نداء عاجل إلى وزير الصحة: أعيدوا مرضى السرطان في القطيف إلى مستشفى الملك فهد التخصصي العلاج المؤقت حالياً لا يحقق المستوى المأمول.. وتجهيزات مركز الأورام غير متوفرة في المحافظة

القطيف: بيان آل دخيل

الدولة لم تقصّر طرفة عين، ولم تبخل بالأرقام المليارية على مواطنيها. شمل ذلك كلّ ربوع الوطن، بلا استثناء. ومرضى السرطان في محافظة القطيف نالوا حقهم من رعاية الدولة، وسُخّرت لهم الإمكانيات على الوجه المشرف. وحين حلّت أزمة كورونا؛ تغيّر وضع الأكثرية منهم، بعد الحجر الصحي.

التجمع الصحي في المنطقة الشرقية قدّم استجابة طيبة، ورتّب وضع علاج كثير منهم في وحدة أسسها في مستشفى الزهراء، وأخذت كوادرها تستقبل المرضى.

إلا أن تجربة الأسابيع الماضية؛ تُشير إلى أن كلّ هذا الحرص المبادِر؛ لم يؤمّن المستوى الذي يتلقّاه المرضى في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام. وقد تتابعت نداءات المواطنين والمواطنات مطالبة من وزارة الصحة ـ والدكتور توفيق الربيعة ـ بإيجاد حلّ أفضل من الحلّ الراهن، حلّ يُعيدهم إلى المستشفى الذي كانوا يتلقون العلاج فيه، حيث التجهيزات العالية، والإمكانيات الأفضل بكثير من الوضع المؤقت الراهن.

مركز الأورام

مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام هو أحد القلاع الصحية في المملكة العربية السعودية. وأهمّ مستشفى تخصصي في المنطقة الشرقية، ومركز الأورام فيه هو أبرز أقسام المستشفى إذ يوفر عناية شاملة ومتخصصة تشمل علم أورام الدم للبالغين وزراعة الخلايا الجذعية، علم أورام الدم للأطفال وزراعة الخلايا الجذعية، وكذلك الرعاية الخاصة لتسكين الآلام، والعلاج الإشعاعي.

ويقدم المركز خدمات متقدمة لمرضى الأورام الصلبة، والأورام الخبيثة، ويقدم عناية متعددة التخصصات تشمل طرق العلاج التقليدية، وكذلك المتقدمة مثل العلاج الكيميائي، العلاج الإشعاعي، تعريض كامل الجسد للأشعة السينية، جراحة الأورام زراعة النخاع العظمي، العلاج الذاتي أو المتنحي للخلايا والعلاج المناعي.

ويتمتع المركز بتجهيزات عالمية المستوى، ومهما كانت العناية خارجه؛ فإنها لن تكون بمثل المستوى الذي يحققه هذا المستشفى للمرضى.

48 سيدة

أعداد قد لا تشكل 5% من مرضى السرطان بأنواعه في محافظة القطيف، 48 سيدة من المصابات بسرطان الثدي، بمختلف درجات حدته، يقدمن، بكل نعومة، مطلباً واحداً، هو عودتهنّ إلى مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام.

رضين بالمرض، وكانت أمورهن مستقرة، حتى جاء وباء كورونا في المملكة في شهر مارس الماضي، وبدأت كل الإجراءات الاحترازية، وكان أولها إغلاق محافظة القطيف. وما زال إغلاق المحافظة و أحلام كثيرين وكثيرات معلقة، يتساءلون: هل سيقتلني السرطان، أم فيروس كورونا؟

في هذا التقرير نماذج لسيدات من محافظة القطيف مصابات بسرطان الثدي، ولكل واحدة منهن حكاية، ولكنهن يتشاركن باسم مرضى السرطان في المحافظة، على أمل أن يوجد حل، ومطلبهم بسيط، “أعيدونا إلى مسشفياتنا”، هذه أقصى الأماني.

استئصال

ليلى آل عيد (41 عاماً)، شخصت بسرطان الثدي في العام الماضي، وبدأت تأخذ جرعات العلاج اللازمة في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، وكانت جميع الأمور تجري على ما يرام وسير العلاج، وخضعت لعملية استئصال جزئي وانتهت من جرعاتها التي كان آخرها قبل إغلاق محافظة القطيف في الثامن من مارس المنصرم.

تقف ليلى في حيرة من أمرها، فهي بحاجة مواعيد لعمل أشعة نووية، بالإضافة إلى موعد لإزالة القسطرة الوريدية. أجلت جميع مواعيدها في الوقت الحالي، وتشعر بالضياع لأنها لا تعلم ما الذي يتوجب عليها فعله ولا من تتواصل معه لأنها لا تعرف خطورة وضعها.

الذي يرضي ليلى بشكل عام في الوقت الحالي، هو كلمتها عندما تقول “وضعي مطمئن بشكل عام، والحمدلله على ذلك. ربما ينقصني فقط المتابعة للتأكد من إمكانية تأخير المواعيد”. ولكن ليلى تضم صوتها لأصوات جميع مرضى ومريضات السرطان الذين تعطل سير علاجهم بسبب ظروف الحجر.

متابعة

وتحتاج ع. د (42 عاماً) إلى متابعة في عيادة أورام، وكانت أيضاً تتابع في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، ألغيت ثلاثة مواعيد لها، ويطمئن في الوقت الحالي أنها استلمت علاجاتها المعتادة اللازمة.

وكانت قصة معاناة ع.د  مع المرض قد بدأت منذ 2008، بدءاً من القولون، إلى استئصال الرحم في 2017، واستجدت عليها أورام صغيرة في الغدة والثدي مؤخراً. ولم تبدأ أي خطة علاجية بعد، ولكنها كانت تتوجه للعيادات للمتابعة ولكي تتضح الخطة العلاجية.

تثني ع.د على جهود مستشفى الزهراء بالقطيف وتقول “جهود جبارة ، ولكن الطاقة الاستيعابية لا تحتمل”.

ورم يتضخم

واكتشف مرض أ.ع (53 عاماً) في آواخر شهر ذي الحجة (ورم في الصدر)، ومنذ بداية العام الجاري وهي تتابع بشكل مستمر حالتها. ولكن المؤسف أن الورم يتضخم شيئاً فشيئاً. حاولت المتابعة في مستشفى الزهراء، وتأخر علاجها كثيراً، وفي موعدها الأخير لم تحصل على الطأمنة.. قيل لها “الكيماوي لن يأتي بنتيجة”. وكان من المفترض أن تخضع لقسطرة، وأن تخضع لأشعة نووية.

تقول: “المؤسف أن مستشفى الزهراء فقط يقدم العلاج الكيماوي، يُشكرون على ذلك، ولكن المكان صغير والمرضى كثيرون”.

تتلوى أ.ع من الآلام المبرحة الحالية، وتتساءل: “هل سيموت مرضى السرطان في بيوتهم؟” مطالبة الجهات المعنية بإيجاد حل لهذه الأزمة، بتسهيل إرجاع المرضى للمتابعة في المستشفيات التي اعتادوا عليها في رحلتهم العلاجية.

تجربة مرضية

ومثلها م.أ (41 عاماً) التي تم تشخيص بسرطان الثدي لديها منذ بداية شهر ذي القعدة الماضي، وأجرت عملية في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، في شهر ربيع الأول واستكملت علاجها ومتابعة حالتها في مستشفى الملك فهد التخصصي.

تحتاج م.أ إلى جرعات علاجية، وكانت قد حاولت سابقاً عبور نقطة حدود القطيف ولم تستطع، وحاولت استعمال برنامج “أسعفني” ولم تنجح التجربة، ما دفعها لتجربة علاج مستشفى الزهراء وكانت تجربة مرضية.. تقول: “لكل شيء خيرة وسبب، وأحمد الله على كل شيء، أخذت جرعتي يوم الأحد ولم أتورط فقط.. تأجل ذلك أسبوع أو أسبوعين، ووضعي مستقر، وما زلت على الجرعات التي آخذها بكل سهولة والممرضات لطيفات”. ولكنها تنهي حديثها بقولها “نتمنى أن نعود لأطبائنا الذين يشرفون على حالاتنا ولكننا نحترم ظروف الحجر وسننتظر مع المنتظرين”.

انتظار

وبدأت سعاد أبو الرحى (44 عاماً) علاجها قبل ثلاثة سنوات بعد تشخيص وجود كتلة في الثدي، وتعرضت للعلاجين الكيماوي والإشعاعي وتبقى لها العلاج الهرموني الذي تعطل مع الحجر. ولا تفكر حالياً بمتابعة أي عيادة وتنتظر مع المنتظرين أن تفرج لأنها تخاف أن تغامر وتريد طبيبها المعتاد.

7 أشهر

ز.ح، أكملت عامها الثلاثين مؤخراً، فهل ستكون السنة سعيدة؟ تحتاج زينب إلى علاج إشعاعي ومواعيدها تأجّلت. لا يتوفر العلاج الإشعاعي في مستشفى الزهراء بحسب زينب، التي بدأت قصتها منذ 7 أشهر وخضعت للعلاج الكيماوي والجراحة ولم يتبقَ لها سوى العلاج الإشعاعي.

تتابع زينب في مستشفى الزهراء لأخذ العلاج البايولوجي كل ثلاثة أسابيع، ولكنها تتمنى أن تبدأ العلاج الإشعاعي وتتلخص مطالبها في أن تبدأ العلاج الإشعاعي.

أدوية

تشترك زهراء آل نصيف (52 عاماً) في المعاناة نفسها، شُخصت قبل عام وثمانية أشهر بورم في الثدي، وبدأت بشكل فعلي الجرعات الكيماوية، وترددت كثيراً قبل أن تذهب إلى مستشفى الزهراء، ولكنها ذهبت قبل أيام وقررت المتابعة، وهي تنتظر أول المواعيد للجرعات الكيماوية. وتفتقد في الوقت الحالي بعض الأدوية التي اعتادت أن تأخذهم من المستشفى الذي تتابع فيه بشكل دوري، ولكنها ستحاول التواصل مع من يستطيع توفير الأدوية التي تحتاجها.

عودة

وكانت صُبرة قد تواصلت مع سيدة في الخمسينيات من العمر، رفضت أن يُنشر عن قصتها أي شيء، رغم أنها في حاجة ماسة للعلاج، وهي تعاني من آلام استجدت عليها، وتطالب مع المطالبات بأن يوجد حل لأن يعود مرضى السرطان للمتابعة مع الأطباء والاستشاريين والمستشفيات الذين اعتادوا عليها.

حالات حرجة

على الأقل هناك 48 سيدة في القطيف يتلقين علاجهن في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، وبعد الحجر، تم افتتاح قسم الأورام في مستشفى الزهراء، وبسبب الضغط تأجلت جلسات العلاج الكيماوي لبعض المريضات وأصبح هناك تأخير في استلام الأدوية لبعضهن، كما أن بعضهن يحتجن إلى إجراء عمليات جراحية لا يتسنى إجراؤها إلا في مستشفى متخصص.

وهناك 17 حالة حرجة حالياً وتم رفع اسماؤهن وعلاجاتهن المطلوبة للمسؤولين في الجمعيات الخيرية للنظر في أمرهن، بحسب ما علمته “صُبرة” من مصادر متفرقة.

آلية مقترَحة

تحت ظرف الحجر الصحي؛ يمكن وضع آلية استثنائية لهؤلاء المرضى، تتكون من الخطوات التالية:

  • 1 ـ تصنيف المرضى الحاليين إلى حالات يمكن علاجها في القطيف، وحالات ملحّة تحتاج إلى مراجعة مستشفى الملك فهد التخصصي.
  • 2 ـ الحالات الملحّة تصدر لها شهادات صحية تُثبت خلوّ كل منها من فيروس كورونا.
  • 3 ـ إصدار تصريح خاص لكل حالة على حدة يسمحها لها بالخروج من القطيف في أيام المواعيد الطبية.
  • 4 ـ ترتيب خروج كل حالة ودخولها مع الجهات المعنية.

 

‫7 تعليقات

  1. اني المواطنة نادية احمد شروفنا
    اضم صوتي الى من تقدموا بمخاطبة الوزير حول موضوع مرض الاورام حيث انه تم اكتشاف حالتي في بداية شهر شعبان ١٤٤١ عبر تحويلي من المراكز الصحية الاولية الى مستشفى القطيف المركزي حيث كنت اعاني من الام بمنطقة الثدي وتم عمل اشعة تلفزونية وتحاليل مخبرية واخد خزع من المنطقة نفسها وتبين وجود ورم ويتوجب ازالته وتم تحويلي من قبل مستشفى القطيف المركزي الى مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام واللذي هو متخصص في مثل هذه الحالات الا انه لم نستطع الحصول على موعد الى هذا التاريخ بل اعطي لنا موعد في تاريخ ١٥/١٠/١٤٤١ اي مايقارب شهرين من تاريخ اكتشاف الحالة وعندما تكلمنا مع المستشفى عن هذا الموعد وعواقبه من حيث التاخير في الموعد افادونا بان ذلك ليس من شأنهم وانما الامر يعود لمستفى الملك فهد التخصصي والاسباب المذكورة انه من خلال وجود ازمة فايروس كورونا هناك ايقاف لبعض الاعمال في يعض المستشفيات ونحن نناشد الوزير ، هل مثل هذه الحالات قابلة للتاجيل! ، وماهي النتائج المترتبة على ذلك؟ علمًا باني لست الحالة الوحيدة التي تنتظر علاجها من هذا المرض وعليه نامل من سعادة الوزير في النظر بامرنا والتوجيه بما يلزم حيال ذلك. رقم الملف في مستشفى الملك فهد التخصصي:١٤٨٤٣٥ العيادة جراحة الاورام مبنى رقم اثنان

  2. امي وحده منهم سرطان ولا فيه اي استجابة لنقل المريضه للملك فهد التخصصي تعبنا مافيه ممر انسانب بين القطيف والدمام والمفروض يصير

  3. نحن نعاني جدا من عدم تمكننا من الحصول على ادني مستوى من الرعايه
    والدي يمر بازمه حقيقيه ولا حياة لمن تنادي

  4. نشكر الجهود الجبارة التي تبذلها الدولة لخدمة راعيها
    انا شخصة في شهر محرم بوجود ورم الثلاثي السلبي في الصدر و الغدد اللمفاوية ستمر العلاج الى اليوم وأنا في نهاية مرحلة العلاج الكيمياء وآخذة الجرعات النهائية في مستشفى الزهراء وبقي لي العملية الجراحية الاستئصالية الأنسجة حول الورم و الغدد اللمفاوية بعد العلاج لأكن الطبيب قال في حالة عدم فك الحصار سيطر إلى إخضاعي إلى جلسة علاج كيميائي أخرى إلى ان يفك الحصار كنت اعد الليالي و الأيام لنتها الجرعات التي أتعبت جسدي ، فاتمنى ان يوجهه لنا في المستشفى الملك فهد التخصصي غرفة للعمليات و تستقبل مرضى القطيف.

  5. شكر لوزارة الصحة جهودها الجبارة في مساعدة جميع المرضى
    لكن بسبب هذه الأزمة تم تأخر كورس العلاج لي لمدة أسبوعين مع حاجتي الماسة للعلاج بسبب سرطان الرئة الذي يؤثر بشكل كبير على تنفسي ،،، نعلم مدى الجهود المقدمة من الدولة حفظها الله ومن جميع الكوادر شاكرين لهم ومقدرين… نتمنى منكم النظر في موضوع تقديم العلاج لنا في نفس المكان ونقلنا بوسائل خاصة من القطيف للمستشفى وعودتنا بنفس الطريقة،، مع مراعاة الوقاية لنقل وانتقال العدوى لا قدر الله،،

  6. بالفعل،، تمت خدمتنا بمستشفى الزهراء ولكن بعد تاخري لاسبوعين عن العلاج المقرر لي والذي بدونه سيتفاقم وضعي، علماً اني لدي سرطان الثدي المنشرو المزمن، و بعد محاولات عده للتواصل مع المنسقه و الالحاح المستمر لعدم نسيان اسمي في ضخم الاعداد الكبيره من المريضات،،، ناهيك عن عدم مقابلتي لأي استشاري او دكتور مختص لمتابعة حالتي قبل تلقي للعلاج.
    الجدير بالذكر ايضاً، تم تمرير حالة كورونا بسرير نقال بالطابق المخصص لعلاج الاورام، من خلال مرضى الاورام المنتظرين بنفس الطابق و الذين تتفاوت درجة مناعة اجسادهم لمستويات منخفضه جدًا !!!

  7. حل مؤقت بسيط بالتنسيق مع وزارة الصحة وذلك باخراجهم بسيارات اسعاف تابعة للوزارة من القطيف الى التخصصي و من ثم ارجاعهم بنفس الطريقة و بالامكان تغطيتهم بالعوازل الخاصة بالكادر الطبي المتابع لحاولات كورونا لمنع انتقال الوباء الى غيرهم لو كانوا مصابين بالفايروس و هو أمر مستبعد .

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×