الموت يخطف “قمر” عائلة أبو السعود بعد 14 عاماً من مواجهة السرطان مريم.. طبيبة الأسنان.. صاحبة "أجمل ابتسامة" تودع الدنيا.. و"فيصل"

سيهات: شذى المرزوق

بعد 14 عاماً، في مواجهة السرطان أسلمت مريم عبدالإله أبو السعود روحها إلى بارئها. لكن رحيل طبيبة الأسنان، ومواراتها الثرى عصر اليوم، لا ينهي الحرب، فابتسامة هذه الشابة ستبقى حاضرة في قلوب كل من عرفها: طبيبة، ابنة، أماً، زوجة، أختاً، وصديقة.

عائلتها المفجوعة برحيلها؛ تصفها بـ”قمر العائلة”، كما قال عمها علي أبو السعود، أما والدها المهندس الكيمائي عبدالإله عبدالمجيد أبو السعود، فسأل “صبرة”، التي قدمت له التعازي الحارة في رحيل فلذة كبده، “كيف أصفها والكلمات تفلت مني؟”.

تداعت عائلة أبو السعود، وأبناء عمومتهم نصرالله والنصر، وأصهارهم البيات، والأهالي عصراً، لمقبرة سيهات حيث ولدت وعاشت الراحلة مريم، لمواراة جسدها الثرى، هذا الجسد الذي أنهكه سرطان الثدي طوال 14 عاماً، واشتدت وطأته في العام الأخير، قبل أن يختطفها صباح اليوم.

استشارية طب الاسنان في مستشفى القطيف المركزي، رحلت صباح اليوم في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، بعد يومين من تنويمها فيه، إثر تدهور صحتها.

الشابة ابنة الاربعين ناضلت من أجل البقاء أماً لوحيدها فيصل، وابنة لعبدالإله، وزهراء عبدالله البيات، وزوجة لعبدالله علي البيات، وأختاً لـ: زكريا، وجيه، ريم، فاطمة وزينب، ومواطنة خدمت مجتمعها طوال 14 سنة، تُكابر المرض.

رحلة كفاح وألم وأمل

رغم فجيعة الفقد؛ قال والدها بزهو مستعرضاً شذرات من مسيرة مريم “نالت ابنتي شهادة البكالوريوس من جامعة الملك سعود في الرياض، متخصصة في طب الأسنان، وحصلت على البورد السعودي في التخصص ذاته، لتعمل بعدها في عدة عيادات خاصة، تحولت لاحقاً لمراكز الرعاية الصحية الأولية في محافظة القطيف، حتى صدر قرار تعيينها طبيبة في مستشفى القطيف المركزي”.

وأضاف أبو السعود “بقيت طبيبة في المستشفى تمارس مهنتها طوال 10 سنوات، إلى محرم من العام الماضي، حين أوقفها المرض الذي فتك في جسدها”.

بين محرم 1441، ومحرم 1442هـ، عاندت مريم المرض وبإصرار، قوية بإيمانها، تواصل العلاج رغم الألم، ومتاعب التنقل بين المستشفيات، بما فيها مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، تتحسن صحتها نوعاً، ويعاود السرطان صولته معها.

أكمل الأب حديثه “في رمضان الماضي؛ توقف كل شيء، أخبرنا الأطباء عدم جدوى مواصلة العلاج، سلمنا أمرنا وأمرها إلى الله سبحانه وتعالى. وبقت ابنتي مُحاطة برعايتنا العائلية؛ بيني وبين أمها، وزوجها، وابنها الصغير واخوتها”.

حتى أول من أمس؛ كانت مريم في مستشفى القطيف المركزي، ترقد على سرير أبيض، يرافقها المرض، على بعد أمتار من عيادتها، لتنتقل إلى مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، وفيه انتهت قصة نضال مريم، وطوى الموت صفحة تعب وجهد وألم في حياة هذه الطبيبة، لترحل إلى بارئها.

العم علي: لم تكن عابرة

عمها علي أبو السعود، حين تحدث إلى “صُبرة”، لم يكن أقل تفجعاً وزهواً من شقيقه عبدالإله، واصفاً ابنة أخيه بـ”القمر”، وقال “هي قمر عائلة أبو السعود، وإن غاب إلا أن نوره باق فينا؛ ملامحها، ابتسامتها، هدوء حديثها، جمال خلقها، وطيب معشرها، لا يسهل نسيانه، لم تكن مريم يوماً سيدة عابرة، بل ذات أثر، وفي قلوبنا ستحيى ابنتنا”.

أضاف العم “لم يبق من رائحتها الا ابن شاب في مقتبل العمر، في آخر سنوات المرحلة المتوسطة، لم يكن لها صديقة مقربة؛ فهي صديقة الجميع، وعلى حد سواء”.

صديقات يرثين صاحبة “أجمل ابتسامة”

ولأن مريم أبو السعود كانت صديقة الجميع، انهالت مفردات الرثاء والوداع في “تويتر”، نعتها زميلتها ريهام شروفنا في تغريدة كتبت فيها “اللهم ارحم الدكتورة مريم ابو السعود، اللهم اغفر لها وارحمها واعف عنها، واكرم نزلها ووسع مدخلها، واغسلها بالماء والثلج والبرد، ونقها من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأنزلها منازل الشهداء والصديقين، وحسن أولئك رفيقاً.

‏الله يرحمك يا مريم بقدر ما اوجعنا خبر وفاتك”.

ودونت زميلة أخرى الدكتورة براءة الخرمدي “رحيل الأحبة هو انكسار في الروح.. لمن هم في القلب حكايا وجميل صور.. فجعنا اليوم برحيل حبيبتنا.. القريبة من حنايا القلوب د.مريم ابو السعود..

‏عانقت الدموع هذا الخبر الحزين… لم تصافحك العيون عزيزتي مريم.. ولكن دعواتنا.. قلوبنا.. دموعنا… تقف لك…. لتقول وداعًا.. ولروحك سلاماً”.

في حين ودعتها الدكتورة ميرال الجشي في تغريدة أخرى مغرقة في العامية القطيفية “وداعاً مريم افتقد صوتش وسوالفش ومشاكساتش افتقد مزحش وتعليقش على الكلام القطيفي افتقد روحش اللي كانت تنشر البهجة والسرور في كل مكان عزاءنا الوحيد انش عند رب كريم ورحيم بيعوضش عن كل الالم والعذاب نامي قريرة العين حبيبتي ام فيصل”.

وغرد ابن خالتها نزيه النصر عضو مجلس إدارة رئيس لجنة المسؤولية الاجتماعية في الاتحاد السعودي لكرة القدم، “رحم الله أبنة خالتي العزيزة الدكتورة مريم أبو السعود، وأسأل الله لها الرحمة والمغفرة، وأن يعوض شبابها وصبرها بالفردوس الأعلى، وأن يلهم والديها وزوجها ابن خالي الغالي عبدالله البيات الصبر والسلوان.

‏إِنَّا لِله وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ”.

اقرأ أيضاً:

القاتل هو السرطان.. صباح أبو السعود تلحق بابنة عمّها الطبيبة “مريم” خلال 24 ساعة

‫2 تعليقات

  1. بسم الله الرحمن الرحيم (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) عظم الله أجوركم أبو زكريا الأخ المهندس عبدالإله عبدالمجيد أبو السعود وعزاؤنا لأم زكريا ولإبن الفقيدة فيصل ولزوجها الأخ عبدالله البيات ولجميع إخوتها وأخواتها وعائلة أبو السعود والبيات والنصر وأرحامكم وعزاؤنا موصول لزميلات وأحباب المرحومة (لإبنتي زميلة المرحومة الدكتوره شروق عبدالله الحصار أم غسان) وأحسن الله عزاءكم وربط على قلوبكم بالصبر والسلوان.فلله ما أعطى ولله ما أخذ تغمد الله الفقيدة السعيدة الشابة الدكتوره مريم بنت عبدالإله أبو السعود أم فيصل البيات بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته وأن يجعل قبرها روضة من رياض الجنة إنه سبحانه وتعالى ولي ذلك والقادر عليه وأن يعوضها عن شبابها بالفردوس الأعلى وأن يحشرها مع سادتها النبي محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين والفاتحة لروحها ولأسلافها وللمؤمنين والمؤمنات وإنا لله وإنا إليه راجعون أبوفهد

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×