المرهون.
- 3- المرحوم الملا محمد المرهون.
- 4- المرحوم الملا عبد العظيم المرهون.
- 5- المرحوم الشيخ محمد حسن المرهون: إمام مسجد الدبابية.
- 6- الشيخ عبد الحميد المرهون: إمام جماعة في أم الحمام ومن أبرز الخطباء.
- 7 – المرحوم الملا صادق المرهون.
- 8- الملا كاظم المرهون.
- 9- الشاعر إبراهيم المرهون.
مؤلفات الشيخ علي المرهون
- 1- شعراء القطيف من الماضين 1385هـ
- 2- شعراء القطيف من المعاصرين 1385هـ
- 3- الروضة الزاهرة في مراثي النبي وعترته الطاهرة (مخطوط) 1365هـ
- 4- تخميس قصيدة الحميري 1381هـ
- 5- قصص القرآن 1375هـ
- 6- قصص الأنبياء
- 7- ديوان المرهونيات في رثاء السادات – جزآن
- 8- لقمان الحكيم
- 9- ديوان عبد الله بن معتوق.
- 10- أعمال الحرمين 1366هـ.
- 11- أعمال شهر رمضان.
- 12- الروضة العلية: باللهجة العامية.
- 13- مغني القراء – 3 مجلدات (مخطوط).
- 14- مذكرة ابن مرهون (مخطوط).
- 15- رحلتي إلى إيران (مخطوط).
- 16- آداب الطلاب الدينيين (مخطوط).
- 17- الدرة في أحكام الحج والعمرة 1391هـ.
- 18-الشواهد العلية في رثاء النبي وآله خير البرية 1362هـ
- 19- تقريرات على كفاية الأصول.
- 20- له دعوة الحق 1361هـ.
- 21- المسائل الشرعية (مخطوط) 1416هـ.
- 22- زاد المسافرين في الأدعية.
- 23- أربح التجارات في الأدعية والزيارات.
(مصادر: صحيفة الوطن السعودية، موقع واحة القطيف، المهندس حسن المرهون، نجل الشيخ)
الصور: حبيب محمود