مزارعو الورقيات والحشائش: أمانة الشرقية حولت ليلنا إلى نهار وكبدتنا خسائر حددت أوقات البيع بين 12 ليلاً و5 صباحاً بسبب "كورونا" والصيف"
القطيف: ليلى العوامي
قال مرزاعو الورقيات والحشائش إنهم يعيشون “ظروفاً صعبة”، تحول دون تسويق منتجاتهم، وإدارة مزارعهم، مشيرين إلى أن تغيير أوقات العمل في سوق الدمام المركزي بالتزامن مع جائحة كورونا، أربك حياتهم، وحوّل ليلهم إلى نهار، ونهارهم إلى ليل، داعين أمانة المنطقة الشرقية إلى إعادة النظر في أوقات السماح لهم بالعمل، حتى يتمكنوا من تسويق منتجاتهم وعدم تكبيدهم خسائر تزيد من معاناتهم.
الأجواء الحارة
يلخص المزارع علي عيسى المرزوق، نيابة علن المزارعي المعاناة، قائلاً “تبدأ مشكلتنا من السوق المركزي في الدمام، حيث رأت الأمانة مع جائحة كورونا، أن يكون البيع ليلاً من الـ6 مساءً وحتى الـ5 فجراَ، بسبب الأجواء الحارة، ومع اشتداد الحرارة في شهر يوليو الماضي؛ تم تعديل أوقات البيع، وأصبحت من الـ12 ليلاً حتى الـ5 صباحاً، وفي هذا التوقيت يكون ارتياد السوق قليلاً، أو شبه معدوم”.
في شهر أكتوبر الجاري، يتوفر الإنتاج المحلي بكثرة، الأمر الذي يحتاج إلى ساعات أطول لتسويق الإنتاج، ولكن المرزوق يضيف “أمانة الشرقية مصممة على تنزيل البضائع من الـ12 ليلاً إلى الـ5 فجراً، وهذه الساعات لا تكفي لبيع الإنتاج”.
وقت غير كافٍ
ويذكر المرزوق أن المزراعون “يجدون مشقة في التسويق ليلاً، خاصة كبار السن مثلي، فلا أستطيع أن أصحو عند الـ12 ليلاً، فهو وقت النوم والراحة لي، فكيف سأصرّف بضاعتي في هذا الوقت، علماً بأن سهري في الليل يؤدي إلى نومي ناراً، وهنا تظهر مشكلة أخرى، فمن سيتابع عمال المزرعة، ويشرف على الإنتاج وعلى المزرعة؟”.
قبل جائحة كورونا، كانت أسواق المملكة تعمل على فترتين، “وهذا ما نريده ونتمناه”، بحسب المرزوق، الذي يضيف “كنا نعمل 8 ساعات يومياً، وكانت لا تكفي لتصريف الإنتاج، والآن تقلص الوقت، ونحن مطالبون بالإشراف على العمال ومتابعة الإنتاج والمزراع، وفي الوقت نفسه مطلوب منا تصريف البضاعة بأنفسنا، وفي هذا الوقت لا يوجد مشترون”.
وتابع المرزوق “نحن أيضاً نقوم بالتصدير إلى الكويت والبحرين، وهاتان الدولتان تحتاجان للمنتج في ساعات الفجر الأولى، وحتى التاسعة صباحاً لشراء المعروض، فإذا لم نكن موجودين في هذه الفترة، سيشترون من مناطق أخرى، ما يؤدي إلى تكدس منتجاتنا، وبالتالي تكبدنا خسائر فادحة”.
ويضيف المرزوق “نتابع مشكلتنا مع مدير الأسواق، ولم نتلق منه أي رد حتى الآن، ففي السنوات السابقة، كانت هناك لجنة مشتركة بين المزارعين والدلالين والجمعية التعاونية الزراعية، ووزارة البيئة والمياه والزراعة، وجهة من الأمانة، وكان أي إجراء أو نظام جديد يتم الإتفاق عليه بين هذه الأطراف، ولا يؤخذ إلا بعد مشاركة الجميع فيه، ولكن للأسف في الأونة الأخيرة استفردت الأمانة بالرأي من دون الرجوع لأية جهة أخرى”.
مظلات للمحاصيل
مشكلة أخرى، تؤرق المزارعين، وهي ـ بحسب المرزوق ـ أن 40% من إنتاجهم من الورقيات مثل الكزبرة والبقدونس وغيرها، وهذه الورقيات “حساسة وضعيفة، لا تحتمل الأجواء الحارة، والأمانة خصصت موقعاً غير مظلل، يؤدي إلى فساد المنتجات”.
ويضيف “نحن المزارعين، نوقف سياراتنا في مكان مكشوف تؤثر عليه الحرارة والرطوبة والأمطار، وهذا يؤدي لإتلاف المحصول”، مطالباً الأمانة بتخصيص “مكان مظلل، يحافظ على إنتاج المزراعين، وتخصيص فترتين لوقت الحراج؛ صباحية ومسائية، بدلاً من فترة واحدة”.