رحل مُقبل وشقيقتاه عائشة وياسمين تحلمان بإنشاء منتخب “بوتشيا” محسن آل إسماعيل يختتم اليوم تدريب 30 فتاة على أصول اللعبة

القطيف: نداء آل سعيد

منذ 3 سنوات، حَلِمَّ مُقبل المقبل أن يرفع العلم السعودي في بطولة “البوتشيا” لاتحاد غرب آسيا، المقامة آنذاك في العاصمة الأردنية (عَمان)، لكن القدر حال بين مُقبل وحلمه، توفي قبل إقامة البطولة بأسبوع.

تعهدت عائشة وياسمين المقبل، تحقيق حلم أخيهما الراحل، بل ربما أبعد من ذلك، حيث تطمح الأختان لإنشاء منتخب “بوتشيا” نسائي سعودي، يضم صاحبات الهمم المصابات بالشلل الرباعي.

قالت عائشة لـ”صُبرة” بحماسٍ غير منقطع النظير، “سنثبت لكم بأننا قادرات، لا نعرف المستحيل، طالما نملك إرادة وعزيمة؛ فسترون قدراتنا، سترون أننا بطلات قادرات على المشاركة في المحافل الدولية بإذن الله”.

دورة تدريب وتأهيل

هذا الحلم هو ما دفع الشقيقتان للمشاركة حالياً، في دورة التدريب والتأهيل لصاحبات الهمم من مصابي الشلل الرباعي والدماغي، على رياضة “البوتشيا”، لمدة أربع ساعات مكثفة على مدار ثلاثة أيام، وتختتم اليوم (السبت)، في نادي الخليج بسيهات، ويقدمها المدرب البطل الدولي محسن آل إسماعيل.

تهدف الدورة إلى تأهيل مدربات ومساعدات، لتهيئة البيئة لعمل بطولة دولية على أرض المملكة، فضلًا عن المساهمة في دخول أكبر عدد من العناصر النسائية في رياضة “البوتشيا”، برعاية الأميرة خلود بنت خالد بن ناصر آل سعود.

دخلت عائشة المقبل ذات الـ29 ربيعًا، عالم “البوتشيا” عام 2015، حازت على الميدالية الذهبية، في بطولة البحرين. في نفس الفريق تشارك أختها ياسمين، التي تعتبر أن هذه اللعبة “جزءاً لا يتجزأ من حياتنا”، كما تعجبها روح المنافسة فيها.

توجه ياسمين، رسالة إلى العائلات التي رزقت بأبناء من ذوي الإعاقة، قائلة في حديثها لـ”صُبرة” “إذا عندكم شخص من ذوي الإعاقة ادعموه وأخرجوه للعالم، وسترونه بطلاً بإذن الله، فلا شيء مستحيل، وبالإرادة والعزيمة سنصل لما نريده. هذه الرياضة فرصة، ونريد أن ننشرها في المملكة”.

مدربات في كل محافظة

الرئيس التنفيذي لنادي الأحساء لذوي الإعاقة خالد أحمد بوسحه، قال في كلمته الافتتاحية للدورة “نهدف من خلال إقامة الدورة التدريبية إلى أن تكون النساء قادرات على تدريب غيرهن، حرصًا منّا على كسب أكبر عدد من المتدربات على مستوى المنطقة الشرقية، ليكون في كل محافظة مدربات؛ لإظهار ذوات القدرات الخاصة للمجتمع”.

يشارك في الدورة فريق “كن مستعدًا الإسعافي”، للإشراف الوقائي والتنظيمي حرصًا على اتخاذ التدابير الاحترازية في  ظل جائحة “كوفيد-19”.

200 متدربة

من جانبها، أوضحت المدربة المعتمدة للإسعافات الأولية بدور عباس العبيدي، أن فريق المُسعفات “حريص على التنظيم والمحافظة على التباعد الاجتماعي؛ بتقسيم المدربات إلى خمس مجموعات، وكل مجموعة تشرف عليهن مسعفة إسعافات أولية”.

وسجل نحو  200 متدربة في الدورة التدريبية، تم توزيعهن وفقًا للمناطق السكنية: سيهات، الخبر، الاحساء والدمام، اتباعًا للإجراءات الاحترازية، ومنها التباعد الاجتماعي، والتحق في الدورة التي تختتم اليوم 30 منهن.

العودة إلى الملاعب

أحمد عبدالرحمن الدومان (24 عاماً)، يعمل مساعدًا لإتمام الدورة بنجاح، هذا الشاب القاطن في مدينة الخبر، والذي منعته الإعاقة من إكمال تعليمه، حقق إنجازًا بالمشاركة في بطولة اتحاد غرب آسيا للعبة “البوتشيا”، بمساعدة أخيه مبارك.

فيمّا يأمل خليل عيسى دعبل، من القطيف، الفائز ببطولة اتحاد غرب آسيا في الأردن عام 2018، العودة للنادي لممارسة اللعبة، والذي أغلق لفترة بسبب جائحة كورونا، قال “البوتشيا لعبة مهارية ممتعة، تحتاج إلى تركيز عال”.

لعبة حماسية تخلق أبطالًا

تُعد “البوتشيا” إحدى الرياضات الحديثة في المملكة، والوطن العربي عموماً، وهي مصممة خصيصًا لذوي الإعاقات من فئات الشلل الرباعي والدماغي، وتنمي لدى اللاعب المهارات الذهنية والجسدية، وتسهم في دمج هذه الفئة مع المجتمع، وكسر عزلتهم، وتعزيز روح العمل الجماعي.

يمكن للاعب بكرسيه المتحرك ممارسة هذه الرياضة في الصالات المغلقة، وتعتمد على التركيز في توجيه الكرة، وتُلعب على المستوى الفردي أو الزوجي، أو الجماعي، وبالإمكان ممارستها مهما كانت درجة الإعاقة.

تمارس “البوتشيا” ضمن فريقين؛ الأول يحمل الكرات الحمراء، والآخر الزرقاء، كل فريق له شوطان، وفي نهاية كل منهما تحسب نقاط للكرات القريبة للكرة البيضاء (جاك) التي تشكل الهدف.

ظهرت هذه الرياضة لأول مرة في أولمبياد نيويورك عام 1984، وتقسم فئات اللعب على 5 مجموعات، هي: BC1 ،BC2 ،BC3 ،BC4 BC5، حسب درجة وشدة الإعاقة، وتتكون أدوات اللعبة من: كرسي متحرك، حقيبة الكور، الرامب، خوذة الرأس.

اقرأ أيضاً:

غداً.. البطل الدولي محسن آل إسماعيل يدرّب ذوات الشلل الرباعي في رياضة “البوتشيا”