الانفلونزا الموسمية تنافس “كورونا” خريفاً.. والأعراض متشابهة بدء حملة تطعيم في المراكز الصحية بالقطيف
القطيف: معصومة الزاهر
بالتزامن مع بدء حملة التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية في مراكز الرعاية الصحية الأولية في القطيف غداً (الأحد)، تكررت الأسئلة القديمة، وطفت على السطح، وفي مقدمتها الفرق بين فيروس كورونا المستجد، والإنفلونزا العادية، وأهمية التطعيم في حماية الجسم من فيروس كورونا المستجد، والمناعة التي يكتسبها الشخص من التطعيم.
هذه الأسئلة وغيرها طرحتها “صُبرة” على المختصين الذين أجمعوا على أهمية التطعيم، وقدرته على منح الجسم بعض المناعة التي قد تمكنه من مواجهة “كورونا”.
وقال مستشفى القطيف المركزي في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، اليوم (السبت)، إنه اعتباراً من غدٍ، سيكون بمقدور الجميع الحصول على التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية، ضمن حملة شاملة في مراكز الرعاية الأولية.
وأعلن مدير مراكز الرعاية الصحية الأولية في القطيف الدكتور هادي آل ناصر، أن الحمله ستنطلق اعتباراً من غد، موضحاً أن جميع المراكز ستستقبل الراغبين في التطعيم أثناء الدوام الرسمي، من دون موعد مسبق.
4 أنواع
وأجمع أطباء التقتهم “صُبرة”، على أنه خلال موسم الأنفلونزا الموسمية، تهاجم 4 أنواع من الفيروسات، وهي A – B – C – D، الجهاز التنفسي، وإذا كان الأخير منها لا يقرب الإنسان ولا يصيبه، ولكن الأول قابل للتحور كل سنة بتغير جيناته، ما قد يتسبب في تفشي الأمراض.
وقد يتغلب الجسم على الفيروس ويقاومه، وقد لا يقدر، وينتج عن ذلك الموت أحياناً. وأشاروا إلى أن التغير الذي يحدث بشكل سنوي يُصعب إيجاد لقاح شامل يقضي على الفيروس، بسبب تحوره المستمر، لافتين إلى أن فيروس كورونا هو عبارة عن سلالة جديدة من هذه الفيروسات.
ويحمل فيروس “كوفيد 19” وفيروس الانفلونزا الموسمية أعراضًا مشابهة، مثل: الحمى، السعال، الصداع وألم في الجسم والعضلات. ويتفوق “كورونا” على الانفلوزا الموسمية بعرضين إضافيين؛ هما فقدان حاستي الشم والتذوق، وكلاهما ينتقل من البشر للبشر في الزحام بالطرق نفسها، مثل: الرذاذ والملامسة المباشرة مع أيدي ملوثة بالفيروس، والمشاركة في الأدوات الشخصية.
نزلة البرد
يركز أخصائي الصحة العامة الدكتور غريب السالم، على الفرق بين الأنفلونزا الموسمية ونزلة البرد، وقال “هذا الأمر يغفل عنه الكثيرون، فنزلة البرد العادية تصيبنا أكثر من مرة في السنة، والأنفلونزا الشيء نفسه، ولكن الأولى تكون أخف وأعراضها تبدأ تدرجاً، ولا تصاحبها حرارة أو صداع، مع ألم في الجسم وتعب خفيف، ولكن الأنفلونزا تبدأ قوية وتصاحبها حرارة عالية، قد تصل إلى 40 درجة مئوية، فضلاً عن الصداع وألم في الجسم والعضلات، وكذلك إرهاق وتعب تطول مدته لأكثر من أسبوعين أو ثلاثة، بحسب اختلاف المناطق من حارة إلى باردة، وتكون نسبة الإصابة بها كبيرة، أما نزلة البرد، فيكون الاحتقان فيها أكثر، وألم الحلق أكثر من الانفلونزا الموسمية.
وتابع السالم “عادة؛ لا يتم فحص أسباب الاصابة بالإنفلونزا، وهل هي عادية أم أن هناك سبباً آخر، لكونها لا تسبب وفيات ولا تحتاج إلى تنويم، ولكن إذا حدث تفش كبير، ويحتاج الأمر إلى المراقبة والعناية داخل المستشفى أو نتج عنها وفيات، هنا نبدأ فحص الأسباب لمعرفة هل هي كورونا أم لا، مثال ذلك فترة انتشار أنفلونزا الخنازير، وكذلك أنفلونزا الطيور”.
10 أيام
ويكمل “تختلف الفيروسان في سرعة الانتشار، فكورونا أكثر انتشاراً، وطرقه في ذلك إلى الأن لم تُكتشف كلها، ولا تزال قيد الدراسة. وعند التعرض للانفلونزا الموسمية، يحتاج الشخص المصاب إلى 4 أيام وفترة حضانة أسبوع حتى 10 أيام، تبدأ الأعراض حادة وتضعف تدريجياً، وتصيب الجهاز التنفسي العلوي، وتنزل إلى الرئتين، ونادراً ما تسبب التهاب الرئة، وبينما فيروس كورونا يحتاج إلى 5 أيام حتى تظهر أعراضه، وتبدأ خفيفة وتزداد، وتسبب التهاب الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، وضيق تنفس، ويحتاج الجسم إلى 14 يوماً وأحياناً أكثر كفترة حضانة، وهذا الجزء ساعد في انتشاره بسبب طول مدة حضانته، وكلاهما يصيب جميع الأعمار من الجنسين.
تجلط الشرايين
ويتابع السالم “أكثر أسباب الخوف من فيروس كورونا، أنه يسبب الوفيات، وإحدى النظريات تقول إنه يسبب تجلطاً في الشرايين والأوردة، بينما الانفلونزا الموسمية لا تسبب هذا العرض، وهناك تأثير لكورونا على الأعضاء داخل الجسم، فقد يساهم في فشلها، بينما هو نادر الحدوث في الإنفلونزا الموسمية. وأحياناً يكون من الصعب تحديد أيهما يحمل الفيروس، فينصح بأخذ استشارة عن طريق العيادة الافتراضية أو زيارة المركز الصحي تطمن، للكشف، ويحدد الطبيب هل هو يحتاج المريض لمسحة أم لا، وهل هي موسمية أم كورونا. والحالتان مُعديتان، ولهذا ينصح الجميع بعدم التشارك في أدوات غير الشخصية، واتباع تعليمات التباعد”، مبيناً أنه ما يساعد على التقليل من انتشار الانفلونزا الموسمية هو التطعيم.
مسحة البلعوم
بدوره، يقول الطبيب العالم الباحث البروفيسور المساعد في كلية الطب بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحيه في الرياض الدكتور وسيم بدر الطلالوة “يمكن تشخيص فيروس كورونا المستجد إكلينيكيًا من خلال تاريخ التلامس، وتأكيده عن طريق مسحة البلعوم والأنف، ولكن التصوير المقطعي المحوسب أصبح أيضًا أحد الخيارات”، مضيفاً “كورونا يؤثر بشكل أساس على الجهاز التنفسي العلوي، ولكنه لا يزال يؤثر على الجهاز التنفسي السفلي، مثل الرئة، علاوة على ذلك، يمكن أن يحفز كورونا جهاز المناعة على إنتاج السيتوكينات التي لا تؤثر فقط على أنسجة الرئة، ولكن يمكن أن تؤثر أيضًا على الكلية والقلب. وفي الفحص المعملي، تم ربطه بتجلط الدم، وتقليل الخلايا اللمفاوية التائية، ورفع إنزيم الكبد”.
يضيف الطلالوة “تشمل الأعراض الشائعة لكورونا المُستجد؛ الحمى والسعال وضيق التنفس وأحياناً يتطور إلى التهاب رئوي، قد يسبب مضاعفات خطرة لدى الأشخاص المصابين بنقص المناعة وكبار السن والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل السرطان والسكري وأمراض الرئة، ولعدم وجود علاج أو لقاح؛ فإن الوقاية من المرض تتم بشكل أساس عن طريق النظافة الشخصية، وممارسة آداب العطس والسعال بأمان، وتجنب الاتصال الوثيق مع أي شخص يعاني من أعراض نزلات البرد أو الأنفلونزا، وتجنب التعامل مع الحيوانات غير الآمنة سواء كانت برية أو في المزرعة”.
إجراء التحليل
يعرّف اخصائي الأنف والأذن والحنجرة الدكتور حسين آل ثابت، “كوفيد 19” بأنه “سلالة جديدة من الفيروس التاجي الذي تكمن خطورته في سرعة انتقاله وشراسته، فضلاً عن عدم وجود أجسام مضادة له في الجسم الذي يتعرض للإصابة به للمرة الأولى”.
ويقول “يجب أن نكون حذرين جداً، ونلتزم الاحترازات اللازمة لتجنبه، وعند ظهور الأعراض، وهما متشابهان، فيجب على المريض عزل نفسه أولاً، وإجراء التحليل حتى لا ينتشر للمخالطين حوله، يجب أن يكثر من شرب السوائل وتناول المسكنات، ولا يمكن عمل مقارنة بين الانفلونزا الموسمية مع الفيروس المستجد الذي مازال للأسف يفتك بكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة ونقص المناعة”.
معدل الوفيات
عن مقارنة الوفيات بين فيروس كورونا المستجد والانفلونزا الموسمية، يتحدث الدكتور شوقي أسعد المشرف، استشاري مختبر الحاصل على دكتوراه في علم الجراثيم السريرية، قائلاً “يبدو أن معدل الوفيات الناجمة عن الإصابة بكورونا أعلى من معدل الوفيات المرتبطة بالإنفلونزا، لا سيما الموسمية”.
ويقول المشرف الحاصل أيضاً على ماجستير في علم الأمراض السريرية، إن “البيانات المتاحة لدينا حتى الآن؛ تشير إلى أن معدل الوفيات بسبب كورونا يراوح بين 3 إلى 4 في المئة. في المقابل؛ فإن المعدّل بالنسبة للإنفلونزا الموسمية أقل بكثير من 0.1 في المئة، غير أن الوفيات ترتبط إلى حد كبير بالحصول على الرعاية الطبية وجودتها”.
ويتابع بالقول “مقارنة وفيات الجائحة ووفيات الأنفلونزا الموسمية لا تقيس بدقة أثر الجائحة، وذلك لسبب آخر، فبالمقارنة مع الأنفلونزا الموسمية؛ يتضح أن الفيروس H1N1 يؤثر في الفئة العمرية الأحدث في كل المجموعات، أي الذين تتكرر إصابتهم بالعدوى أكثر من غيرهم، والذين يعالجون في المستشفيات ويحتاجون إلى العناية المركزة، في حين لن يتسنى استيعاب معدل الوفيات الحقيقي لفيروس كوفيد -19 بشكل كامل قبل مرور فترة من الزمن، ومن المرجح ألا يتسنى إجراء تقديرات دقيقة للوفيات ومعدلاتها إلا بعد مرور عام أو عامان على بلوغ الجائحة ذروتها. وستعتمد هذه التقديرات على أساليب مماثلة لتلك المستخدمة في حساب معدل الوفيات غير العادي أثناء أوبئة الانفلونزا الموسمية.