العوامية حزينة.. رحل “صوت الفقراء” محمد آل ربح الشاب المُبتسم نشط في الجمعية الخيرية والمآتم

العوامية: معصومة الزاهر

نعت جمعية العوامية الخيرية اليوم (الجمعة)، رئيس اللجنة الإعلامية فيها محمد علي آل ربح، الذي توفاه الأجل اليوم، بعد أيام من إصابته بفيروس “كورونا” المستجد.

محمد، المعلم في مدرسة عمر المختار الابتدائية في مدينة الخبر، كان – كما يصفه أهالي العوامية، “شعلة نشاط وحيوية” في خدمة الأهالي عموماً، والفقراء على وجه الخصوص، فلقد كان صوتهم إلى المجتمع، تسبق ابتسامته حديثه.

جعفر الخباز.

قليل الكلام كثير العمل

وقال رئيس الجمعية جعفر الخباز “إن رحيل الشاب المؤمن محمد الربح ترك فراغًا في الجمعية لا يمكن سده، فهو أحد الدعائم الاساسية للجمعية، كان يعمل بصمت من دون ملل أو كلل، وبكل إخلاص وتفاني، وفي أي وقت من الأوقات لا يبتغي من وراء ذلك إلا مرضاة الله سبحانه وتعالى”.

ولفت إلى أن الراحل “كان يتصف بالورع والإيمان والتقوى، وحسن الخلق وبشاشة الوجه، فلا يلتقي بأحد إلا تسبق ابتسامته حديثه، كان قليل الكلام كثير العمل، كان رحمه الله المسؤول عن اللجنة الإعلامية، ويدير موقع الجمعية على شبكة الإنترنت وحساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، والمسؤول عن إعداد وطباعة التقرير السنوي الخاص بالجمعية”.

خلق رفيع وذكر طيب

تعود علاقة رئيسة القسم النسائي في الجمعية خلود السعيد، بالراحل لما قبل 4 سنوات، تقول عنه “ما رأيت منك إلا الجميل يا محمد، رحمك الله يا أخي”، مضيفة “معرفتي بالأخ محمد منذ 4 سنوات، كنا نتواصل بخصوص اللجنة الإعلامية ونشر الإعلانات والتقارير والتغطيات الإعلامية لفعاليات جمعية العوامية”.

وأضافت “لم أسمع منه الا الكلمة الطيبة وتنفيذ للعمل في أي وقت يُطلب منه، كان يتقبل برحابة صدر وبشاشة لا يتذمر، ولم يقف حاجزاً أما أي عمل تطوعي فيه قضاء حوائج الناس ومرضاة ربه.. ما رأينا منه الا الجميل والخلق الرفيع ونعم الذكر الطيب والسيرة الحسنة التي خلدها لنفسه”.

صوت الفقراء

يسأل نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية أحمد صالح الفرج “بأي كلمات أستطيع أن أصفك يا محمد؟ أنت الشاب الذي تعرفت عليك قبل أكثر من أربع سنوات، وهي الفترة التي قضيناها معاً عضوين في مجلس إدارة الجمعية. عرفتك إنساناً مثابراً في خدمة مجتمعك، صادق القول والفعل. عرفتك ذو أخلاق عالية وابتسامة دائمة يطبعها الخجل والحياء ممزوجة بالتواضع”.

وواصل الفرج مخاطبة الراحل “كنت تعطي الكثير من وقتك من أجل خدمة الفقراء والأيتام، بإيصال صوتهم للمجتمع، من خلال قيادتك اللجنة الإعلامية في الجمعية، والكل يعرف ما للإعلام من دور بارز، حيث يخترق كل بيت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليوصل الرسالة إلى أكبر شريحة في المجتمع”.

وأشار إلى أن أعمال الراحل وخدمته في المجالس الحسينية “لا تخفى على أحد، فهي واضحة وضوح الشمس”.

في خدمة المجتمع

ووصف رضي السيهاتي، الراحل الربح بأنه “الشاب الخلوق المعروف بالتواضع والأخلاق الرفيعة”، مضيفاً “زاملته فترة طويلة أثناء دراستنا في الرياض، عايشناه سنوات عدة لم يرفع صوته على أحد، كان خدوماً يحب مساعدة الجميع، موجوداً في المسجد لخدمة المؤمنين والحسينيات، يخدم أبناء مجتمعه دوماً، عُرف بالمشاركة في العمل الخيري والتطوعي”.

الدكتور عبدالله الربح.

قلب ارتبط بالمسجد

ووصف الدكتور عبدالله آل ربح، الراحل بأنه “الرجل الهادئ طيب السريرة، يتجسد إيمانه وتدينه في سلوكه الشخصي. عرف طريق المسجد مع والده المرحوم الذي فارقه صغيراً، وظل قلبه مرتبطاً في المسجد والنبي وأهل بيته عليهم السلام، حتى ابتلي كورونا الذي لم يمهله”.

وأضاف آل ربح “فقدت العوامية شاباً محباً للخير، سيذكره الجميع في كل موسم ديني حينما ينتظرون جدول إحياء المناسبات الذي كان يُعده لهم”.

صاحب ابتسامة جميلة

وقال حسن زكي الشيخ، “فجعنا بهذا الخبر، كان رجلاً طيباً، مؤمناً، وممن يخدمون أهل البيت عليهم السلام، وممن يخدمون المجتمع بعمله في جمعية العوامية الخيرية والمناسبات الاجتماعية والدينية والخيرية، ونشره جداول القراءة لمناسبات أهل البيت، لم يقبل علي في المسجد أو في الشارع أو أي مكان إلا وسبقته ابتسامته الجميلة، وروحه الطيبة وسوالفه الجميلة”.

وأشار إلى أن المرحوم كان “متسامحاً مع الجميع، يزور جميع الجماعات والمساجد، يحيي المناسبات الدينية، ولا يتوان في مساعدة الآخرين، وكل من طلبه في خدمة لم يكن يُقصر معه”.

الشيخ علي العلقم.

شعلة نشاط

عرف الشيخ علي العلقم، الراحل منذ نعومة أظفاره، يقول “بقيت على علاقة وطيدة معه حتى رحل عن هذه الدنيا، لم يتغير إطلاقاً، كان على إيمانه وطهارته وهدوءه، أحب الجميع فأحبوه، وكان مصداقاً لكلمة أمير المؤمنين عليه السلام: خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ”.

وأضاف العلقم “كان شعلة من النشاط، لا يفتر أبداً، يأنس بخدمة المؤمنين وحضور مجالسهم، ومشاركتهم مناسباتهم المختلفة، يحب مجالس أهل البيت، ويحث على إقامتها، ويسعى لتنسيقها، فكان يسأل ويتابع ويتصل ويرسل ويذكّر ويرتب وينشر. كان مخلصاً لعمله الديني بشكل كبير، لا يمل إطلاقاً من أي عمل مرتبط في أهل البيت عليهم السلام، ويتحمل الضغوطات والتعب في سبيل خدمتهم عليهم السلام”.

آه لفقد الشباب

وقال عبدالله الربيع “تعجز الكلمات وتُغل الألسن في رثاء الشاب الهادئ الخلوق الذي تسبق بسمته كلمته، فلقد ترك بصماته على جميع أهل البلد من دون استثناء. مَن مِن أهل العوامية لا يبحث عن جدول محمد علي في الوفيات ومواليد أهل البيت عليهم السلام، فهو يجمع جميع المآتم وأوقاتها وأماكنها وخطبائها في ملف وينشرها تسهيلاً للمستمعين. مَن من الخطباء لا يعرف اسم محمد علي، فهو المنسق لكثير من المآتم، وهو همزة الوصل بين المآتم والخطباء”.

وأضاف أن “محمد علي مثالاً للعامل الصامت، فهو كالنحلة تراه في المسجد يخدم وينسق، وفي المآتم يقرأ السيرة والمراثي، ويرتب مع الخطيب، ويوزع البركة. بالإضافة إلى ذلك فهو مسؤول عن جوال الجمعية، يرسل مناسبات البلدة من وفيات وزواجات وأخبار الجمعية، وانقطعت هذه الخدمة بمجرد دخوله المستشفى”.

وأشار إلى أن البلدة “كلها حزينة لفراقه، لقد دفناه وقلوبنا تتفطر عليه. الطيبون يرحلون سريعاً ويتركون أثرًا طيبا في دواخلنا.. آه لفقدهم، آه لفقد الشباب”.

عماد اللباد.

عاشق خدمة المجتمع

وقال عماد اللباد “قلة هم أولئك الذين يجيدون السير بثبات في خدمة مجتمعهم من دون أن تنال من عزيمتهم العقبات والمحبطات. تزداد أعباء العمل والمهام الموكلة لهم، لكنهم يحافظون على ذات الإيقاع، لا يفترون ولا يتوقفون، بل يواصلون طريقهم، ابتسامتهم زادهم في حلهم وترحالهم”.

واعتبر اللباد، المرحوم محمد الربح “واحداً من أولئك الذين عشقوا خدمة مجتمعهم بصمت، بعيداً عن الأضواء والضجيج، والانحيازات إلا لمجتمعه. كان يعمل مع الجميع، يتواصل مع الجميع، بذات الخلقن وذات العطاء”.

 

‫5 تعليقات

  1. لم أكن أعلم انه دالك اليوم كان آخر يوم للقائك رحلت للكريم الرحيم رحمك الله يامحمد علي خادم مجالس الحسين رحمك الله ياطيب القلب أفجعنا رحيلك نم قرير العين الحسين يستقبلك ياخادمه واللقاء بإذن الله في جنات النعيم عظم الله إجوركم وإجورنا

  2. و في الليلة الظلماء يفتقد البدر.. الف رحمه ونور تنزل عليه الشاب المؤمن خادم أهل البيت عليهم السلام.. اسأل الله ان يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون

  3. رحم الله الفقيد السعيد برحمته الواسعة التي وسعت كل شيء وحشره في مستقر رحمته واسكنه فسيح جناته مع النبي واله الاطهار عليهم الصلاة والسلام وربط على قلوب فاقديه بالصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون الفاتحه لروحه الطاهره وارواح المؤمنين والمؤمنات

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×