“حكاية صورة” توثق تاريخ العوامية خلال 8 عقود

العوامية: معصومة الزاهر

إذا كانت الصورة النمطية للأندية مرتبطة بالرياضة، فإن نادي السلام في العوامية يسعى إلى تقديم أخرى مغايرة نسبياً للنادي، أكثر شمولية في بعديها الاجتماعي والثقافي، وإن لم تغب الرياضة عن الكادر، بعدما حقق لاعبوه إنجازات عدة في ألعاب مختلفة، منها: الدراجات، واليد، والسلة والتنس.
وفي هذا السياق؛ اطلق النادي، الذي يحتفل بعد ثلاث سنوات بالذكرى الستين لإنشائه، سلسلة “حكاية صورة”، التي تُعنى بتوثيق صور مختارة تسلط الضوء على تاريخ أنشطة النادي ومنسوبيه، والبلدة عموماً والقصة التي تحكيها الصورة ومعلومات عنها.

التوثيق التاريخي
فكرة توثيق تاريخ النادي وأنشطته طرحت قبل 10 سنوات، لإعداد كتاب بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيس النادي من قبل عضو اللجنة الإعلامية مشرف فريق كرة الطائرة عبدالله نصر الفرج، ولكنها لم تنفذ حينها، بسبب حاجة العمل التوثيقي إلى كادر مختص يتبنى هذا الأمر.

لكن مجلس الإدارة الحالي قرر في شهر مارس 2019، تشكيل لجنة خاصة بالتوثيق تنضوي ضمن اللجنة الإعلامية في النادي، بإشراف أحمد نصر الزاهر، وبرعاية مجلس إدارة النادي برئاسة فاضل النمر، وتضم كادر تصوير، بالإضافة إلى أعضاء توثيق لكل لعبة أو نشاط ثقافي واجتماعي من قدامى المنتسبين لتلك الألعاب والأنشطة، للمساهمة في تسهيل عملية التوثيق.

ويُعد نشر سلسلة “حكاية صورة” التي بدأت مؤخرا عبر منصة النادي الإعلامية، إحدى الخطوات والمبادرات الأولى للجنة التوثيق، لنشر المواد التوثيقية للجمهور ومحبي النادي.

6 خطوات للتوثيق
وقال منسق لجنة التوثيق السيد عدنان آل شبر لـ”صبرة”: إن خطوات التوثيق تنقسم إلى عدة أجزاء، منها:
1- توثيق الصور الخاصة بمنسوبي النادي، وتم هذا الأسبوع نشر سلسلة “حكاية صورة” عبر منصة النادي الإعلامية، حيث سيتم تسليط الضوء على صور مختارة قديمة أسبوعياً، تعكس تاريخ الحركة الرياضية والاجتماعية في البلدة، من ارشيف النادي ومنسوبيه وأهالي البلدة عموماً.
٢- توثيق السير الشخصية لمنسوبي النادي، من لاعبين ومدربين وإداريين وأعضاء مجالس الإدارات المتعاقبة منذ تأسيس هذا الكيان، وأبرز محطات حياتهم وذكرياتهم مع النادي. وتتضمن خطة العمل إجراء لقاءات مصورة بالفيديو مع أبرز قدامى النادي ممن خدموا سنوات طويلة، ونشرها شهرياً أو دورياً، ومن ثم نشر تلك السير تدريجياً للجمهور عبر منصة النادي الإعلامية.
3- ثوثيق تاريخ ألعاب والبيانات الأساسية لكل لعبة من قبل العضو المشرف عليها، والتي تتضمن ما يلي: تاريخ بداية اللعبة في النادي، وأبرز اللاعبين والمدربين والإداريين والإنجازات.
4- توثيق الأنشطة الثقافية والاجتماعية، وتتضمن: بداية الأنشطة الاجتماعية والثقافية، وأبرز اللجان أو الأنشطة، وأبرز الأعضاء وسير ذاتية لهم، وأبرز الإنجازات والمشاركات.
5- توثيق أبرز ما كُتب عن النادي في الصحافة والإعلام، وأبرز الإصدارات والنشرات التي أصدرها النادي.
6- توثيق البيانات الأساسية للشؤون الإدارية، وتتضمن: قصة تأسيس النادي، واختيار الاسم، واختيار الشعار، والمؤسسين، وأماكن مقرات وملاعب النادي، وأبرز إنجازات وأعمال مجالس كل إدارة، وأبرز الداعمين والرعاة.

كتاب يوثق تاريخ النادي
وعند اكتمال مرحلة لا بأس بها – بحسب آل شبر – سيتم الترتيب لنشر كتاب توثيق لتاريخ النادي على أجزاء، وفقاً لخطة مجلس الإدارة بالتعريف بشخصيات ومنسوبي النادي وتوثيق مختلف الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية.

ويقدر عدد الصور بالآلاف وتعكس تاريخ النادي والحركة الرياضية في البلدة، ويحجم مسؤولو النادي عن تحديد عددها بدقة، لأنه “في كل أسبوع تقريباً نحصل على صور جديدة، ونتوقع الحصول على المزيد” وفقاً لآل شبر، الذي تحفظ أيضاً عن تحديد عمر أقدم صورة لديهم “قد نحصل على صور أقدم من الموجود حالياً، لكن يمكن القول إن بعض المتوافر الآن يعود إلى اربعينات أو خمسينات القرن الميلادي الماضي”.

وعن مصدر الصور، قال: “المصدر متنوع، فهناك أرشيف النادي، وأيضاً أرشيف منسوبيه من لاعبين وإداريين ومدربين وأعضاء مجالس الإدارات، وكذلك أهالي العوامية، بالإضافة إلى الصحافة التي نشرت مواد عن النادي والبلدة”.

يُذكر ان الحركة الرياضية في العوامية بدأت مطلع الخمسينات من القرن الميلادي الماضي، كما يذكر زكي الصالح في كتابه “العوامية تاريخ وتراث”، وأطلق أسم “النجم” على أول ناد أسسه محمد سالم أبو عبدالله وسعيد عبدالله المدن (رحمهما الله). وتفرع منه نادي “العز”، وكان أحمد محمد الفرج رئيساً، وأحمد أمين النمر له كابتناً.
ثم انمدج الاثنان عام 1963 في ناد واحد اتفقت الجمعية العمومية للناديين على أسم “الاتحاد”، لكن الاسم تغير لاحقاً إلى “السلام”، لوجود اتحاد جدة.
وتأسس كذلك في 1965 نادي “الحنون” على يد: سعيد علي الزاهر، علي سلمان الفرج، محمد عبدالله ال ياسين، سعيد البدن، حسن آل ربيع وحسن ضيف، قبل أن يختفي وينخرط لاعبوه في “السلام”.

*صورة من أرشيف أبناء المرحوم السيد حسين العوامي