عن “الدقة القديمة” وخطاب معالي الوزير

المعلمة ثريا عدنان العوامي

 

شاهدتُ مثل غيري من المعلمين خطاب معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، في حديثه عن تحديات الوزارة التعليمية في الظروف التي تُحيط بها في جائحة كورونا.

وبرأيي  كمعلمة؛ وجدتُ في وصف الوزير بعض المعلمين بـ “الدقة القديمة” قسوةً من معاليه، وأحسستُ بأنها تمسّني وتمس قرابة نصف مليون معلم ومعلمة، على الرغم من أنني أتفهّم أن معالي الوزير لم يكن معمّماً هذا الوصف على جميع العاملين  في حقل التعليم.

إنني أضع نفسي ضمن دائرة “الدقة القديمة” التي تعاملت مع تحوّلات العمل التعليمي في بلادنا، ورغم كوني من هذه الدائرة؛ فإن دوري ورسالتي حتّما عليّ أن أكون في مستوى الواقع. وأجد أنه لشرف لي أن أكون “دقة قديمة” بخبرات عالية على أن أكون طرازاً حديثاً بمخرجات هشة.

ولم يمنعني انتمائي إلى “الدقة القديمة” من تطوير كفاءتي باجتهادات شخصية، والتدرب على أغلب البرامج التقنية الحديثة واستخدامها في معالجة مشكلات التحدّي الجديد في المنصة التعليمية. والتحديات الأخرى في المجال التقني على مدى سنوات عملي كمعلمة.

إن تدريب الموظف/ المعلم هو مسؤولية الوزارة بالتأكيد، ولكن هناك آلافاً من “الدقة القديمة” يمارسون التدريب بلا توقف، على أمل مساعدة الأجيال الجديدة من المعلمين.

وسبق لمعالي الوزير أن وجّه العتب مراراً وتكراراً على المعلم بسبب ضعف مخرجات الطلاب.

والأولى بنا أن نحمل الوزارة ضعف تأهيل موظفيها.

هذا من جانب والجانب الآخر أنني أرى جميع الوزارات تدافع عن موظفيها وتجد لهم العذر في النقص والقصور وتبرر أخطاءهم، ماعدا وزارة التعليم، على الرغم من أن المعلمين يبذلون جهودهم بتفانٍ لسدّ نقص وزارتهم. والمعلم هو الموظف الوحيد الذي يشتري مكتباً وكرسياً لوظيفته، ويدفع ثمن أوراق الطباعة والأجهزة وغيرها الكثير من جيبه الخاص، كل ذلك من أجل تيسير العملية التعليمية.

يا معالي الوزير..

الدقة القديمة يناشدون احتساب سنوات البند الضائع، فهم عالقون في الوظيفة لأسباب خارجة عن إرادتهم.

الدقة القديمة يأملون في توظيف خريجين شباب يواكبون التطور المنشود.

الدقة القديمة يا معالي الوزير يأملون في الاستفادة من خبراتهم، فقد قارب بعضهم من خبرة الثلاثين عام والأولى الاستفادة بما في جعبتهم من أفكار ومعارف وخبرات.

إذا أردنا تعليماً متميزاً ومخرجات جيدة؛ فلابد أن نركز على جميع نواحي التعليم، وندرس الأسباب التي أدت إلى تراجع المخرجات.

علينا أن نملك الشفافية والوضوح والصراحة لمعالجة الأخطاء.

علينا أن نركز على الكيف وليس الكم.

نقلل عدد حصص المناهج ونثري الجانب العملي وندعم النقد البناء.

علينا ألا نتسبب في إصابة المدرسة بتخمة المناهج ثم نطالب بعلاجها من تبعات السمنة المفرطة.

فلنستفد من خبرات الدول الأخرى التي نجحت (فنلندا مثالا)، فالطالب هناك لا يدرس أكثر من أربع حصص في اليوم ومخرجاتهم من أعلى المخرجات على مستوى العالم.

هناك عيوب جذرية في التعليم تحتاج إلى معالجة وهي أمور سهلة جداً وليست معقدة، بل ستوفر على الدولة الكثير من الأموال.

أصحاب الدقة القديمة في جعبتهم الكثير من الأفكار والخبرات التي ستنهض بالتعليم قفزات سريعة إلى الأمام

لا ننسى الاستفادة من خبراتهم فهم حقيقة كنز حري بالوزارة أن تفتخر بهم، فهم جزء لا يتجزء من وزارة التعليم.

‫4 تعليقات

  1. تحية لك أيتها المربية الفاضلة لقد أجدت وأحسنت وإن الذي يخفف علينا أننا نرجو الأجر في عملنا من ديان يوم الدين الذي لا تضيع ودائعه لذلك مهما حاول رأس الهرم من تثبيط الجهود فلن يثنينا عن أداء رسالتنا .

  2. الف تحية للمعلمين من ابنء وبات ديرتنا الغالية اسلوب جميل وراقي
    ولكن ومشاركة لأخواننا المدرسين انوه اننا في وزارة الصحة ايضاً نشتري الاوراق والمواد والأجهزة احياناً نعالج المرضى بشتى امراضهم المعدية ولانأخذ بدلاً للعدوى وكثيراً ما تتأخر البدلات و وظف بعضنا بأقل من مستواه وبمرتب اقل وماخفي اعظم

  3. ما شاء الله تبارك الرحمٰن استاذة ثريا فعلاً كلام موزون ومنطقي وفي محله .
    اضف الى ذلك بعد استهلاك قدرات وطاقات المعلمات الدقة القديمة على حسابهن الشخصي
    يتم تهميشهن ومطالبتهن بأشياء ما أنزل الله بها من سلطان .

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×