[تعقيب] الحاج باقر رجل مرحلة
المهندس نبيه آل إبراهيم
رحم الله العمدة الوجيه الحاج باقر بن أحمد بن علي بن محسن الزاهر (أبو عبدالحميد) رحمة الأبرار الأخيار.
كان كما ذكر الشاعر الكبير والمؤرخ القدير السيد عدنان العوامي في مقالته وزيادة، وكل من تعامل مع الحاج أبي عبدالحميد عن قرب يرى جيداً مدى ورعه وإيمانه وأمانته ونبله وثقله وقوة شخصيته وحسن تصرفه في إدارة الأمور في أحلك الظروف.
كان محل ثقة وتقدير واحترام كل من حوله سواء من رجال الدولة أو أهل العلم أو الوجهاء والمجتمع بشتى طبقاته، ليس في العوامية فحسب بل على مستوى المنطقة كلها.
ولعل من المواقف المحمودة التي عاصرناها للحاج أبي عبدالحميد، رحمه الله، توليه رئاسة لجنة توزيع أراضي المنح في مخطط الجميمة الجديدة في الجهة الغربية بالعوامية لمستحقيها من المواطنين من أهل البلدة من ذوي الدخل المحدود. كان ذلك في أواسط التسعينيات الهجرية، السبعينيات الميلادية.
وقد أدار المهمة على أحسن وجه بالعدل والإنصاف والبعد عن المحاباة.
وقد رافق ذلك إقرار مشروع البنك العقاري، وأسهم الأمران مجتمعين ـ الأرض والقرض ـ في إنقاذ كثير من الأسر قاطني البيوت المتهالكة التي ضاقت على ساكنيها والعشش والبيوت الخشبية في الأحياء القديمة أو تلك المنتشرة بين النخيل والمزارع، بانتشالهم من حالهم البائس والارتقاء بوضعهم السكني وتحسين واقعهم المعيشي بالانتقال إلى الحي الجديد، بعد بناء بيوتهم الحديثة على الأراضي الممنوحة لهم مستفيدين من القروض المريحة التي وفرتها لهم الدولة مشكورة.
كانت تجربة رائدة وناجحة بكل بمقاييس تلك الفترة الزمنية، وكان لجهود المخلصين أمثال الحاج باقر وزملائه المخلصين رحمهم الله جميعاً الدور الكبير في هذا النجاح بعد فضل من الله تعالى ثم ما وفرته الدولة من توجيه وتخطيط ودعم وتمويل.
رحم الله الحاج أبا عبدالحميد وغفر له وجعل ما قدم من خير وبر ومعروف خدمة لدينه ووطنه ومجتمعه في ميزان أعماله الصالحة.
ونشكر أستاذنا الجليل السيد عدنان العوامي على هذه الإيماءة الجميلة التي أتاحت الفرصة لتعريف الأجيال المعاصرة بشخصية مرموقة من شخصيات المجتمع القطيفي التي قضت حياتها في خدمة الوطن والمجتمع بكل تفانٍ وإخلاص.
* عضو مجلس الشورى.
اقرأ الموضوع الأصل
