عدنان العوامي لمحمد رضا نصر الله: إضافاتك نافعة.. وإن اختلفنا
عدنان السيد محمد العوامي
حيَّاك الله، أبا فِراس، وحيا مبادراتك، وتنبيهاتك النافعة.
تعقيبك، الذي تكرمت به على ما ورد في الحلقة (21) من سلسلة “ميناء القطيف.. مسيرة شعر وتاريخ” تستحق الشكر والتقدير، مني ومن أهل بلدك، خصوصًا الشباب التوَّاق لمعرفة تاريخ وطنه الحبيب.
وقد ذكرتَ فيه أن رسالة الملك عبد العزيز (رحمه الله): (تم نشرها في كتاب رجال عاصرتهم)، ولأن الكتاب مصدَّر بمقدمة ضافية بقلمك، وهو متصل بالموضوع: (ميناء القطيف مسيرة شعر وتاريخ)، وأحداث سنة 1348هـ سبق أن مررنا بها في الحلقة (16)([1]) ونشرت “صبرة” وثائقها، وهي مختلفة تمامًا الاختلاف عن رسالة الملك حول أحداث العوامية، المثبت نصها في الحلقة الماضية (21)، نقلاً عن مقالة عبد العلي السيف المنشورة في مجلة الواحة([2]).
فهي ـ وإن كانت ذات صلة بتداعيات أحداث 1348هـ (سنة الجهاد المثني) ـ إلا أنها متأخرة عنها زمنًا وموضوعًا، فعبارات الملك عبد العزيز (رحمه الله) توحي بأنها رد على تظلمات مقدمة إليه من تصرف مأموري أملاك الدولة، يتضح ذلك من قوله:
“وصل إلينا منكم كتاب، سابقاً، وأمرْنا الأخ عبد الله بن جلوي بأن يرسل إليكم مفتشين لأجل اطمئنان خواطركم، وقد عرَّفْنا المفتشين ببعض المسائل التي أحببنا الكشف عليها، وهي:
الأول – حقيقة المظلمة، هل هي صحيحة، أم لا؟ فإن كانت صحيحة يبيَّن الشخص المعمول به والشخص العامل بتثبيت وظمان أن الصادق يؤدَّى حقه، والكادب يؤدب.
الثانية – هالأمور المذكورة، والشكايات، هل هي متقدمة أو حديثة؟
الثالثة – هالأمور، هل هي في النظام الموجود مع المأمورين، أو أنهم راجعونا بشيء وأجبناهم بتمامه؟ فإذا كان العمل هذا موجب نظام أو أوامر فالمأمور قد أدى اللازم، والحكومة تنظر في مصلحة رعاياها ومصلحتها، الرابع – أن مثل تميير التمور وأجناسها هل هو لموجب غرض مصلحة للرعايا أو للحكومة، أو هو تعنُّت من المأمورين وإضرار بالرعية؟ فإن كان الأمر فيه مصلحة فالعامل لذالك يبين لمندوبينا، وهم: خالد أبو الوليد، ومحمد السليمان التركي، ومحمد العلي الميمان، وهم يعرفون الحقيقة، المقصود من ذالك أن تكونون على معلومية من الأوامر التي أعطيناها مندوبينا المذكورين حتى يبينون الحقيقة على يكونها(مجموعه)، وأنتم يثبت عندكم معلوم أن المظلمة أو التعدي الذي فعلوه المأمورين من تلقى (تلقاء) أنفسهم لأجل مصلحة أنفسهم، أو إضرار بالرعية، أن هذا ما نقبله، ولا نقبل صاحبه، وسيزال بحول الله وقوته،
وأما الأمور الدي فيها تبادل مصالح فتَراجعوا أنتم ومندوبينا في ذالك، وما اتفقتو عليه جرَّيناه، والدي لم تتفقو عليه ننظر فيه، ونحن نحكم في ذالك،
فغاية الأمر أن الرجال المذكورين الذين نحن أوفدناهم، هم خواصنا ومحسوبينا، وهم من الذين نثق بالله ثم بهم، وليس لهم غرض في أحد سوى إبراء دمتنا، وإصلاح رعايانا، ومن كان له مظلمة أو له حاجة يبديها لهم، ولهم حق أن يتحققون من العامل والمعمول به حتى تكونو على بصيرة من أمرنا، وهم ليس لهم حق أن يمضون في شيء قبل مراجعتنا، وتبيين الحقائق لنا إلا، اللهم، أن تكون مصلحة مفيدة للراعي والرعية يتفقون هم والأهالي عليها، ولا يمضون فيها إلا بعد مراجعتنا، وليس من اللزوم أن ما اتفقوا عليه يجري قبل أن يعرضو علينا ويستحصلون أمراً منا بما يجب عمله، وأنا أبشركم وأحدركم؛ أبشركم أننا ساعين في جدنا واجتهادنا فيما يصلح أحوالكم، ويريح بالكم، وأحدركم من أن يكون الأمر موجب غرض في النفس، أو على غير حقيقة، فكما أنكم تطلبون النصَف من المأمورين بالكدب، فالمأمورين يطلبون منا إنصافهم بموجب الكدب عليهم، والطعن في أعراضهم.هذا ما لزم بيانه والله تعالى يحفضكم. 7 جمادى الثانية، سنة 1350).
فها أنت ترى أن المندوبين ليسوا من ذكرت في الرسالة التي أوردتها، ولا التاريخ مقارب لتاريخها.
والذي أظنُّ – واسأل الله معي أن لا أكون مخطئًا – أن رسالة الملك هذه قوبلت بترحاب بالغ من الأهالي، كما يتضح من رسالة الشيخ علي بن حسن علي الخنيزي (أبي عبد الكريم)، رحمه الله، إلى الملك عبد العزيز التي حملها نيابة عنه الحاج محمد علي الجشي، والزعيم علي بن حسن أبو السعود، رحمهما الله، فتاريخ رسالة الملك مؤرخة في 7 جمادى الثانية 1350هـ، وتاريخ رسالة الشيخ مؤرخة في 18 رجب 1350هـ، أي إنها تلت رسالة الملك بما يزيد على الشهر قليلاً، والسيد علي العوامي أوردها في كتابه “رجال عاصرتهم” ضمن ترجمة الشيخ، ونصها سبق نشره في الحلقة (16) سالفة الذكر، وقد وجدتها بين أوراق علي أبو السعود، أثناء عملي على إخراج تراثه([3]).
بقي ما ذكرتَه عن اجتماع مُوفدي الملك (في مبنى الدرويشية، إبَّان إمارة أول أمير القطيف في عهد الملك عبد العزيز، عبد الرحمن بن سويلم…). هذا أيضًا لا يتوافق مع تاريخ خطاب الملك؛ إذ إن الشيخ عبد الرحمن بن سويلم توفي في ربيع الأول سنة 1348هـ، وخطاب الملك تأريخه في 7 جمادى الثانية 1350هـ([4]).
شكرًا مرَّة أخرى للصديق العزيز أبي فراس؛ لهذه الإضافة وغيرها مما عهدنا من قلمه الخصيب، وشكرًا لصُبرة وقرائها على رحابة صدورهم، واحتمالهم لي. وبالله التوفيق.
—————
[1]))انظر الرابط: https://bit.ly/2Cs0lbz
[2]))العدد: 35، لسنة 2004م. الربع الأخير.
[3]))انظر الرابط: https://bit.ly/2Cs0lbz
[4]))ديوان خالد محمد الفرج، تقديم وتحقيق خالد سعود الزيد، توزيع شركة الربيعان للنشر والتوزيع، الكويت، 1989م، ص: 26.
رسالة الملك عبدالعزيز، رحمه الله
رسالة الشيخ علي الخنيزي، رحمه الله
للاطلاع على الموضوع السابق
نصر الله معقّباً على العوامي: رسالة الملك عبدالعزيز موجهة إلى عبدالله بن نصر الله