“نظرية الجهل” تحرك حوار المثقفين عشية تكريم البليهي منتدى الثلاثاء يحتفي بالمفكر ويناقش آراءه
القطيف: صُبرة
أثار منتدى الثلاثاء الثقافي الجدل، في ندوة “نحو رؤية انسانية لتحرير العقل”، التي نظمها احتفاءً بالمفكر إبراهيم البليهي، وتركز الجدل بين المُحتفى به وبين المثقفين المشاركين في الندوة.
وافتتحت الندوة، التي أقيمت بالقطيف مساء أمس (الثلاثاء) بكلمة للمشرف على المنتدى جعفر الشايب مشيدا بجهود البليهي الفكرية، ومستعرضاً جهود المنتدى في تكريم الشخصيات الثقافية والاجتماعية الوطنية، ومؤكداً على الاهتمام بكل ما من شأنه تعزيز التواصل والحوار بين النخب الثقافية في الوطن.
وقدم الكاتب هشام قربان استعراضاً لابرز نظريات ومفاتيح أفكار البليهي، متناولاً منهجه في تأسيس نظرية الجهل. وذكر الدكتور خالد الرفاعي ان “البليهي اعتمد على التكرار في طرح الافكار حيث أصبحت سمة من سمات كتاباته، وهي تؤدي كذلك وظيفة لفت انتباه المتلقي للأفكار الرئيسة والمحورية ومحاصرته بها، مستبعداً وجود صراع فكري في العالم العربي، بل مفكرون يكتبون ويعيشون في عزلة عن مجتمعهم.
وفيما اعتبر الدكتور توفيق السيف في كلمته البليهي شخصية فكرية فذة على المستوى العالمي، إلا انه اعترض على قوله بالقابليات الفارغة وان الانسان يولد بعقل وغرائز ، كما ناقش رأيه في استحالة التحرر من البرمجة، وبروز احساس للمتلقي من كونه متشائما إزاء الطبيعة البشرية.
أما الدكتور ابراهيم المطرودي فقد افترض وجود حقبتين في نظر البليهي للمتلقي؛ الأولى قدرة المتلقي على تغيير نفسه ومن حوله كخطابه في بنية التخلف التي برز فيها الأمل في الانتصار على العوائق، والثانية حديثه في التلقائية، باعتبار ان المتلقي غير قادر على التغيير، وهو يحمل قنوطا ويأسا إلا إذا اجتمع ذلك مع دعم السلطة السياسية.
ورد البليهي على هذه المقولات بإعادة التعريف بمنظومته الفكرية ونظرياته، متهماً المشاركين بانهم لم يقرؤوا أفكاره بعمق، وأوضح الاشكالات التي طرحها المشاركون والمتداخلون، معتبراً مشروعه نموذجاً فكرياً متقدماً ومتكاملاً. وحضر الحفل جمع غفير من المثقفين من الجنسين من مختلف مدن المنطقة الشرقية ومن خارجها، وطرحوا مداخلات وأسئلة ثرية وسلم المشرف على المنتدى الدروع التذكارية للمكرمين.