آل محسن بعد التعافي: انتصرت على “كورونا” بـ 3 خطوات وسأتبرع بالبلازما للمرضى عاش 14 يوماً مع المرض كانت لحظات الأمل فيها أكثر من الألم
صفوى: مجدي آل فريد
يتذكر مصطفى آل محسن كيف تسلل فيروس كورونا المُستجد (كوفيد-19) إلى جسده، رغم أنه كان حريصاً جداً على التزام الكمام والقفاز، والمعقم لا يفارق جيبه، وكان لا يخرج إلا من البيت للعمل، ومن العمل للبيت، أو للضرورة القصوى، ولكن مشيئة الله سبحانه فوق كل شيء.
الحرص على عدم نقل العدوى
البداية شعور دهمه بارتفاع درجة حرارة جسمه، وآلام شديدة في الظهر والمفاصل، الأمر الذي دعاه الى الذهاب لأحد المستوصفات، رغم التعب الشديد الذي كان يشعر به، إلا أنه أصر على الذهاب بمفرده، وألا ينقله أي أحد للمستوصف، وبعد تسجيل الدخول رفض انتظار دوره في المكان العام، وأكتفى بالانتظار في غرفة العزل، لأن شكوك الإصابة كانت تدور في ذهنه، ومن ذلك اليوم وقبل التأكد من إصابته، عزم على عزل نفسه.
بعد يومين من التعب الشديد توجه لمستشفى صفوى، لأخذ المسحة، وبعد 3 أيام تأكدت إصابته بالفيروس.
قضاء وقدر
الإيمان بالقضاء والقدر كان أساساً يتكئ عليه مصطفى، فلا مفر من ذلك، إلا أنه لا بد من المقاومة والإصرار للتغلب على المرض، واضعاً أمله في الله سبحانه وتعالي “فهو يشفين”.
14 يوماً عاشها مصطفى تحت وطأة المرض، مر فيها بلحظات أمل أكثر من لحظات التعب، بعد أن أوكل أمره إلى الله تعالى.
الأعراض
مر مصطفى بأعراض عديدة منها: الحرارة، الإسهال، آلام وأوجاع في الجسم، ضيق في التنفس، ألم في الصدر والحلق، صداع، فقدان حاستي الشم والتذوق وشهية الأكل، وسيلان في الأنف.
3 خطوات للعلاج
وضع آل محسن خطة للعلاج، واتبعها، وهي – كما يقول -: “التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء وغيرها، كان هو العلاج الأول بالنسبة لي، ثم بالتواصل مع الأهل والأحبة والزملاء كل يوم، مما كان له الأثر النفسي الإيجابي والمؤثر، ومجموعة فيتامينات في كبسولة وفوار فيتامين سي، لتقوية الجسم”.
استمرت الحرارة التي شعر بها مصطفى يومان فقط، أما بقية الأعراض فكانت تأتي متتالية، وبعد اليوم الثامن تقريباً بدأ يشعر بزوالها شيئاً فشيئاً، حتى تماثل تماماً للشفاء ولله الحمد.
لا تجزع وأعزل نفسك
مصطفى آل محسن، الذي أكد استعداده للتبرع بالبلازما، لمعالجة المصابين بالفيروس إن لزم الأمر، يوجه رسالة في ختام حديثه: “لن أتحدث عن الحرص على لبس الكمام وبقية الاحترازات، لأنها أصبحت من المسلمات الآن، اتكلم عن من قُدر له وأصيب بهذا الفيروس: أنت لم تختاره لنفسك هو أمر مقدر لك؛ فلا تجزع، ولا تفقد الأمل في الله، فالذي جعل لك نصيباً من هذا الوباء قادرٌ على أن يحي العظام وهي رميم”.
ويضيف آل محسن: “عليك فقط إن أحسست بأي بوادر للإصابة، أو تأكدت فعلاً من إصابتك بعد الفحص، أن تلتزم عزل نفسك، وأن تعلن إصابتك، حتى يعلم بذلك المخالطين لك، ويأخذوا احتياطاتهم، فبذلك تكون عوناً للمحافظة على سلامة الجميع”.