بعد 30 سنة من هجره.. مُصلى العيد في “الفتح” .. مَن يَفتَحُ ملفه؟
عبدالله حسن آل شهاب
محشوراً وسطَ حيًّ سكني قديم… بينَ بيوتٍ تُلاصِقهُ تماماً مِن ثَلاثِ جهات الشرق والشمالِ والجنوب… فيما إطلالته الوحيدة من الغربِ عِبرَ نافذٍ صغيرٍ لا يَزيدُ عرضه عن ثمانيةِ أمتار يغصُ بسياراتِ أهل الحي مِنَ النساءِ والرجال.. هذا هو مصلى العيد في المخطط (19) المعروف بـ “الدخل المحدود”.
أُعتِمدَ هذا المُصلى والمُخطط بِدايةَ نشأةِ البلديات إبانَ إرتِباطِها بِوزارةِ الداخلية حيثُ وزعتهُ بلدية القطيف مَطلع التسعينات الهجرية كَمِنحٍ على ذوي الدخل المحدود الذي أُشتِقَ إسمه من هذه العِبارةِ الثُنائية ذائعةِ الصِيت وباتَ يُعرَفُ حتى يَومِنا هذا لدى عامةِ الناس مُناصَفةً بين “المحدود” و “الدخل” حتى بعد إطلاق اسمُ “الفتح” عليه.
آنذاك لم يَكُن هُناكَ مُصلىً قائم ومعتمد للعيدِ.. لذا فقد خُصِصَ الموقع لهذا الغرض وفي هذا المكان المَخنوق أصلاً والمحشور تخطيطياً وبِلا مواقف سيارات تخدمه وكل ذلك وُفقَ ظروفِ ومُعطياتِ وفِكر ذَلِكَ الزمن.
ورُبَما قد خُصِصَ آنذاك كمُصَلى للعيدِ بِشَكلٍ مؤقت ريثما تُعتمد مُصليات أخرى لاحِقاً على أن تُعاد الأرض للبلدية.. أقول ربما ولستُ مُتأكِداً مِن ذلك.. بيد أن المؤكد الذي يعرفه المُخططون في بلادنا هو أن مُصلياتِ العيدِ تُعتمد على شوارع فسيحة ومخدومة بمواقف سيارات وهذا يتطلب الرجوع لأساس المخطط.
بعدَ سنواتٍ مِن تخصيصه لهذا الغرض تم تنفيذ مشروع المُصلى فيه مِن قِبلِ وزارة الحجِ والأوقاف آنذاك.
أخذت تُقامُ فيهِ سنوياً صلاةَ العِيدينِ، الفطر، والأضحى إلى أن توقفت تماماً مُنذُ عام ١٤١٠ تقريباً بعد إنشاءِ الوِزارة مجموعة رديفةً مِن مُصَلياتِ العيدِ الأُخرى في مدينةِ عِنك وحزمِ أم الساهك ودارين وأبو معن ومُنذُ ذلِكَ الوقت ظلَ هذا المُصلى مَهجُوراً بِلا أيِ فائدةٍ تُرجى مِنه للوطنِ والمُواطِن.
الآن ونحنُ في عام ١٤٤٢ وبَعدَ أكثرِمِن ثلاثينَ سنةً مِن إقفالِ المكان وعدمَ إستخدامه إطلاقاً وبالنَظَرِ لوضعه التخطيطي الغير مُناسِب.
ألم يَحن الوقت لإعادةِ النظرِ في استخدامِ هذا الموقع لأيّ مرفقٍ خدمي آخر أو تخصيصه كموقع للإسكان الخيري؟
أرجوكم زوروا المكان وانظرو هل هُناكَ أدنى مصلحةٍ لأحد أن تبقى هذه المساحة بِلا أي فائدة…؟
هل تنطَبِقُ عليه المعايير والإشتراطات التخطيطية لمُصليات العيد؟
فمن يفتَحُ ملفه؟