رئيس أمناء جامعة الأعمال: رجال القطيف قادوا التعليم قبل ظهور الدمام والخبر والظهران أكبر تحديات التعليم الأهلي رغبة المستثمر في الربح السريع
القطيف: ليلى العوامي
لخص رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنلوجيا الأهلية بجدة، عضو مجلس الشورى “سابقاً” الدكتور عبدالله صادق دحلان، سلبيات الاستثمار في التعليم الأهلي، في رغبة المستثمر في الحصول على أرباح كبيرة، في أقل وقت ممكن.
وقال “مازال أكبر التحديات التي يواجهها التعليم الأهلي، هو رغبة المستثمر في الربح السريع، فالمستثمر لا يريد الإنتظار 20 عاماً، ليجني ثمار استثماره في التعليم، وبالتالي يلجأ إلى الاستثمار ذي الربح السريع”.
وحل دحلان أمس (الأربعاء)، ضيفاً على لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف، ليتحدث عن التعليم الجامعي الأهلي في المملكة، بحضور عدد كبير من مسؤولي التعليم الحكومي والتعليم الأهلي، بجانب عدد من المهتمين والشخصيات العامة، وأدار الحوار الدكتور هشام الفارس.
وبدأ الدكتور عبدالله دحلان اللقاء بقوله: أنا مواطن من مواطني هذا الوطن، محبٌ لهذا الوطن، محبٌ للقطيف وأهله، محبٌ لكل من ما يعمل على وحدة هذا الوطن، وشكراً للملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان، لحرصهما على وحدة الوطن”.
وامتدح دحلان طلاب محافظة القطيف وقال عنهم: “تميز طلاب القطيف علينا في الخارج بالخلق والأدب والعلم، ووجدنا فيهم الحرص في العمل والأمانة”. وتابع “كنت هنا قبل 50 عاماً، فقد توالت زياراتي للقطيف، فتاريخ هذه المحافظة عريق، ورجالها السابقون والحاليون، من الناس الذين نفخر بهم، وبوطنيتهم”.
وقال دحلان مخاطباً الحضور: “أنتم رعاة التعليم، عندما لم تكن هناك مدن الدمام والخبر والظهران”. وتابع: “كان التعليم قد عُرف في القطيف منذ 1357هـ وتشرف أحد أبناء الحجاز، ليكون مديراً لمدرسة المحافظة، ثم تلاه الملا الحاج راشد بن عبدالله الغانم ـ رحمه الله ـ ليكون بديلاً له، ثم تحولت إلى كُتَّاب، ثم عادت لتكون مدرسة، حتى اصبحت مدرسة “الحسين بن علي”، وبعد 20 عاماً، أنشئت أول مدرسة للبنات في القطيف عام 1379هـ، ثم بنت أرامكو عام 1378هـ مدرستها العريقة، ومن هنا ظهر التعليم بالقطيف، ثم توالت المدارس الابتدائية والمتوسطة الثانوية بالمحافظة”.
وأكد دحلان في محاضرته على أهمية الإستثمار في التعليم، وقال: “التعليم هو الأهم لتقدم الشعوب والحضارات وإن تثقيف المجتمع ضرورة من ضروريات الرقي الأساسي، وإذا أردتم أن تستثمروا، فاستثمروا في التعليم”.
وشدد دحلان على تطوير التعليم وتطوير المناهج، لإيجاد مخرجات ناجحة. وقال: “يجب أن نقوم بذلك، بما يخدم سوق العمل، فالتعليم من أجل العمل، وليس أجل التعلم”.
وربط دحلان بين مصير الوطن ومستقبل أبنائه، وبين الحصول على تعليم ممتاز ذا جودة. وقال: “المشاريع الكبيرة التي نراها، كانت قبل أن تبدأ صغيرة، فالتعليم مشروع استثماري، لن يعارضه أحد، فهو حق كالصحة والغداء”.
وتطرف دحلان إلى الاقتصاد الوطني وقال: “الأمن الاقتصادي لا يعني أمن المنشآت من مصانع ومزارع وآبار بترول، بل هو الاستدامة في الاقتصاد ونموه، فنحن بخير، واقتصادنا بخير، وهو ينمو تدريجياً، حتى وإن كان بطيئاً، وتوجه الدولة لتنويع مصادر الدخل، شيء يبعث على الراحة والأمن، ولا تلتفتون إلى العبارات المحبطة والمخيفة”.