[كورونا] احتراز المترين يؤجّل صلاة الجماعة في أغلب مساجد القطيف مكتب المرجع السيستاني لـ "صُبرة": تجوز صلاة الجماعة بفاصل 1 متر و20 سم

القطيف: ليلى العوامي، أمل سعيد، شذى المرزوق، فاطمة المحسن، معصومة الزاهر

قبل أقل من 48 ساعة من سريان قرار السماح بالصلاة في المساجد، لم يحسم القائمون على مساجد كثيرة في محافظة القطيف أمر إقامة الصلوات جماعة.

وفيما يتجه غالبية من استطلعت “صُبرة” آراءهم إلى عدم إقامتها، أو إقامة الصلوات فرادى، قرر آخرون إقامتها، ولكن مع تطبيق اشتراطات صارمة لمنع انتشار عدوى فيروس كورونا المُستجد (كوفيد – 19)، وضعتها وزارة الشؤون الإسلامية.

وتضم مدن وبلدات وقرى المحافظة حوالى 303 مساجد وجوامع للطائفتين الكريمتين، الشيعة والسنة. وفيما ستقام صلاة الجماعة في المساجد التي يصلي فيها أبناء السنة والجماعة وفق الاحترازات التي وضعتها وزارة الشؤون الإسلامية؛ فإن مساجد الشيعة لن يتمكن أغلبها  من إقامة الصلاة إلا فرادى. وذلك يعني أن القائمين على هذه المساجد لن يخالفوا الاحترازات الصحية البحتة، مضطرّين إلى تقديم الأهم على المهم، وتأجيل إقامة صلاة الجماعة المستحبة، من أجل تأمين الحماية الصحية الواجبة.

شرط المترين

ينطلق أصحاب رأي عدم إقامة الصلوات جماعة حالياً من شرط المترين الذي وضعته الوزارة، وهي احترازات صحية، لكن غالبية المراجع الشيعة يشترطون ألا تزيد المسافة بين كل مصل وآخر عن 120 سنتيمتراً، وكذلك المسافة بين كل صف من المصلين والصف الذي يليه.

صُبرة تسأل المرجع السيستاني

ولأن الموضوع ذو خصوصية فقهية حسّاسة؛ وجهت “صُبرة” سؤالاً لموقع استفتاءات المرجع السيد علي السيستاني حول ذلك، نص السؤال: المملكة سمحت بافتتاح المساجد للصلاة جماعة، ولكن بتباعد بين المصلين، ما حكم ذلك؟

وكان الجواب: بشرط أن لا تزيد المسافة عن متر وعشرين سم. إذا زادت لا تصح جماعة.

تريث

رصدت “صبرة” إفادات عدد من القائمين على مساجد المحافظة، التي كانت تقام فيها الصلاة جماعة، وأفاد بعضهم بعدم إمكانية إقامة الجماعة مع تطبيق شرط المسافة الفارقة بين المأموين.

وقال واصل غريب، قيّوم مسجد الإمام الحسن عليه السلام في صفوى “إلى الآن لا يبدو أن صلاة الجماعة ستقام في المسجد، ما دامت الأوضاع على حالها، لأن شرط التباعد بين المصلين يُلغي شرط التقارب ورص الصفوف في صلاة الجماعة”.

حسن الزاهر، المسؤول التنفيذي في جامع الرسول الأعظم في صفوى،أيضاً، قال “اللجنة المسؤولة عن شؤون المسجد اجتمعت اليوم الجمعة، للتشاور حول مسألة صلاة الجماعة، وبناء عليه؛ سيفتح المسجد للمصلين، لإقامة الصلاة فرادى فقط، مع الأخذ بكافة التدابير والاحترازات الوقائية”.

تطبيق الاحتياطات

وهو ما أشار إليه قيوم مسجد الإمام علي عليه السلام في المدينة نفسها، حسين الداوود، مؤكداً وجوب التزام الاشتراطات الرسمية، وقال: “في حال فتحنا المسجد للمصلين فلا بد من تطبيق جميع الاحتياطات التي من شأنها دفع هذا الوباء عن المصلين، لكننا للآن لم نجتمع، وننتظر فك منع التجول ، وبعدها ننظر ماذا سيكون القرار، وكيف سيتم تطبيقه”.

سيهات

من جانب آخر، قال عبدالهادي عبدالجليل الرميح القيوم على مسجد الإمام الهادي عليه السلام في مدينة سيهات: “بعد تواصلنا مع إمام المسجد وعدد من القيومين وإداريي بعض مساجد سيهات، توصلنا إلى أنه لا يمكن الصلاة جماعة في ظل الإجراءات التي وضعت، ومنها التباعد بين كل مصل وآخر بمسافة مترين، ومن خلال القروب الذي عمل ليجمع غالبية مساجد سيهات لمتابعة الترتيبات؛ أجمع الأغلبية على عدم امكانية الصلاة جماعة، بينما مال آخرون إلى الصلاة فرادى، إلى أن تتغير الظروف”.

وأضاف: “قررت إدارة المسجد التريث حاليا في فتح ابواب المسجد وإقامة الصلاة فيه ريثما تتخذ إدارة المسجد آلية لسلامتكم جميعا بإذن الله تعالى، وسيصدر بيان إلحاقي قريباً”.

بعد أسبوعين

الأمر ذاته أكده السيد علوي اليوسف قيوم مسجد الامام الجواد في سيهات، منوهاً بأن ادارة المسجد اتخذت قراراً بعدم فتح أبوابه، وربما يُحسم الأمر بعد أسبوعين، إذا كانت الأمور تتجه إلى الأفضل، وكي يتسنى للقائمين على المسجد تجهيزه بالاشتراطات الصحية، لضمان سلامة الجميع.

6 اشتراطات

من جهته، ذكر ولي مسجد الزهراء عليها السلام بجزيرة تاروت إبراهيم السهو، أنه اعتباراً من يوم الاحد المقبل ستقام صلاة الجماعة في المسجد، وفي جميع الفرائض: الفجر، الظهرين، العشائين، مع تطبيق الاحترازات والاحتياطات والتوجيهات الوقائية، وملاحظة الآتي:

• 1) فتح أبواب المسجد ستكون قبل الآذان بـ15 دقيقة، وإغلاقها سيكون بعد انتهاء الصلاة بـ10 دقائق.
• 2) دورات المياه ستكون مغلقة.
• 3( عدم اصطحاب الأطفال.
• 4) تعقيم الأيدي بالكحول الموجود في مدخل المسجد.
• 5) ترك المصافحة والتقبيل.
• 6) وضع ورقة تحت موضع السجود، وسيتم توفيرها من جانب الإدارة.

شروط إضافية

كذلك يتجه القائمون على مسجد الإمام المنتظر بتاروت لفتح أبوابه أمام المصلين ولكن بشروط إضافية، وذكر محمد الصفار أحد القائمين عليها: “تماشياً مع قرار فتح المساجد يوم الأحد المقبل، واحترازاً قررنا تطبيق كل الاحتياطات الاحترازية لسلامة المصلين، وهي:

• الصلاة فرادى، وليست جماعة.
• استمرار غلق مصلى النساء.
• دوارة المياه مغلقة، والوضوء في المنزل.
• لبس الكمام والقفازات.
• عدم التقبيل والمصافحة.
• الوقوف على العلامات الإرشادية وترك مسافة مترين أثناء الصلاة.
• وضع قطعة ورقة المنديل تحت التربة ورميه بعد الانتهاء، أو إحضار سجادة خاصة.
• تعقيم الأيدي بالمعقمات عند الدخول.
• ترك الأبواب مشرعة من دخول المصلي لحين خروجهم.
• فتح المسجد سيكون قبل الآذان بعشر دقائق، والإغلاق بعد الانتهاء من الصلاة مباشرة.
• عدم اصطحاب الأطفال.
• عدم وجود الضيافة.
• تجنب حضور المصلي في حال الشعور  بالزكام أو السعال أو ارتفاع في درجة الحرارة.

فرادى وليس جماعة

وفي العوامية، قرر القائمون على مسجد الإمام الحسن عليه السلام إقامة الصلاة في المسجد بدءاً من يوم الاحد المقبل، على أن تكون فرادى وليست جماعة، وقال جعفر العبدالعال أحد القائمين على المسجد: “سنعمل بجميع الإجراءات والاحترازات الصحية الرسمية، ووضع تعليمات إرشادية للمصلين على المداخل (الأبواب) الخارجية والداخلية، وتوفير المعقمات في جميع أنحاء المسجد، وإزالة جميع المصاحف، ووضع علامات داخل المسجد توضح مكان وقوف المصلي، لترك المسافة المطلوبة بين المصلين، والطلب منهم توفير سجادة شخصية للصلاة، وتوفير جهاز قياس كاشف للحرارة”.

خطوات احترازية

من جهته، قال الشيخ حميد آل عباس إمام مسجد أم البنين عليها السلام بسيهات: “بالنسبة إلى خيارات الجامع؛ ستكون عبر 3 خطوات:

الأولى: تعقيم الجامع كاملاً بما فيها خدماته، وكذلك المخيم التابع له، لأخذ التحرزات الصحية، من أي فيروسات ربما كانت موجودة أو وجدت أثناء إغلاق الجامع.

الثانية: القيام بالتحرزات الصحية التي أوصت بها وزارة الصحة والجهات المسؤولة، من جانب التباعد الإجتماعي، وترتيب الصفوف.

الثالثة: التحرزات الشرعية التي وصلت إلينا عبر وكلاء المراجع، حتى تكون الصلاة شرعية بالنسبة للجانب الشرعي، وكذا الصحي، ونحاول أن نوفق بينهما، مع أخذ الاحتياطات في نفس الجامع، بتوفير التعقيم، والكمامات بل بتوفير حتى الأوراق التي سيكون السجود عليها.

وأشار إلى أن المحور الرئيس في هذه الخطوات هو الانتظار وعدم التسرع بفتح أبواب الجامع، حتى لا يكون هناك مضرة للمصلين الذين سيأتون لإقامة الصلاة.

وأضاف آل عباس: “ربما ننتظر لنهاية شهر شوال، لإكمال الإجراءات التحرزية، سواء الصحية أو الشرعية، وكذا تنظيم الصفوف داخل الجامع حتى يأتي المصلون وتم ترتيب جميع هذه الأمور لهم ولديهم، ولا نخشى الانتظار، فهو أفضل من التسرع دون أخذ الاحتياطات، لما قد يترتب على ذلك من مضار ربما لا تحمد عقباها فيما بعد، فالتريث ينبغي أن يكون هو الحاكم لهذه المرحلة التي نحن بصددها”.

جواز مع كراهة

من جانبه، قال الشيخ عبد الحميد المرهون إمام مسجد الجامع في أم الحمام: “تجوز الصلاة جماعة في ظل الاشتراطات، ولكن فيها كراهة وعليه لن تقام”.

أمَّا الشيخ محمد بن حسين من بلدة الجش، فقال: “لن تقام صلاة الجماعة نظراً للاشتراطات التي وضعتها الوزارة من أن تكون مسافة مترين بين المصلين، وعند رجوعنا للمرجع قال إن أكبر مسافة هي متر و20 سم، وعليه لن تقام صلاة الجماعة”.

وقال الشيخ منصور السلمان امام مسجد الرسول الأعظم في الجش: “بالنسبة لنا الشروط يعجز عنها المصلي، فلذلك سيبقى المسجد مغلقاً حتى نهاية الشهر (شوال)، لننظر في الآثار، ولا نعرض المصلين للأخطار”.