التعليم في زمن “كورونا”.. حتى مجالس الآباء أصبحت افتراضية الأمهات الأكثر تفاعلاً مع المنصات.. وأولياء أمور يصرون على زيارة المدارس
بعد مرور 7 أسابيع.. أولياء الأمور والمدارس يقيمون تجربة "الغرف الافتراضية"
القطيف: شذى المرزوق
مرت 7 أسابيع على بدء العام الدراسي الحالي، وتطبيق تجربة التعليم عن بُعد عبرَّ منصة “مدرستي”، ظروف تعليمية فرضتها جائحة كورونا، يعشيها المعلمون والطلاب معًا، ليتغير مكان الدراسة من الفصل المدرسي إلى فصول افتراضية، وتعتمد طريقة التواصل الجديدة عبر تطبيقات الهواتف المحمولة.
تحول مجلس الآباء الحضوري، إلى غرفة افتراضية، لبجتمع أولياء الأمور مع المعلمين في غرفة واحدة، أطلق عليها “غرف الآباء الافتراضية”؛ لمتابعة مستوى الأبناء، مقسمة تبعاً للمرحلة التعليمية للطالب.
مدارس المملكة بلا استثناء، فتحت للآباء والأمهات هذا المجال لمدة أسبوعين، بدايًة من الماضي وحتى الحالي، من خلال غرف افتراضية عبرَّ منصة “مدرستي” وبرنامج “مايكروسوفت تيمز” على الهواتف المحمولة، حيث يتلقى الطلبة الدروس في فصول افتراضية.
تابعت “صُبرة” تجربة أولياء الأمور، للمرة الأولى مع الغرف الافتراضية، واستعداد المدارس الأخرى لتجهيزها.
تجارب أولياء الأمور
رباب رامس، وهي والدة طالب بالقطيف، تصف تجربتها الأولى مع الغرف الافتراضية، قائلة “جميلة ومريحة.. تلائم الوضع الذي نعيشه الآن، وتفي بالغرض ولا تحتاج لمواصلات”.
لكن أكثر ما يميز هذه التجربة بالنسبة إلى رباب هي “العودة لرؤية إجابة المعلمة على سؤالها وقتما تشاء”، وهذا ما تراه “مناسبًا ويخفف الضغط من ولي الأمر على المعلمة”.
فيمّا خاضت فاطمة المرهون، والدة طالبة بالقطيف، تجربتها على منصة “مدرستي” لن تنساها، تروي “أرسلت لنا المرشدة الطلابية رسالة بضرورة استخدام أيقونة الطلبات في حساب إبنتي؛ لإرسال رسالة للمعلمة؛ حيث أتمكن من السؤال عن مستوى ابنتي، ولأني لا أعرف التكنولوجيا جيدًا اتصلت بجارتي؛ التي وجهتني وطلبت أن أدخل للمنصة تبعًا لإرشادها”.
انتظرت المرهون رد المعلمة لنحو ساعة، لكن الوقت جعلها تتواصل مع جارتها مرة أخرى، “نبهتني جارتي أن المعلمة بدأت ترد؛ وفعلاً حضرت المعلمة وأجابت على أسئلتي والمستوى التعليمي لابنتي منذ بدء الدراسة”.
لم ترض المرهون كثيرًا عن الفصول الافتراضية، معبرة بلهجتها المحلية “مو بحلاوة لما تكوني مع المعلمة، تاخذي وتعطي معاها حسيت بالجمود”.
وقالت فاطمة الزاهر، والدة طالب في العوامية، عن الفصول الافتراضية لأولياء الأمور “انعقد الاجتماع الخميس الماضي، كان عبارة عن تعليمات وتوجيهات إدارية، والسؤال عن الطالبات من خلال التواصل الخاص بكل معلمة عبرَّ المنصة”.
استعدادات المدارس
يروي مدير متوسطة سيهات، رضا القلاف، لـ”صُبرة” الاستعداد التقني لاستقبال أولياء الأمور افتراضياً، قائلًا: “تم إعداد الغرف والأكواد الخاصة بكل معلم، والمجهزة لكل مرحلة من مراحل الدراسة المتوسطة، على أن يتم توزيعها عبرَّ غروب الواتس أب للأهالي”.
وأضاف أن “المنصة منظمة أمام كل معلم، لاستقبال أسئلة أولياء الأمور، إذ شهدت سهولة ومرونة في التواصل بين المدرسة والطلاب وأولياء الأمور”.
أشار القلاف إلى أن مجال الأسئلة يفتح لدقيقتين فقط، شاملة خصوصية التواصل، فضلًا عن اختيار التوقيت الأنسب لإقامة مجالس أولياء الأمور، على أن يكون في أثناء الدوام الرسمي؛ تفاديًا لتعب أولياء الأمور بعد مشقة يوم طويل دراسي.
التجربة ناجحة من وجهة نظر القلاف “نجاح التجربة للدراسة فمن بين 36 طالبًا في الفصل الواحد، قد يتخلف من 2 إلى 4 طلاب”، منوهًا إلى أن هذا يُقاس أيضًا على أولياء الأمور.
لم تخل تجربة متوسطة سيهات من صعوبات تقنية، واجهتها على المنصة خلال الأيام الأولى “تداركها لاحقا لتسجل نجاحا كبيرا”، حسبما يروي مدير المدرسة، الذي يقدر نجاح التجربة من 50% إلى 60%، وهي نسبة يراها “إنجازًا في حد ذاته”.
بدوره، قال المرشد الطلابي لمدرسة سيهات المتوسطة، حسين السنبسي، إن “المجلس الذي سيقام اعتباراً من اليوم، تم الإعداد له بمتابعة من مكتب تعليم القطيف، لجنة الكنترول، والدعم الفني بإشراف إداري من المدرسة؛ للتأكد من خلو الروابط المفترض أن تكون لكل معلم منهم رابطاً خاصاً من أي مشاكل تقنية”.
إلكترونياً.. حضورياً وتلفونياً
فيمّا اختتمت مدرسة الثانوية الرابعة للبنات بسيهات، مجلسها الحضوري للأمهات الخميس الماضي، بعد 3 أيام خصص كل يوم منها لمرحلة دراسية.
وقالت وكيلة المدرسة، بشرى المهنا “التزمنا التعميم الرسمي الموجه لإدارات المدارس؛ بفتح المجال للمتابعة المباشرة بين البيت والمدرسة، وسؤال الأمهات عن المستوى الدراسي والسلوكي لبناتهن بشكل حضوري”.
لكن المدرسة شهدت حضوراً قليلاً من الأمهات، ما دفع الإدارة لفتح أبواب المجالس الافتراضية للأمهات صباح الأحد، من خلال منصة “مدرستي”، وتستمر حتى الاثنين؛ لاستيعاب أكبر عدد من الاستفسارات.
وتعتقد المهنا أنه لا يوجد اختلاف بين وسيلة التواصل مع أولياء الأمور، الذي كان يتم سابقاً عبر الهاتف، بينما أتاحت المنصة التواصل الإلكتروني، لكن الجديد هو رفض بعض المعلمات سابقًا التواصل التليفوني.
رغم أن أولياء الأمور لم يتواصلوا مع الإدارة أمس، إلا أنها لم تغلق باب التواصل مع الآباء”، ولهذا قد تستمر ثانوية سيهات في المتابعة التليفونية.